الاثنين، 23 يوليو 2012

لقاء مع وزير الشؤون الدينية، الدكتور نور الدين خادمي

.

حوار مع د. نور الدين خادمي
   وزير الشؤون الدينية في تونس

 



.
أرحب بك استاذي الكريم في ألمانيا وفي هذا اللقاء،،
-      لو تكرمت دكتور خادمي ووضعتنا في إطار زيارتك لألمانيا؟
.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على مولانا محمد، زيارتي إلى ألمانيا في إطار دعوة إلى حضور المؤتمر الذي ينظمه التجمع الإسلامي في ألمانيا لتقديم مداخلة علمية حول الثورة التونسية والربيع العربي، في مساره ومآله وأيضا ما يتعلق بهذا المسار على مستوى الوجود العربي والوجود التونسي بأوروبا، وفرصة لملاقاة بعض الإخوة والأخوات من تونس ومن العالم العربي ومن العالم الإسلامي، وربما لألقي بعض الكلمات وأجيب على بعض الأسئلة أو تقديم بعض الفتاوى الشرعية.
. 
-      كيف وجد الدكتور نور الدين خادمي وزارة الشؤون الدينية بعد التغريب الذي تعرضت إليه؟
.
وجدتها بئرا معطلة وقصرا مشيدا، في وضعية فيها الكثير من التردي الهيكلي والإداري والقانوني، وزارة همشت في الماضي، همِّش دورها، وزارة الشؤون الدينية هي الجهة المهتمة بالخطاب الديني وبتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية والثقافة الإسلامية وجدت هذه الوزارة حقيقة مظهرا من مظاهر الإساءة إلى الدين الإسلامي، من تهميش الدين وإقصاء علماء الدين إحداث الخلل المنهجي والمعرفي في المنظمة الدينية فهي وزارة في منتهى الصعوبة والحرج، لاشك أن أهم شعار الذي يُرفَع هو الإصلاح الشامل لهذه الوزارة. وهذا الإصلاح يحتاج لقوة وجهد ويحتاج إلى ميزانية، ويحتاج عقلية، يحتاج إلى إرادة. ونحن مقبلون هذه السنة على إرساء القواعد الأساسية الكبرى في هذا الإطار.
.
-      هل من رؤية رسمتها وزارة الشؤون الدينية للدور الذي ستقوم به الزيتونة مستقبلا؟
.
 طبعا مسجد الزيتونة لابد أن يأخذ حظه من الاهتمام والعناية والجانب المادي، والجانب الإعلامي والاجتماعي، والزيتونة هي جزء من الشأن الديني، والزيتونة بما تمثله من رمزية تاريخية وحضارية وبما مثلته من كونها محطة علمية في تونس، آوت الطلاب الأفارقة وآوت الطلاب التونسيين وآوت الزوار والعابري السبيل والذين يستفيدون منها. هذه الزيتونة بكل تلك الاعتبارات لابد أن يعاد لها الاعتبار وأن تعود لدورها ورسالتها. ولكن هذا في ضوء الموازنة الوطنية.
وموضوع الزيتونة حقيقة هو موضوع مهم وكبير ويحتاج إلى نظر وتفصيل وهذا موضوع تباحث وتشاور مع كل المعنيين من أجل أن ينطلق التعليم الزيتوني انطلاقة مهمة دقيقة على أسسها التعريفية والمنهجية وفي إطار الخيار الوطني وخيار الثورة إن شاء الله.
.
-      هل الهدف من هذه التشاورات هو إعادة نور وهدي الزيتونة على غرار ما كان عليه في الماضي؟

