الخميس، 25 مارس 2010

كم تساوي روحك؟

.
كم تساوي روحك؟
.
.
مهلا!
..
أنتظر!
.
قبل أن تبدأ الغوص في البحث عن جواب لهذا السؤال، وقبل أن تسابق السطور القادمة للاستزادة ولمعرفة الجواب، عليك أولا أن تجيب على النقاط التالية:
.
أولها: إلى أي القارات تنتسب؟
.
ثانيها: هل بلدك غنية بالخيرات؟
.
ثالثها: ما هي ديانتك؟
.
وأخيرا: ما هو لون بشرتك؟

.
إذا انتهيت من الإجابة عن هذه التساؤلات فإنك على الطريق الصحيح لمعرفة الجواب على السؤال المطروح:
كم تساوي روحك؟
.
لكن دعني أقرّب لك مفهوم ما اريد التوصل إليه بسؤال آخر، وهو:
.
من أي الدرجات هي روحك؟
.
إن المشهد اليوم حول العالم والمسرحيات التي تُبَثّ على أرض الواقع، تجعل الشعر يشيب! والذهن يشرد!
.
فكل من يريد ان يصفي حساباته ويحقق أحلامه وأهدافه وكل من يريد تثبيت عرشه ومنصبه وكل منيريد الحصول على الأموال أو جمع الثروات فإن الدماء والارواح والاجساد والأموال حاضرة في أماكن شتى للسفك والازهاق والتمزيق والاستيلاء والنهب .
.
لذا فإنك تسمع هنا بقتل المئات و الآلاف بل مسح مدن بأسرها واقتلاع شعوب من أرضها ولا حراك للكون.. متجاهلون منشغلون تجار حقوق الإنسان ، وما ان يموت فرد هناك حتى تقوم الدنيا ولا تقعد، وإذا بالإستنفار يعم منظمات حقوق الإنسان بقطاعيها الخاص والعام ، وإذا بالدم غير الدم والثمن غير الثمن، وإذا باللحم البشري رخيص هنا، باهض لا يقدر بثمن هناك!!!
.
إختلت الموازين،
وأصبح من يدافع عن عرضه أو بلده أو ماله هو من يستحل دمه، وأصبحت روحه لا تساوي شيئا، ساد قانون الغاب وسقطت أسهم الحمام وانتعشت أسهم الكواسر وهانت الأرواح في سوق البشر!
.
أرواح المسلمين..
.
أرواح الفقراء..
.
أرواح الضعفاء..
.
أرواح المضطهدين...

.
أطفال..ونساء..وشيوخ..وعجزة..ومرضى يموتون كل ثانية ولا يتحرك العالم ولا يتأثر!!
.
ما الذي فعله هؤلاء لتصبح أراوحهم ودماؤهم وكرامتهم رخيصة إلى هذاالحد؟
.
لماذا!
.
لأن جبابرة العالم يعتبرون هذه الأرواح بخيسة، أرواح من الدرجة الرابعة..
أرواح تجذب كل طماعٍ ومستغِلٍ..
أرواح تُداسُ تحت الأقدام دون أدنى احترام لإنسانيتها..
أرواح درجة أولى لها مجلس الأمن والأمم المتحدة وبنك النقد الدولي وأرواح درجة أخيرة لها الصبر والسلوان.
.
وصدق الشاعر حين قال :
.
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
...................وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر

..
الإستكبار العالمي.. الإمبريالية ..الإستعمار.. الجشع .. كل هذه تعد من أسباب هواننا لكن السبب الرئيسي هو أنه:
..
.

هانت علينا أنفسنا فهنّا على الآخرين..
.
وفي الختام أضع بين يديك أخي القارئ/ أختي القارءة هذه الـــ
.
"نكتة"
.
إجتمع رئيس وزراء بريطانيا مع رئيس دولة امريكا ثم خرجا للإدلاء بتصريح صحفي ....!!
.
سألهم أحد الصحفيين:
.
ماهي القرارات التي اتخذتموها أثناء اجتماعكم .. ؟؟
.
قال رئيس الدولة : قررنا أن نقتل 20 مليون مسلما و دكتور أسنان واحد..؟؟؟!!


اندهش الصحفيون طبعا ونظروا إلى بعضهم البعض والكل متلهف لمعرفة لماذاطبيب أسنان واحد لا غير، ومن هو؟ ومن أي بلد......؟
.
فقال أحد الصحفيين للرئيس : ولماذا طبيب أسنان واحد؟؟

تبسم الرئيس....ثم مال على زميله........وهمس في أذنه
.. .ألم أقل لك إن أحداً لن يهتم بالـ 20 مليون مسلم ؟؟؟؟؟؟
..

هل أعجبتك وضحكت منها؟..
.
.
.
لكن معذرة اخي القارئ/ أختي القارءة، لم أسرد هذه الحادثة لتضحك إنما لتبكي!! لكنني أخطأت في العنوان فعوض "نكبة" كتبت "نكتة" فمعذرة مرة أخرى لأن السياق يتطلب البكاء لا الضحك!!!.
.
.
للكاتبة فوزية محمد
.
.
http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=5075
.
.

الثلاثاء، 23 مارس 2010

حوار مع الأستاذة رواء العابد رئيس قسم العمل النسائي في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا

.
.
.
.

حوار مع الأستاذة رواء العابد
.
رئيس قسم العمل النسائي في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا
.
.
حاورتها بلندن الصحفية فوزية محمد

.
.
.

من هي الأستاذة رواء العبد
.

رواء العابد، متزوجة أم لأربعة أطفال وأربعة أحفاد بإيرلندا، بريطانية الجنسية، عراقية الأصل وإيرلندية الإقامة.
خريجة شريعة وأصول دين..
من مؤسسي جمعية المرأة المسلمة في بريطانيا.
عضو مؤسس الجمعية الإيرلندية، قسم النساء.
رئيس قسم العمل النسائي في اتحاد النسائي المنظمات الإسلامية باوروبا.

.

من هناك من بلد الرشيد من بغداد ومن أرض النخيل تاتي ضيفتنا اليوم تحمل إرث العراق وتعايش ضباب لندن ومنه إلى إيرلندا ، تتطلع إلى أمل الإسهام في الدعوة إلى الله وتبذر الخير تطلب به منفعة الناس وترجو من خلاله حصاد وفير في الآخرة.
.
:

الحوار نت: هلا تكرمت بالحديث عن أسباب مجيئكم إلى أوروبا؟
.

الأستاذة رواء: في سنة 1980 وبالضبط في 14 مارس كان أول وصول لنا إلى أراضي بريطانيا مغادرين لبلدي بغداد بغرض الدراسة فقد كنت أرغب في دراسة الطب إلى جانب زوجي الذي جاء لإعداد رسالة الماجيستر في الإدارة و كان من المفروض أن لاتتجاوز إقامتنا في هذا البلد سنوات الدراسة وها نحن سنتم الثلاثين سنة في اوروبا.
كانت البدايات بنواحي لندن حيث أقمنا لمدة 17 سنة، بعدها انتقلنا إلى إيرلندا التي نقيم بها حتى يومنا هذا.
.

الحوار نت: الأستاذة رواء من مؤسسي جمعية المرأة المسلمة في بريطانيا، كيف كانت بدايات العمل النسائي بهذا البلد؟
.

الاستاذة رواء: أول البدايات كانت بالمخيمات والمؤتمرات وكان عدد النساء آنذاك 200، وقد كنت استلمت أول مسؤولية في مخيم سنة 1984، وأمام الحاجة للارتقاء بالعمل النسائي من النواحي التربية والنفسية والثقافية جاءت فكرة بعث مؤسسة نسائية تولدت من جمعية الطلبة المسلمين سنة 1991 إلا أنها شهدت إنطلاقتها الفعلية مع بدايات سنة 1993 وكنت من أحد مؤسسي هذه الجمعية. ولم يقتصر نشاط المؤسسة على لندن بل تفرعت إلى ست أو سبع مناطق بريطانية.
يذكر انه من أهم أهداف هذه المؤسسة : التربية والتأهيل واندماج المرأة المسلمة في المجتمع البريطاني بالإضافة إلى الهدف الأسمى المتمثل في المحافظة على الهوية الإسلامية، وعدة أهداف أخرى على رأسها الإهتمام بالنشئ والشباب.
.

الحوار نت: تعمل الأستاذة رواء حاليا رئيسا للقسم النسائي في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، هل لنا ان نتعرف باختصار عن بعض نشاطات هذا القسم ؟
.