نعم هذا هو موضوع الدرس والبحث، وهذا المبدأ ليس عليه اختلاف ولكن في الطرق والتفاصيل كيف سيكون هذا التعليم، أيكون تعليما بالجامعة على الطريقة القديمة، أم سيكون خارج المسجد على الطاولات والكراسي – مثلا-، هل سيكون موازيا للتعليم الخاص والعام أم سيكون مندمجا فيه ومتواصلا معه، وهذا كله محل بحث ونظر والجواب عنه سيكون إن شاء الله بعد التشاور والتباحث حتى لا تكون الانطلاقة ارتجالية وعفوية وإنما تكون انطلاقة تأسيسية صحيحة بعد التنسيق بكل المعنيين بالأمر.
.
-      مكانة فلسطين في قلب التونسيين؟
.
القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى والقدس موجون بعمق في قلب الشعب التونسي، واكبر دليل على ذلك ذلك المشهد الرائع والحفاوة التي استقبل بها الشعب التونسي وزير الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية.
.
-      ماذا فعلت وزارتكم من أجل عدم تكرار حادثة الرسوم المسيئة؟.
.
أصدرت الوزارة بيانا استنكرت فيه هذه الإساءة ودعت إلى المواجهة السلمية القضائية القانونية في إطار القانون في إطار المجتمع، وفي إطار الثورة دون اللجوء إلى عنف مادي أو معنوي أو لفظي. ثم دعت الوزارة إلى ضرورة أن يُعتنى بالمقدسات الإسلامية، وأن تضع بها اللوحات الرائعة الحضارية المتألقة وأن حرية التعبير مضمونة بالدين ومضمونة بالتاريخ ومضمونة بالقانون ولكن دون أن تمس هذه الحرية بالمقدسات أو الثوابت الوطنية.

-      أين تونس اليوم من الثورات الأخرى؟
.
تونس اليوم منشغلة بالبناء لثورتها الآن هي تعالج مشاكل عمرها 50 سنة، تشغيل في التعليم، في التنمية، في الفساد السياسي والغداري والمالي، في الدستور وفي التأسيس القوانين، في أمور أخرى متراكمة، ولكن هذا لا يمنعها أن ترى بعيون اخرى لما تعيشه الدول العربية والإسلامية وتمضي اتفاقيات تعزيز الترابط وأيضا الوقوف مع الإخة في سوريا والإخوة في مصر وفي ليبيا وفي اليمن.
.
-      ما مدى الأخبار التي تتردد عن نيتكم في تاهيل واعظات يَتبَعن الشؤون الدينية على غرار ما حصل في المغرب الاقصى؟
.
لدينا في وزارة الشؤون الدينية واعظات يُكلفن بالوعظ والإرشاد والتأطير الديني في الجهات التي يعود النظر إليهن فيها، وهؤلاء يقومون بدروس ويُفتون لبعض النساء، في المساجد وفي بعض المؤسسات.
.
-      هل من خطة معتمدة لمستقبل الزيتونة والقرويين؟
.
كنت أتيت لزيارة للمغرب منذ أسابيع والتقيت فيها بمعالي الأوقاف والشؤون الدينية الأستاذ أحمد توفيق ومضينا اتفاقية التعاون بين الوزارتين بما في ذلك بين القرويين والزيتونة وعقبة بن نافع ونقاط أخرى، تضمنتها هذه الإتفاقية التي تحتاج إلى تفعيل في اقرب الأوقات.
.
-      وماذا عن الأزهر الشريف؟
.
بالنسبة للأزهر لم نتصل لحد الآن بهم، لكن سيكون لنا لقاء قريب وسنمضي معهم اتفاق التعاون بين مصر وتونس في الشأن الديني وبين الأزهر والزيتونة.
.
-      شدني قولك في المحاضرة أن تونس هي "الثورة الإمام"، وفي نفس الوقت قلت أنكم لاتصدِّرون ثورتكم للخارج، كيف يمكن التوفيق بين هذين القولين؟
.
إذا قرر المأموم أن يصلي خلف إمام فله ذلك، دون أن يُلزِم الإمام المأموم بالصلاة خلفه.
.
-      كلمة حرة
.
شكرا لكم على جهدكم وبارك الله فيكم وأنتم في هذه البلاد بلاد المواطنة وبلاد الإنسانية أنصحكم وأنصح الشباب أن يستفيد من إقامته في الجتمع وفي العمل وأن يكون عنصرا إيجابيا يُعرِّف بالإسلام ويعرِّف بحضارة الإسلام ويتواصل مع ابناء هذا الوطن وفاء وعملا وإتقانا، وأن لا ينسى بلده الأصل من حيث الوفاء والدعم والزيارة وصلة الرحم، والله الموفق.
.
كل الشكر والتقدير على تلبيتكم الدعوة، وأتمنى لكم ولأهل تونس الاستقرار والتوفيق.
.
.