الأستاذة رواء: بداية يعتبر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا أحد أكبر الهيئات الإسلامية الجامعة العاملة على الساحة الأوروبية وله منظمات ومؤسسات جمعيات أعضاء في كل الأقطار الأوروبية ويترأس الاتحاد اليوم الأستاذ شكيب بن مخلوف وهو من أصل مغربي.
وقبل الخوض في تعداد نشاط قسم العمل النسائي نعرف به، فأقول أن قسم العمل النسائي هو أحد الأقسام المتخصصة في المكتب النتفيذي للاتحاد وهو الجهة المنوط بها مهمة دعم وتفعيل وتطوير وترشيد العمل النسائي وقد اطلق في عمله رسميا سنة 2002م.
وأعود للرد على سؤالك أختي الكريمة، مناشط قسم العمل النسائي متعددة يكفي أنها حصيلة سنوات من العطاء وللذكر ليس الحصر نأتي على بعض انجازاته :
- دورات مركزية تربوية في جميع الأقطار شرق القارة وغربها، يتم خلالها التركير على شعار معين يهدف إلى الارتقاء بالأخوات في جوانب مختلفة.
- دورات قطرية جهوية سواء تربوية أو إعلامية أو ثقافية أو إدارية أو تكوينية.
-إشاعة روح الخدمة والاندماج الإيجابي للمرأة في مجتمعها من دون ذوبان أو فقدان للهوية الإسلامية.
- زيارات ميدانية للأقطار للإطلاع على واقع عمل الأقسام النسائية مع توعية المرأة المرأة المسلمة بدورها في خدمة التعريف بالإسلام في المجتمعات الأوروبية.
- مشاركة و تنشيط مؤتمرات دولية وكذا الإسهام في رحلات متعددة خصوصا إلى الديار المقدسة لغرض العمرة.
.

الحوار نت: أفهم مما تفضلت به أستاذة رواء أن عمل القسم مقتصر على الساحة الأوروبية؟
.

الأستاذة رواء العابد: هدف القسم عموما هو الارتقاء ودعم العمل النسوي على الساحة الأوروبية إلا أننا شاركنا في بعض المؤتمرات والملتقيات العالمية، ففي سنة 2007 شارك القسم في ملتقى القدس والذي نظّم بالأردن، وقد مثّل القسم العمل النسائي الإسلامي في أوروبا، كما وشاركنا في ملتقى الأسرة والطفل والذي كان بالقاهرة في يناير 2007م حيث مثّل القسم الاتحاد في هذه الدورة التي تركزت في مسائل المرأة والأسرة والدور المطلوب من قيادات العمل الإسلامي النسائي في حماية الهوية الإسلامية، وفي نوفمبر 2008 شارك القسم في مؤتمر النصرة والذي عقد بالكويت لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
.

الحوار نت: هل يعترف الرجال والنساء في الحقل الدعوي بخصوصية عمل كل منهما؟
.

الأستاذة رواء العابد: من الصعب أن نقول لا وفي الوقت ذاته وإستنادا إلى مؤشرات الواقع الدعوي فإن هذا الأمر مازال لم يتحول إلى واقع ملموس حيث لازال الكثير من الرجال وبالذات العاملين منهم فى حقل الدعوة لا يرى مكانا تستطيع المرأة أن تتصدره وتتميز وتنفرد به ولكنهم يرونها في كثيرا من الأحوال تبعا للرجل وفي أحسن الاحوال مكملا له في حقل الدعوية أما فاعلة رئيسية ومتصدرة فأن هذا المطلب يبدو بعيد المنال.
.

الحوار نت: ماهي في نظرك أهم التحديات التي تواجه العمل النسوي اليوم على الساحة الأوروبية؟
.

الأستاذة رواء: التحديات تنقسم إلى تحديات خارجية وتحديات داخلية، ويمكن تحديدها من وجهة نظري في النقاط التالية:
.
1 - ضعف قناعة الرجال بدور المرأة في العمل الإسلامي وعدم ترجمة هذه القناعة رغم ضعفها إلى واقع ملموس بعيدا عن إختزالها في الجوانب النظرية مقابل هذا يتم التركيز الكلي على دورها التربوي فى البيت وخدمة الأسرة.
.
2 - غياب القيادات النسائية الفاعلة في المؤسسات الإسلامية فى الغرب التي تستطيع الإسهام الفاعل فى تطوير دور المرأة في خدمة العمل الاسلامي.
.
3 - غياب المؤسسات النسائية المتخصصة التى تقوم على رعاية المرأة وإعدادها إعدادا قياديا.
.
4 - تعدد اللغات وتباينها في أوروبا مما يدعو لصعوبة التواصل والاستفادة الفعالة.
.
5 - ضعف الاهتمام بمسألة توريث الدعوة ونقل الخبرة واعداد القيادات الشابة.
.
6 - غياب الحوافز للجيل الثاني من الشابات ، يقابل ذلك الاغراءات الموجودة في المجتمع الاوروبي مما يؤدي الى عزوف هذا الجيل عن العمل الإسلامي وارتمائه في أحضان الأخطر والأسهل .
.
7 - غياب القدوات من الجيل الاول والتي يمكن أن تستقطب الجيل الثاني وتحفزه للعمل
.

الحوار نت: أطرف موقف تعرضت إليه خلال مسيرتك الدعوية بأوروبا.
.

الأستاذة رواء: يخطرني موقفان لم أنسهما قط، ويكمن في المبيت، فقد نظمنا لقاءات عديدة وفي احد المرات ضاق المكان بالحاضرات، فاضطررت وأحد الأخوات أن ننام تحت الطاولة وعندما نتعب نغير المكان فننام على الطاولة. ولنفس السبب اضطررت للنوم في اسطبل للأحصنة، ولم أجد شيئا أضعه تحت رأسي فعمدت إلى حذائي لففته في منديل ونمت عليه، إلا أنه للأسف تسسب لي ذلك في التهاب على مستوى الرقبة نقلت بسببه صباح اليوم التالي إلى المستشفى، لا أنكر أن السرير هناك كان أكثر راحة إلا أن الإحساس بالسعادة التي غمرتني وأنا بالمكانين السابق ذكرهما كانت عالية..
.

الحوار نت: نلتمس من أستاذتنا ردودا مقتضبة عن هذه المصطلحات.
.

الاستاذة رواء العابد
.

الأسرة: الأمان، الأمل، مدرسة تخريج الاجيال، التحمل..
الغربة: تصقل خبرات الحياة.
الدعوة: هي الحياة..
الأخوة: المحبة، التزاور، والمتبادل، الجلساء لله تعالى.
التضحية: المبادرة إلى العمل والتفاني في العطاء.
.

إن كل مجهود يحمل في بذوره الصلاح ويصرف في مناحي الخير يتطلب الثناء والشكر فما بالك إذا كان هذا المجهود دعوة إلى الله تعالى، وكيف إذا كانت هذه الدعوة خارج الموطن والتربة والمنشأ وما يتطلبه ذلك من صبر ومثابرة وثبات. من هنا وجب علينا ان نكبر ونثمن ما تقوم به الأستاذة رواء ونظيراتها كما ندعوهن للإخلاص في العمل وندعو لهن بالتوفيق وحسن الخاتمة وجوارا أبديا لخاتم الأنبياء والمرسلين.

.

.

رابط الموقع الناشر:

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=5007
.
.


.
.

الجمعة، 19 مارس 2010

لغـــة الصــمــــت

.
.
لغـــة الصــمــــت
.
.
قال صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". .
.
هذا الحديث المجمل الذي رواه أبو هريرة أنصف الصمت أيما إنصاف وأعطاه مكانته اللائقة دونما شطط ولا غلو ، وبحديث سيد الخلق هذا يوضع الصمت في مرتبة راقية وليس أرقى منه إلى الكلام الحسن وقول الخير، بناء عليه فإن المواضع التي تخلو من الكلام البناء الصادق النافع ليس لها من بديل سوى الصمت فهو في هذا المقام مغلاق للشر وحصن من البلاء ولغة السلامة ووجاء من الفتن.
.
.
لابد للصامت المهيب من لحظات نطق تصدق هيبته، فهل للصمت حدود؟
.
رغم هالة الصمت الضخمة والثقيلة لغة ومعنى، كثير ما تفصل شعرة بين نفعه وضره، فالواحد وهو ينصت لشروحات وتوجيهات الآخرين يكون في حالة صمت إيجابي ،وإذا ما انقطع كلامهم وطُلب منه التفاعل ولم يفعل ينقلب الصمت في ثوان ليصبح ترديا يذهب المصلحة ويشوش على لحظات الإصغاء فيحولها إلى دلالات سلبية.
.
.
الصمت : هي الكلمة الوحيدة التي يخرجك نطقها من معناها..
.
حين تشرع في لفظ الحروف وتجميعها تكون قد خرجت من مرحلة الصمت وباشرت الكلام، ووفق نتائج خطابك يعرف ما إذا كان كلامك قد تقدم بك في الإتجاه السليم، أما انك قد قطعت مع صمت إيجابي كان يحول بينك وبين التردي. وتجارة الصمت يعرف كسادها من ربحها بوضعها مع تجارة الكلام كل في كفة ، فبالاضداد تتضح المعاني.
.
.
الصمت طبع محمود إذا تمكن صاحبه من فن الكلام ..
.
الوفاء ، الامل ، الحسد ، الكذب ، مثل هذه المعاني وحال النطق بها يمكنها إحالتك على كنهها ومن هناك يمكنك تبويبها سلبا او إيجابا، وقد عدّد الحكماء فوائد الصمت في سبعة كلمات: وهي أن الصمت عبادة من غير عناء وهو زينة للمرء ويزيده هيبة واحتراما ووهو له حصن والصمت يُغنيك عن الاعتذار لأحد وهو راحة للملَكين الكاتبين وستر للعيوب.
لكن كلمة الصمت إذا أطلِقت منفردة يصعب التفاعل معها بدون مهيَّتها و ملحقاتها المكانية والزمنية، لأن:
.
الصمت للإصغاء فضيلة
.
والصمت على الظلم مذلة
.
والصمت في اللغط حكمة
.
والصمت عند الخطابة عياء
.
والصمت عند الجنائز خشوع
.
والصمت مع الابتلاء صبر..
.
.
الصمت نهر هادئ يمكن أن يهيج في أي وقت..
.

الصمت كلمة لا تضاهيها قوة إن أتت في موضعها ، لكن الصمت يبقى الإستثناء وليس الأصل ، فالصمت بديل الإسفاف بديل اللمم بديل الإبتذال بديل الفحش ، الصمت بضاعة صالحة في سوق الكلام البائر ، لكنه بضاعة كاسدة في سوق الكلمات الطيبة النيّرة المجدية البناءة ...
.
.
الكلام ملك والصمت وزيره... الكلمة ملكة والصمت وصيفتها
.

للصمت فضائل كثيرة لكن لنحذر من الإفراط في تمجيده حتى لا نجعل منه رأس الأمر كله وحتى لا نجعله بديلا للكلام النافع وبذلك نسقط في الدعوة للسلبية والخمول. فالكلمة هي الأقوى مادامت سليمة ولا سبيل للمقارنة لأن القرآن كلام الله المتعبد به، والحديث الشريف كلام خير المرسلين والرسالة افتتحت بكلمة "إقرأ" والإنجيل والزبور والتوراة كلمة ..السيد المسيح عليه السلام كلمة الله التي ألقاها إلى مريم.
من هذه المعاني السابقة يتوجب على المرء أن يتقن فن الصمت وأن يدرك أين ومتى يجب استخدامه من عدمه....
..
.
*وليسأل كل منا نفسه:!!
.
ما بالنا نُكثِر من الصمت في غير محله؟
.
وما بالنا ألجمت ألسنتنا عن قول الحق ونصرته؟
.
وما بالنا نُقمع ونُجبر على الصمت ليتوسع غيرنا في الكلام !!!

.
.
للكاتبة: فوزية محمد
.
09 فبراير 2010
.
الناشر: شبكة الحوار نت الإعلامية
.
http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4213
.
.

الأربعاء، 17 مارس 2010

حوار مع فرقة البيارق للأنشودة الإسلامية " فلسطين 48"

.
.
.
.

حوار مع فرقة البيارق للأنشودة الإسلامية "فلسطين48"
.

.
حوار فوزية محمد: دورتموند- ألمانيا
.
.

عندما يلثم اللحن الجميل الكلمات الهادفة يولد بين ثناياها النشيد ثم يسرح في دنيا الناس يدفع عن الساحة الفنية نشازها وينفي خبثها ويقارع الصخب والهستيريا وإيقاعات الهز الهابطة ثم يغوص ليرمي بمعانيه ظالما ويشدّ أسر مظلوم ويربط على صابر ويثبّت مجاهدا..هذا دور النشيد في حلته الغير ملوثة دور مازالت الأمّة لم تستفد منه على الوجه المطلوب ، إذا كانت هذه رسالة المنشد أينما كان وفي أي بقعة من أرجاء المعمورة فكيف به إذا بزغ من أرض الرباط وأكناف بيت المقدس ، حتما ستكون الكلمات معبأة مرصعة بمعان سامية حلوة حلاوة أرض الإسراء والمعراج ..حين يخرج اللحن من فلسطين يمر بألف مصفاة فيستقر في الذهن والقلب.. وهاهو الحوار نت يستضيف فرقة البيارق المتميزة ليستمد منها القرّاء بارقة أمل..
.


الحوار نت: كيف ومتى كانت نشأة فرقة البيارق؟
.


فرقة البيارق: بسم الله الرحمن الرحيم
أولا نشكركم كل الشكر على هذا الاستقبال الممتاز وعلى هذا الاهتمام الرائع بالقضية الفلسطينية، ثانيا نعرفكم أولا بأعضاء فرقة البيارق الذين يصل عددهم إلى سبعة أفراد، وهم على التوالي : سيف الدين سالم من قرية المقابلة، والأخ بلال كذلك من قرية المقابلة والأخ محمد والأخ معتمر، وللأسف تخَلّف ثلاثة أعضاء آخرين من الفرقة لظروف منعتهم من التواجد بيننا. نحن نقيم وننشط داخل الخط الأخضر أي أراض الثمانية والأربعين، أمّا وجودنا فيعود فيه الفضل كل الفضل إلى الحركة الإسلامية، حيث تركز وتعمل على بث روح النخوة الوطنية، والحفاظ على الأقصى خاصة وعلى الأرض الفلسطينية العربية عامة، وتأكيد حق العودة لكل اللاجئين، وقد قامت الحركة الإسلامية بالداخل بمجهودات جبارة شملت جميع المناطق وأتت على الكثير من المناشط ونذكر منه النشاط الإنشادي، ونحن في قريتنا استفدنا من هذا الدعم المعنوي والمادي خصوصا مع وجود والحمد لله مواهب جيدة لدينا فكانت الانطلاقة لفرقة البيارق، ابتدأنا بتطوير هذه المواهب وابتدأت معها أولى الخطوات لفرقة البيارق من فلسطين، وكان تاريخ نشأة الفرقة سنة 2003 م. بدأ عمل الفرقة متواضعا والحمد لله وُفِّقنا إلى حدّ كبير خصوصا وأننا بتنا نحظى في أوروبا بمحبة خاصة من إخواننا الفلسطينيين والعرب والمسلمين عامة فلهم ولكم جزيل الشكر.
.

الحوار نت: الكل يحذر اليوم من تهويد القدس، ويأكدون على هويتها العربية والإسلامية، فهل هناك أخطار محدقة تستهدف التهويد الكلي للقدس وبالتالي ضياعها الأبدي من أيد المسلمين؟
.


فرقة البيارق: لا، هذا غير صحيح، الحمد لله رب العالمين الإخوة في الداخل في فلسطين 48 غير مقصرين في دعم المسجد الأقصى المبارك و في دعم القدس، هم ينظمون مهرجانات تضامنية حيث ترصد كل يوم حافلات لنقل المصلين من جميع القرى ومن شتى المدن لحضور الصلوات ، فهم يسعون لأكبر تواجد للمسلمين في المسجد الأقصى وفي القدس، كما أنهم يسعون لدعم جميع الفرق الإنشادية وكذا لدعم جميع المؤسسات الدينية والدعوية والوطنية في القدس، والحمد لله رب العالمين صراحة هُم حُرّاس القدس ونشاطاتهم تشهد لهم سواء من تواجدهم المستمر في الأقصى أو من تنظيم رحلات خاصة للمسجد الأقصى، وكذلك توفير حافلات ليلية لنَقل المصلين إلى المسجد الأقصى ليتمكنوا من أداء صلاة الفجر فيه، مما يجعل المسجد مليئا بالمصلين على مدار اليوم، فبارك الله في الإخوة المنظمين وفي كل من يدعم أولى القبلتين، فرغم محاولات التهويد المتواصلة ، إلا أن إخوتنا في فلسطين 48 يقدمون كل ما في جهدهم للحفاظ على هوية المدينة المقدسة، وهذا لا يعني طبعا أننا لا نحتاج إلى دعم إخوتنا في الخارج وفي الدول العربية والإسلامية وكذلك دعما من الحكّام العرب بل إنّنا نحتاج لأي دعم حتى يستطيع إخوتكم الاستمرار في التصدي للعدو الصهيوني. ونتمنى إن شاء الله أن يتحرر المسجد الأقصى وأن تتحرر القدس وكل فلسطين.
وأخيرا نقول لا، لِاحتلال القدس، وليس لا لتهويد القدس!!!
.

الحوار نت: كيف يخدم وجود فرق إنشادية متعددة القضية الفلسطينية؟
.


فرقة البيارق: التنوع في الفرق الإنشادية يُفيد الكثير ويخدم القضية.
بداية لابد من التركيز على نقطة مهمة تساهم في دعم أي قضية وهي المبدأ الذي ينطلق منه صاحب الرسالة، برأيي أن الهاجس الديني هو العنصر الأساسي، فنحن والحمد لله فرقة دينية تؤدي واجباتها التي أمر بها الخالق، ونحن نحاول الدفاع من خلال هذا الفن عن وطننا، والأنشودة تحرك عاطفة الفلسطيني خصوصا وأنّ الفلسطينيين يحبون الأناشيد الوطنية والأناشيد الإسلامية، إذاً رسالتنا تصل إلى أكبر عدد من الجماهير من خلال الأناشيد التي نؤديها في مختلف أرجاء العالم، والتي نتمنى من خلالها كذلك إرضاء المولى. أمّا تأثير الأنشودة الوطنية والإسلامية فإنّ تجربتنا تؤكّد أنّ الجمهور الفلسطيني يتفاعل مع القضية أكثر فأكثر بسماعه لها، بل هناك من ازدادت وطنيته، وهناك من عاد إلى طريق الالتزام بشرع الله من خلال الأناشيد، لذا أرى أنّ الخير كل الخير في وجود فرق متعددة تخدم القضية الفلسطينية، وتوصل رسالتها للعالم بلسان حال – صوت الفن-.
.

الحوار نت: لقد استأثرت غزة بالاهتمام الأوفر إبّان الاجتياح والقصف ولم تتحرك الشعوب والنخب إلى الأقصى بنفس الحزم والجديّة ..فأي دلالات ؟
.


فرقة البيارق: أولا نسأل الله تعالى أن يُفرّج عن أهلنا في غزة الصامدين المرابطين، ثانيا قضية القدس والأقصى لا تقِلُّ أهمية بتاتا عن غزة، لاشك أنّه أثناء الحصار وبعد مرور شهور على العدوان على غزة سلّطت الأضواء على غزة، لكن بالنسبة لنا تهمنا غزة كما تهمنا القدس، فلا بأس بالاهتمام بغزة بحكم الظروف التي كانت تعيشها، ونحن نؤكد أن قضيتنا هي فلسطين جمعاء.
.

الحوار نت: ماذا تنتظرون كفلسطينين من إخوتكم المسلمين والعرب خصوصا في أوروبا ؟
.


فرقة البيارق: قبل الخوض في الحديث عما ننتظره من إخواننا في أوروبا أجدد شكري لكل الفلسطينيين والمسلمين ولكل الجمعيات الأوروبية على النشاطات الطيبة في دعم القضية قضية فلسطين، فبارك الله فيهم على هذه المهرجانات الهادفة، وإن شاء الله ربنا يجمعنا في أرض فلسطين أرض الرباط ويفرج على إخواننا في غزة، ويفرج على إخواننا في القدس ويتحرر المسجد الأقصى المبارك في الأيام القريبة إن شاء الله عز وجل..
وأطالب إخوتي في أوروبا بالاستمرار في عطائهم الطيب والزيادة في تأسيس مؤسسات أوروبية تساعد في دعم قضية القدس وفلسطين عامة.. وشكرا لكم
.
.
فوزية محمد: لا يسعنا في آخر هذا اللقاء إلا أن نشكر أعضاء فرقة البيارق للأنشودة الإسلامية على تلبيتهم الدعوة والتكرّم بهذا الحوار الطيب، متمنين من العلي القدير أن يحرر المسجد الأقصى وكل فلسطين من أيدي الغاصبين وأن يرزقنا صلاة في المسجد المبارك وهو محرر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

.

تحدّث باسم الفرقة :سيف الدين سالم، من قضاء جنين.

.

.

.

الثلاثاء، 16 مارس 2010

نحـــن والآمـــــــال

نحـــن والآمــــــــــال
.
.

حياة المرء كلها..... تتأرجح بين أحداث نعيشها وآمال نرتقبها
ينغمس الجسم في يومه
ويشرئب الحلم إلى غده
.
اليوم عمل
.
وغدا أمل

.
أمّا ذاك الذي أفرغ سلة عمره من زهور الأمل
حتما ستمتلئ ولو بعد حين بطفيليات الإحباط

***

لكن.. مهلا.. انتظر!!
.
عن أي الآمال تتحدث؟

.
الأمل في الحياة
الأمل في لقاء الأحبة
الأمل في لحظة فرح
الأمل في إسكات ألم
الأمل في رسم بسمة وطبع قبلة وبسط يد..

.
الأمل في بلوغ
أسمى وأرقى وأنجع وأروع وأبقى وأعلى وأفضل
الآمال
ذاك هو
أمل إرضاء رب العزّة
والفوز بالجنة..

.
أمل لا يعتريه الشك ولا القطيعة.. ولا الريبة ولا الخداع.. ولا الخيانة ولا الفشل
ولا الخيبة ولا الخسران...
.
إنه سيد الآمال:
.
**الأمل في الله**
.
بهذه الآمال وغيرها
نحيا دنيانا ونجتهد
.
وكلنا أمل في أن تشرق
شمس أحلامنا ويسود الحب!

***
نمتطي مركبنا ونسرح في حقول الأمل
نجني حبات الودّ
نقتاتُ ليومنا وندّخر للغد
.
أمل نوقد به الشموع
وندفع به الأحزان والدموع
.
أمل نقطع به أوجاعنا
نزرع به زهور أيامنا
ونسقي به بذور أحلامنا
...

آه آه آه

...
ياليته!!يا ليته!!

يا ليت الأمل يصبح معدنا
نصنع به جرافات ثم نجرف به ما علق بالأرض من ألم
.
ليت الأمل يصبح زهورا
نقطفها ونمر بها على ديار الأحبة نجدد عهدا ونمحو كدرا..
.
ليت الأمل مرهما
ندهن به أوجاع أحبابنا
.
ليته دواءٌ
نسكِّن به أسقام إخواننا
.
ليته يصبح قمحا
نشحنه إلى مضارب الفقراء
.
ليته يصبح ماءً
نُغرق به الجفاف ونحيي به الأرض بعد موتها...

***

يا ليتنا يا ألف ليتنا..
نعيش هاهنا..
نجدد الأمل..
ونطرد الدمعة من المقل
ندمل الجراح
وننعش الأرواح
وننثر في بيتنا في حيّنا الأفراح

.

ليته الأمل
يأتينا في الصباح يطوف مثل بائع الحليب
ليته يأتينا مثل بسمة الرضيع
مثل خضرة الربيع
ليته يسقينا لبنا
ليته يروينا في الخريف والصيف.. بل على مدار السنة وفصولها
مثلما سقتنا أمي طول عمرها
من يسار صدرها ومن يمينها
ثم لما لم يعد لديها شيء أطعمتنا قلبها ورحلت..


***

فتشت في أغراض أمي بعد موتها
فتشت في صندوقها القديم
قلبت أشياءها الجميلة العتيقة
أخذت مشطها.. عالقة به خصلة من شعرها
وضعته في محبس
وإني يوميا أطوف عليه بالمرش
فإذا به يغمر بيتنا الصغير بالأمل
..
.
كلما نقر الجرح أو الحزن أو الألم على بابنا ليعشّشوا في بيتنا
فتح لهم الأمل
حارسنا الأمين
فردهم بغيظهم خائبين

...
..

ولمتابعة الموضوع مباشرة على الموقع الذي نشر فيه، تفضل الرابط
.

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3435
.
.

الاثنين، 15 مارس 2010

المنشد كفاح الزريقي من فرقة الاعتصام يحل ضيفا علينا

.
.
.
.
يأتي هذا الحوار في إطار سلسلة الحوارات التي قمنا بها لإعداد ملف غزة بعد مرور عام على اجتياحها
.
.
فرقة الاعتصام الفلسطينية من 48
.
المنشد كفاح الزريقي عضو فرقة الاعتصام

.
.

الحوار نت: كانت لكم لقاءات عديدة في مدن مختلفة في ألمانيا وأوروبا، كيف رأيتم تفاعل الجمهور المسلم في أوروبا مع فرقة الإعتصام ومع القضية الفلسطينية خاصة؟
.


الأستاذ كفاح: الحقيقة تفاجأنا كثيرا – بالإيجاب- والحمد لله رب العالمين، ففي جولتنا التي قمنا بها في اوروبا كألمانيا وفرنسا والدانمارك والسويد والنرويج والنمسا التي أحيينا بها مهرجانات مختلفة منذ بداية الاجتياح على غزة، وأصدقك القول أنني رايت ولأول مرة مهراجات ضخمة التي شارك فيها العديد من مسلمي أوروبا، ولا يمكن مقارنتها مع مهرجانات سابقة لنا بأوروبا فقد كانت مميزة بما تحمل الكلمة من معنى سواء فيما يتعلق بالإقبال الجماهيري و التفاعل الجماهيري لنصرة القضية الفلسطينية مع الحب لغزة، مع الفرح العام الذي أصاب المسلمين في الغرب عند انتصار غزة طبعا رغم الجراح ورغم الألم الذي أحل بأهل غزة وبالمسلمين إلا أن غزة انتصرت والحمد لله.

.

http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/kifah+fou.png
.

الحوار نت: كيف تقيمون تفاعل الشعوب هذه المرة مع أزمة غزة، رغم أن غزة حوصرت لأكثر من سنة ونصف واعتُدِي عليها مرات عديدة؟
.

الاستاذ كفاح الزريقي: أي مواطن عربي وأي مواطن مسلم يرى في هذه القضية رفع من الهمم، وبما أننا نتواجد في أوروبا فسأتحدث عن المسلمين وأقول أن الحضور الجماهيري كان والحمد لله واسعا جدا وهذا بالنسبة لنا يعتبر نوعا من أنواع الدعم للفلسطينيين في فلسطين وغزة خاصة، لكن الكل يجمع أن الحضور الرسمي كان فاشلا كان ضحلا كان ضعيفا جدا، ولذلك رأينا ما رأينا من أحداث.

.
http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/i3tisaaaam.png
.

الحوار نت: كلمة للمسلمين بالغرب لدعم قضية فلسطين:
.

الاستاذ كفاح الزريقي: أولا بارك الله فيكم أيها الإخوة المسلمين، أيها الإخوة العرب على دعم
القضية الفلسطينية ونطالبكم دائما بالاستمرار بهذه الفعاليات التي تشُدُّ فعلا من عَضُد إخوانكم في فلسطين، ولا يمكن وصف فرحة الفلسطينيين وسعادتهم وهم يشعرون أن هناك تجاوب مسلمي أوروبا ومسلمي الغرب مع القضية الفلسطينية، فبارك الله فيكم والله يعطيكم العافية..
.
.
حوار فوزية محمد
.

الأحد، 14 مارس 2010

الدكتور منير شفيع الديب ضيف حوارنا

.
.
.

يأتي هذا الحوار في إطار سلسلة الحوارات التي قمنا بها لإعداد ملف غزة بعد مرور عام على اجتياحها
.
.
الدكتور منير شفيع الديب ضيف الحوار نت
.
"الحرب في غزة لم تنته بعد"
.
.
د. منير شفيع الديب متخصص في الجراحة العامة والجهاز العظمي واستشاري جراحة في المستشفى الجامعي لمدينة كاسل بألمانيا.
كان الدكتور منير في قلب غزة خلال الحرب عليها وذلك خلال فترة امتدت من 12-01-2008 إلى 20-01-2009 . دخل إلى غزة مع فريق طبي فرنسي، وعمل كجرّاح في المستشفيات المختلفة لقطاع غزة
.
.

الحوار نت: هلا حدثتنا دكتور منير عن الحالات التي شاهدتها في مستشفيات قطاع غزة وما تقييمك لها؟
.

الدكتور منير الديب: مشاهدتي خلال عملي في مستشفيات قطاع غزة أجملها في النقاط التالية:
غالبية الحالات التي تمّ معالجتها والتي وصلتنا إلى المستشفيات هي حالات بَتر للأطراف السفلى في معظمها كانت حالة بتر للساقين، بالإضافة إلى البَتر كان هناك تهتّك في الأنسجة للأطراف، كما أن معظم الحالات التي وصلتنا كانت مصابة بعدّة مناطق من الجسم مما اضطر فرق جراحين عدة أن تتعامل مع نفس المريض!.
وبالنسبة لحالات إصابات الأطفال كانت غالبية الإصابات متقدمة جدا في الرأس وكثير من حالات الأطفال فُقدت بهذه الإصابات.
ما شاهدناه في مستشفى القدس التي عملت فيه لمدة يومين، مشاهدات شخصية وثّقناها بالصور وهي أن الجيش الإسرائيلي هاجم المستشفى بطريقة مباشرة وأصاب المستشفى في عدّة أماكن منها مبنى المخازن ومنها صيدلية المستشفى ومنها مبنى الاسرة، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم تماما بإحداثيات المستشفى، وكنا قد أرسلنا عدة نداءات استغاثة، لكن لم يسمع نداءنا اي أحد.
الوضع في غزة كان أكثر من مأساوي بشهادة كل الأطباء الأجانب الذي عملوا هناك. أما بالنسبة لنوعية الإصابات فقد أجمع كل الاطباء ومنهم خبراء حرب أن الإصابات التي تعامَلنا معها إصابات غريبة من نوعها ولم تكن بسبب أسلحة تقليدية مما يدلّ على أن هناك أسلحة غير تقليدية استخدمت في هذه الحرب ومن مشاهدتنا الشخصية استخدام الفسفور الابيض وقد وثقنا ذلك كذلك بالصور.
الوضع الصحي والوضع الإنسان في قطاع غزّة يتطلّب منا كأطباء على مستوى العالم مجهودات كبيرة، لأن الحرب في غزة لم تنته بعد، ومخلفات الحرب قد تكون بنفس الخطورة لما واجهناه خلال الحرب. وقد تكون أكثر لأننا لا ندري حتى الآن ما هي المخلفات طويلة المدى لهذه الحرب والتي ما زالت قيد البحث.
.

الحوار نت: وماذا عن حالة المصابين وأهليهم النفسية؟
.

الدكتور منير الديب: لقد تحدّثنا إلى عدد كبير من العائلات وإلى كثير من الأاطفال الذين لجأوا إلى المستشفيات للاحتماء من الغارات الإسرائيلية وقد وجدنا من مشاهداتنا واستنتاجاتنا أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية تبلغ إلى 80% من أطفال غزة. كثير من هؤلاء الأطفال أصبح يتبول لا إراديا على نفسه ليلا، كثير من هؤلاء الأطفال يحتاجون عناية نفسية وعلاج نفسي من مخلّفات هذه الحروب، كثير من هؤلاء الأطفال يعانون من حالات الخوف المرضي المختلف.
.

الحوار نت: وكيف كانت معنويات الأهالي في غزة اثناء القصف؟
.

الدكتور منير الديب: برغم كل هذه الإخصابات، ورغم كل هذه المعاناة والتضحيات إلا أنه وجدنا أن معنويات الناس في غزة مرتفعة وأن أكثر ما يتردد على ألسنة هؤلاء الناس " الحمد لله رب العالمين" و" أننا سنبقى صامدين على أرضنا وفي بيوتنا ولن نغادر فلسطين بعد اليوم".
.

الحوار نت: من وجهة نظرك إلى ماذا يحتاج أهل قطاع غزة ليومنا هذا؟
.

الدكتور منير الديب: أول ما يحتاج أهل غزة هو فك الحصار لأن الناس في غزة لا يعيشون ظروفا إنسانية لأنهم يفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة، يفتقدون إلى الماء النظيف يفتفقود الغاز للطهي، يفتقدون الكهرباء يفتقدون الطعام، يتوقون إلى الحرية، يتوقون إلى أن يعيشون بكرامة وإلى أن يُعاملون من المجتمع الدُّوَلي كبشر لهم كرامة وأن يعيشوا مثل باقي الشعوب. .
لا ننسى أنه يعيش في قطاع غزة مليون ونصف شخص حسب الإحصائيات يحتاجون هؤلاء الناس يوميا إلى 360 شاحنة من شتى المواد الغذائية والمعونات فإذا قارنا ذلك بما يصل اليوم من مساعدات إلى غزة بشكل متقطع فإن هذا لن يكفي ولا يسُدّ أي رمَقِ لأهل غزة.

.
http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/mounir%20doc.png
.

حوار فوزية محمد

.

الجمعة، 12 مارس 2010

لقاء مع الاستاذ طارق عفيفي عبد العليم..

.
.


يأتي هذا الحوار في إطار سلسلة الحوارات التي قمنا بها لإعداد ملف غزة بعد مرور عام على اجتياحها


والتقى الحوار نت مع الاستاذ طارق عفيفي عبد العليم

مدير الإغاثة الإسلامية بألمانيا Islamic Relief

بعد عودته من غزة بشهر نوفمبر 2009
.
"آثار الحرب لا زالت مرسومة على وجوه الناس"
.
الحوار نت: سبقنا واجرينا مع حضرتك حوارا أثناء الحرب على غزة، فحدثتنا على مشاريع الإغاثة الإسلامية آنذاك، سؤالنا هو هل حققت الإغاثة الإسلامية كل المشاريع التي وضعتها أم لا؟

الأستاذ طارق عفيفي: بعد انتهاء الحرب على غزة ظن الجميع أن الأموال التي وُعِدَت بها غزة لإعادة الإعمار ستدخل قطاع غزة إلا أن هذا لم يتم ولم تدخل هذه الأموال إلى القطاع، ولم يُسمح معها بإدخال مواد البناء!.
والمشكلة ليست فقط في إعادة البناء فإعادة الإعمار ليست فقط مبنى يبنى وإنما تعم كل القطاعات الموجودة والتي تحتاج إلى موارد، الأراضي تحتاج إلى مياه وإلى مواد زراعية واستصلاحية، المستشفيات تحتاج إلى أجهزة وإلى أدوية، القطاع التعليمي يحتاج إلى كتب وكراريس وكراسي وإلى إعادة تأهيل المدارس مرة أخرى، الناس تحتاج مياه صالحة للشرب ل، 90 % من مياه غزة غير صالحة للشرب، فيضطرون للحفر في المياه الجوفية والذي يحتاج إلى آلات ضخمة لضخ المياه وقبلها آلات حفر لتوصيل المواسير والأنابيب لعمق 60 إلى 80 متر تحت الأرض، ويحتاجون كذلك إلى بنزين أو سولار أو كهرباء لتشغيل هذه الآلات. أريد أن أقول أن مسألة الإعمار هي قضية كبيرة أكبر بكثير من قضية إعادة تأهيل منازل أو ترميم بيوت. بالنسبة للإغاثة الإسلامية فكان لدينا برامج قبل الحربوكنا متواجدين في قطاع غزة وفي أغلب القطاعات، ولما كانت الحرب كان للإغاثة الإسلامية دور كبير جدا كان هدفنا تأمين حاديات أساسية محددة أولها المواد الغذائية ثانيها الأغطية والمراتب للناس، ثالثها تجهيز أجوات المطبخ كالفرش والسكاكين..ورابعها تأمين المياه النقية وخامسها تأمين المستشفيات بالمواد اللازمة خصوصا مع نسبة الإصابات والأزمة الصحية بصفة عامة. الإغاثة الإسلامية بذلت في هذه الخمسة محاور جهدا كيرا، ويكفي أو أقول لكِ أن موظفين الإغاثة الإسلامية كانوا يعملون 24 ساعة أثناء الحرب، لدرجة أن بعض الموظفين قال لنا أنهم عملوا في ظروف صعبة للغاية من ناحية هو يذهبون إلى مساعدة الناس ولا يعلمون هل سيعودون أحياء أم لا، ومن ناحية أخرى لا يعلمون شيئا عن بيوتهم وأهليهم وما يحتاجون إليه فقد كانت الأولوية للعمل الإغاثي.
وبعد انتهاء الحرب كان أمامنا تحديات كبيرة فالحصار لازال موجودا يعني هذا توفير المواد الغذائية، قطاع التعليم فالمدارس كانت قد توقفت أثناء الحرب فلابد من إعادة تأهيل التلاميذ، خصوصا وأن نسبة كبيرة من الأاطفال كانت لديهم صدمات عصبية يعني لم تعد لديهم القدرة على الاستمرار في الوضع الدراسي ، وهناك بعض الآباء من يحتاجون إلى تأهيل نفسي لأنهم كانوا عاجزين لإعطاء أبنائهم الدعم أثناء القصف والحرب، القطاع الطبي يحتاج إلى دعم وكذا قطاع المياه، لكن الحمد لله نحن نبذل كل ما في جهدنا للتخفيف من معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني في غزة، وصرفت الإغاثة الإسلامية أكثر من 22 مليون دولار في قطاعات مختلفة في غزة من ديسمبر 2008 إلى يومنا هذا.
كما وأن الإغاثة الإسلامية كانت تعمل مع مؤسسات عربية ومؤسسات إسلامية ومؤسسات دولية في القطاع..

الحوار نت: بوصفك المسؤول الأول على الإغاثة الإسلامية في ألمانيا كيف تقيم أداء الجالية العربية والإسلامية من حيث التبرعات خلال وبعد الحرب على غزة؟

الاستاذ طارق عفيفي: هناك تأثير على المتبرعين يجعل أكثرهم لا يتبرع خاصة هنا في اوروبا نظرا لنظرة الغرب لغزة بالذات ولحكومة حماس، وأن من يدعمهم فهو يدعم الإرهاب مما أدى ذلك إلى نوع من التخوف للتبرع لدى المسلمين بأوروبا، ونسي هؤلاء من هذه الضغوط أنهم يُدعمون الجانب الإنساني ونحن لاندعم فصيلة عن أخرى بل ندعم العمل الإنساني والخيري في المنطقة بعيدين على الجانب السياسي. وتعتبر قضية غزة لدى المتبرع اليوم شبه منسية والسبب في ذلك انتهاء الحرب من جهة والوعود التي وُعِد بها قطاع غزة والذي يصل إلى ملايير الدولارات، لذلك يرى المتبرع أن القطاع الآن ليس في احتياج، فالأموال موجودة، وهذا ينقلنا إلى الجزء الثاني من القضية وهي قضية الحصار التي تمت قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب، وهذا بدوره أعطى للمتبرع الإحساس أنه مهما تبرع فالأموال لن تصل ولن تدخل القطاع بسبب الحصار المفروض.
وفي الأخير نتمنى أن يكون أداء المسلمين في الغرب تجاه قضية فلسطين وغزة أكثر مما عليه اليوم.

الحوار نت: هل تلقت أو تتلقى الإغاثة معونات من بعض الألمان أو المؤسسات التابعة للشعب الألماني؟
.

الأستاذ طارق: تلقت الإغاثة الإسلامية ألمانيا بمبلغ وقدره 400 ألف يورو من الإتحاد الأوروبي لموضوع الإغاثة والطوارئ لدعم أهالي غزة.
.

الحوار نت: هل تتعرض الإغاثة الاسلامية لأي مشاكل أو معوقات تتعلق بعمل الإغاثة في غزة؟
.

الأستاذ طارق عفيفي: نعم، رغم أن الإغاثة الإسلامية لها مكاتب متعددة في قطاع غزة ولديها مشاريع كبيرة تنجزها في القطاع إلا أن هناك مشكلة ثقة لدى بعض المتبرعين – وقد تعرضنا لأسبابه سابقا- الذين لا زالوا يسألون ليومنا هذا هل نستطيع إدخال الأموال ومساعدة الشعب في غزة، وكيف يتم ذلك والقطاع محاصر، ولماذا يُسمح للإغاثة الإسلامية دون غيرها..
أعود فأقول أن لايمكن القول بأن الطريق ممهّد لدخول التبرعات وأن الإغاثة الغسلامية نظرا لموقعها الدولي الآن والاحترام والثقة التي تتلقاها أنها لا تواجه صعوبات. نعم نواجه بعض الصعوبات ولكنها تكمن مثلا في تأخير المساعدات التي نُدخلها للقطاع، أو عدم وجود الإمكانيات المالية التي يمكنها أن تساهم في مشاريع أكبر من المشاريع الموجودة، وأحيانا تأخير الإمكانيات المادية لإنجاز أحدى المشاريع مثلا كالمواد التي نحتاجها لتنفيذ مشروع المياه من الصعوبات الأخرى التي نواجهها عدم التنقل بصعوبة بين الداخل والخارج..ولكن التحدي الأساسي أننا نُحاوِل بقدر الإمكان أن لا نتكلم على الصعوبات بل ننظر كيف ننظر في كيفية مساعدة الناس حتى لو كان الطريق صعبا.
.

الحوار نت: هل لنا بشهادة من رجل إغاثة مثلك وقف بنفسه على أحوال الناس في غزة؟
.

الأستاذ طارق عفيفي: دخلت غزة في نوفمبر الماضي أي بعد مرور 11 شهر على الحرب الأخيرة، وبمجرد الدخول إلى القطاع يشعر المرء بشيء غريب، يشعر بالحصار ، ورأيت آثار الحرب لا زالت مرسومة على وجوه الناس، وكل من تقابله تجده لا يتحدث معك على أي موضوع إلا موضوع الحرب الأخيرة على غزة، وهذا يعني ان ذاكرة الحرب لازالت محفورة في اذهان الشعب الفلسطيني بغزة بشكل كبير. وهنا يتبادر السؤال التالي إلى الأذهان أين تكمن مشكلة الحرب الأخيرة على غزة؟ خصوصا وأن الشعب في غزة قد مرت عليه أزمات وكوارث عديدة واعتُدِي عليه مرارا وتكرارا وحوصر ولا يزال محاصراً، لكن هذه الحرب تعتبر أشد وأقوى الحروب التي مرت على الشعب الفلسطيني في غزة منذ الأزمة الفلسطينية على الإطلاق، ويظهر ذلك جليا في الشوارع التي تُبين حجم القصف الذي تعرض له القطاع.
.

الحوار نت: هل لا زال أثره لليوم؟
.

الأستاذ طارق عفيفي: لا زال أثره إلى اليوم، رغم أنه تمت إزالة آثار الحرب بشكل كبير إلا أن الآثار لا زالت مرئية، وإن كانت الآثار المادية بعضها أزيل فإن الآثار النفسية لم تَزُل بعد لأنها تحتاج إلى سنوات طويلة لإزالتها. والمشكلة الأكبر أن الأزمة الأخيرة زادت معاناة أهل القطاع دون أي انفراج، فهم كانوا محاصرين، وأحسوا أن بعد الحرب الشديدة عليهم سيكون هناك انفراج ورفع الحصار، بل بالعكس ازدادت القيود عليهم وازداد معها الحصار والمأساة. وهنا يجب لفت الأنظار إلى الروح المعنوية للناس التي كانت جد عالية على الرغم من الحرب القاسية فقد كان يظهر عليهم الصبر واليقين، فهم يعلمون بأنه لن تأتي أيام أصعب مما مرت عليهم طيلة هذه السنوات الأخيرة، وكلهم يقين أن هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وسمعتهم يقولون: " على حجم التحدي يكون الإنسان"، وهذا يعني أنهم يوقنون بأن الله يختبرهم اختبارا كبيرا لأنهم على ثغرة كبيرة من ثغور الإسلام والقضية الفلسطينية بشكل عام".
.

الحوار نت: ما هي كلمتك الأخيرة لمن بيدهم اتختذ القرارات؟
.

الأستاذ طارق عفيفي: إن عملنا في غزة هو قطرة في بحر كبير، فالاحتياجات الموجودة هي احتياجات كبيرة وتحتاج أولا إلى رفع الحصار، وثانيا إلى تسهيل دخول المواد اللازمة للقطاع على كل المستويات، وثالثا إلى إعادة الثقة للشعب الفلسطيني بنفسه لأن الأزمة كبيرة جدا والأمل ضعيف فهم يريد رؤية النور آخر النفق، ولكن للأسف الشديد هو لا يعرفون اين هم في النفق هل في أوله أم في وسطه أم قريبين من آخره، نتمنى طبعا أن يكونوا وصلوا لآخر النفق وعلى وشك أن يطلعوا للنور.
.
.
أجرت الحوار الصحفية فوزية محمد
.

الأربعاء، 10 مارس 2010

الأستاذ شكيب بن مخلوف في لقاء معنا

.
.

.
.
يأتي هذا الحوار في إطار سلسلة الحوارات التي قمنا بها لإعداد ملف غزة بعد مرور عام على اجتياحها


الأستاذ شكيب بن مخلوف في لقاء مع الحوار نت

رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا



"ضروري أن نكسِر الحصار المضروب على أهل غزة"
.
.
نستضيف اليوم الأستاذ شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا لنتعرف من خلاله عن رحلة الوفد الذي مثل مسلمي أوروبا والذي سافر باتجاه غزة لدعم إخواننا في غزة ماديا ومعنويا.
.

الحوار نت: كيف جاءت فكرة السفر إلى قطاع غزة؟
.

الأستاذ شكيب: كلنا كان يتابع أحداث غزة غير الأخلاقية، تلك الحرب الدّائرة بين أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط وأضعف حكومة في المنطقة بعد أن أحكمت محاصرتها لمدة تزيد عن السنة والنصف من قبل مختلف الحكومات الموجودة في المنطقة، وبعد حصار دام سنة ونصف على أقل تقدير تأتي القلة العسكرية الفعلية لتهاجم جوّا وبحرا وبرّا، أمام هذه الصورة تحرك المسلمون بل تحرك كل أحرار هذا العالم، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا كأكبر مؤسسة إسلامية تمثل المسلمين بأوروبا، الواجب الشرعي يملي علينا أن نقف مع المظلوم بغضّ النظر عن لونه أو دينه، كما أردنا أن نُعبّر عن وقوف المسلمين في أوروبا مع إخوانهم في غزّة، وهذه الوقفة ستساعدهم على الصمود في وجه الغطرسة الإسرائيلية.
فناقشنا موضوع السفر في يوم واحد واتخذنا القرار وبدأنا في التحرك والاستعداد في اليوم الثاني وابتدأنا السفر في اليوم الثالث، ولاحظنا أن الله سبحانه وتعالى بارك في هذه الحركة، منذ اتخاذ القرار إلى وصولنا إلى معبر رفح، كان الأمور سبحان الله كلها ميسّرة، نحن انطلقنا من مختلف الدول ووصلنا إلى مصر وهدفنا هو أن ندخل إلى غزة ونقابل المسؤولين خصوصا على المستوى الطبي والإغاثي كما نريد أن نطلع على الواقع هناك، وأن نحمل صورة لمسلمي أوروبا لما يحصل هناك، طبعا أن الصورة الحية تختلف تماما عن الصور التي نتابعها على القنوات الفضائية، هنا اريد أن أقول أننا كنا في معبر رفح المصري وبعيدين عن معبر رفح الفلسطيني بكيلومترات، سبحان الله كان المنظر بالنسبة إلينا نحن الذين نعيش في اوروبا وما عشنا أجواء الحرب قلت كان المنظر بالنسبة إلينا منظر رهيب جدا، فالقصف كان شديدا جدا فعندما يتم قصف الصواريخ تشعر بأن الأرض تهتز من تحت رجليك، سمعنا أن هناك بعض البيوت في رفح المصرية كسرت زجاج نوافذها من قوة صوت القذائف في الجناح الفلسطيني، التقينا ببعض الجرحى من غزة في المستشفى وحوله تعلمنا منه الشيء الكثير رغم أننا نسمع بذلك عبر القنوات ومن الأشخاص إلا أن التجربة الشخصية تختلف كل الاختلاف، سبحان الله بالنسبة لنا ما رأيناه أعطانا انطباعا أن هذه الأمثة وهؤلاء الناس – الجرحى- لا يختلفون كثيرا عن أولئك الذين عايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم أو جاؤوا من بعده، رضوان الله عنهم.

لذلك – بالنسبة لنا- فإن هذه الحرب لا تقل شأنا عن غزوة بدر! لأن في هذه الحرب فلق بين الحق والباطل، ومعركة غزة أو الحرب على غزة سيكون لنا معنى آخر إيجابية على المسلمين في كل مكان. ولا حظنا أيضا أكثر المقطوعة رجله وتجد هذا الطفل الذي يبلغ من العمر 10 أو 12 سنة يتكلم كلاما أكبر من سنه، طبعا لان المحنة جعلتهم ينضجون بشكل مبكّر. رأينا معظم الجرحى يتمنون أن يعجّل شفاؤهم ليعودوا إلى أرضهم غزة، سبحان الله كل الذين رأيناهم هو حريصون على العودة إلى غزّة.. وهنا يظهر لك حجم الدعم الذي تحضى به الحكومة الفلسطينية، وإلا كانت تكون هذه فرصة لكل من يتركون قطاع غزة بالهروب مما هو فيه..يحاول بشتى الأساليب..
.

الحوار نت: ما الشيء الذي أثر فيك كثيرا؟
.

الأستاذ شكيب: صمود هؤلاء الناس، صبرهم على ما أصابهم، الأم تحزن لعدم استشهاد هذا الإبن أيضا، أناس مقطوعة أرجلهم ومنهم هذا الشرطي الذي أصيب في أول ضربة فقد كان يتمنى أن يشفى حتى يعود مرة إخرى إلى عمله. في أم فقدت أربعا من ابنائها استشهدوا وكانت مع أحد أبنائنا فتقول أنها حزينة على هذا الإبن، فعندما سمعنا تصريحها هذا تأثرنا به كثيرا، فأردفت قائلة أنني أحزن عليه لانه لم يستشهد مع إخوانه، فترى هذه المناظر الخارقة والأصل أن ما اعتدناه من الناس في الكوارث هو التطيّر بما اصابهم والتشاؤم في ما سيكون عليه وضعهم المقبل، لكن هؤلاء صابرون ويستبشرون بالنصر وعندهم ثقة في الله سبحانه وتعالى، لديهم عزيمة قويّة وصبر متين بالنسبة لنا كما قلت هو أمر غير عادي إذا ما قارناهم بعامة المسلمين اليوم!..
.

الحوار نت: وصلتم إلى معبر رفح ولم يسمح لكم ولقوافلكم بالدخول، فما هو سبب الرفض؟
.

الأستاذ شكيب: وصلنا إلى معبر معبر رفح وكان معنا أربع شاحنات مليئة بالأدوية، في أول الأمر لم نستطع إدخالها محملة كما هي، وبعد استفسارنا عن الأمر وقيامنا بكل ما يجب القيام به سُمح بدخول المواد التي كانت تنقلها قوافلنا وتمّ شحنها على شاحنات فلسطينية.
وكان هذا هو الأمر السائدا هناك، فقد كان يسمح فقط يسمح للقافلات الفلسطينية بعبور معبر رفح الفلسطيني بعد تحميلها بالمساعدات الطبية والإغاثية التي تصل عبر معبر رفع المصري، وأظن أن هذه كانت قوانين متفق عليها بعد المسؤولين..
.

الحوار نت: لما سمحوا بدخول المواد ولم يسمحوا بدخولكم؟
.

الأستاذ شكيب: سمعنا أنه حرصا علينا لم سمح لنا بالدخول خصوصا وا، القصف كان آنذاك في أوجه.. فقد كان المعابر مقفولة في هذا الوقت حتى لا يصاب العابرين بأي أذى.. رغم تأكيدنا بأننا نتحمل مسؤوليتنا في ما يتعلق بحياتنا. لكن لم يسمح لنا رغم كل هذا بالعبور معبر رفح، كما وأنه كان هناك وفد من اليونان كان به برلمانيين وصحافة وكان عددهم يصل الثلاثين شخصا وهو الآخر لم يُسمح له بالدخول إلى غزة. ربما يكون سُمح لهم بعد ذلك بعد انتهاء الحرب بالدخول إلى غزة، لأننا انتظرنا هناك لمدة ثلاثة أيام..
.

الحوار نت: رغم أن مؤسسة اتحاد المنظمات الإسلامية عضو في المجلس العالمي للدعوة والإغاثة؟
.

الاستاذ شكيب: وجودنا بمعبر رفح يعتبر رسميا بحكم مؤسستنا والرفض جاء على إثر الحرب التي كانت هذه الأيام على أشدّها وربما كانت هناك حسابات أخرى. بالنسبة لنا كان من أهدافنا أن نُسجّل موقفا وهو أن مسلمين أوروبا مع أهل غزة، وأننا نرفض بشكل كامل هذا الاعتداء كما وأن هذا الأمر كان في هذه الأثناء أولوية من أولويات اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لدعم غزة.
.

الحوار نت: كلمة للمسلمين في الغرب لدعم أهل غزة والقضية الفلسطينية عموما.
.

الأستاذ شكيب: الحمد لله الذي وفق أهل غزة أن ينتصروا في هذه المعركة، لكن الوضع الآن هو أصعب مما كان عليه سابقا وهناك مؤامرات تحاك بشكل كبير من العدو القريب والبعيد وتحتاج إلى وقفة مشرفة للمسلمين، لأن القضية خرجت الآن من الإطار الرسمي إلى الإطار الشعبي.
ويجب على عامة المسلمين بكل شريحتهم علماء وفقهاء وكتاب وسياسيين ودعاة وإعلاميين وعامة المسلمين والتجار والحرفيين والأطباء يحتاجون إلى وقفة لأن المعركة الحالية هي معركة ذات طابع سياسي طابع إعلامي الاستمرار في الطالبة بإعادة الإعمار الذي تعسّر كثيرا بسبب التضييقات على قطاع غزة ويحتاجون على الدعم على مختلف الواجهات
.

الحوار نت: بماذا تنصح المسلمين بالغرب واستمر فيه كمسلمة بالغرب؟
.

الأستاذ شكيب: على المستوى الإعلامي: لابد من التحرك إعلاميا بشتى الوسائل المتاحة وليس فقط على المستوى المؤسسي بل كذلك على مستوى الأفراد وأن نحمل هذه القضية ونستمر في حملها، فوجود 15 مليون مسلم في غرب أوروبا و15 مليون في شرق أوروبا وعشرون مليون في روسيا يعني 50 مليون مسلم سيدعم القضية.
كما وأن الإعلام الغربي حقيقة هو تجاه هذه القضية إعلام غير عادل وسيءٍ وبالتالي لا يحمل الصورة الحقيقية لعامة الأوروبيين، فواجبنا يُملي علينا أن نتحرك إعلاميا بشتى الوسائل من خلال إمكانياتنا والتعريف بالقضية على كل المستويات.
والشيء الثاني هو أهل قطاع لا يزالون يحتاجون إلى الدعم لإعادة البناء الذي يحتاج إلى أموال كثيرة، وما يتعلق بالدعم الرسمي فإنه يذهب إلى جهات مُعَينة وبالتالي ربما لا يستفيد به المتضررين من العدوان على قطاع غزة، إذاً واجبنا هو دعمهم بالمال خصوصا وأننا والحمد لله بالغرب أمورنا ميسّرة أكثر من غيرنا، وأرى أن يجتمع عدد من الأسر ويساهمون في إعادة بناء بيت أحد العوائل في غزة، وهذا من باب المؤاخاة بين مسلمي أوروبا ومسلمي غزة.
الشيء الثالث الذي قررناه هو بناء مدرسة كبيرة بالقطاع باسم المسلمين بأوروبا يساهم فيها كل مسلمي أوروبا والاستمرارية في التواصل معها وربط أطفال أوروبا بأطفال غزة بتبادل الزيارات في العطل الرسمية في الإتجاهين..
ضروري أن نكسِر الحصار على أهل غزة وبأساليب قانونية ولا يكون عليها أي اعتراض من قِبَل السلطات الرسمية.
ونتمنى أن نجد دعما من كل مسلمي إوروبا خصوصا وأنه وللأسف المسلمين لا يتحركون إلا عندما يَرَون الدم يسيل، فهل ننتظر مجازر أخرى لندعم أهل غزة وفلسطين؟ القضية لا بد أن تبقى حية في نفوس المسلمين في أوروبا مادام أن الاحتلال قائم وأن المقاومة موجودة، لابد من الدعم ضمن إطار القوانين الأوروبية.
.
.
حوار من إعداد الصحفية فوزية محمد
.
.

الثلاثاء، 9 مارس 2010

غزة بعد مرور عام على اجتياحها

.
.




غزة بعد مرور عام على اجتياحها


ملف أعدته الصحفية فوزية محمد للحوار نت


لقد أثرت أزمة غزة والاعتداء الأخير عليها بشكل كبير وملموس على المسلمين وذوي القلوب اليقظة حول العالم.
وها هي الأيام والشهور تمر وغزة لازالت محاصرة ولازال أهلها يعانون معاناة تزيد عن تلك التي عاشوها قبل هجوم ديسمبر 2008، لكن للأسف لم تعد القضية تأخذ نفس الاهتمام، فبمجرد ما يرتخي الإعلام أو يتقاعس في تسليط الضوء على أي قضية أو أزمة أو حادثة إلا وتجد الناس قد انشغلوا بأمور دنياهم ونسوا القضايا الملحة كما نسوا اليوم كارثة غزة التي ما تزال قائمة تترقب النصير.
.
في هذا الإطار وعلى هامش بعض التظاهرات تحركنا بين الفعاليات الفكرية والفنية والإغاثية لنعرف ما آلت إليه قضية فلسطين وقضية غزة خصوصا، وهل حقّا انشغل الناس عنها؟ أم أنها لا زالت تشغل بالهم وتأرّق نومهم؟ وهل مازال حماسهم في دعم القضية على نفس المستوى الذي كان عليه إبّان الحرب؟ ونستفسر عما قدّم هؤلاء لغزة وماذا سيقدمونه للتخفيف من معاناة هذا الشعب المحاصَر؟
أول ضيف التقيناه هو الأستاذ شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، فقد كان من بين الوفد الذي اتجه إلى غزة، والذي مُنع من الدخول إليها عبر معبر رفح لدعم إخوانهم ماديا ومعنويا، في حين سُمح للمساعدات العينية من أدوية وطعام بالمرور.
وللتذكير فقد كان الوفد المرافق يضم ست شخصيات إسلامية أوروبية بارزة، هم: الأستاذ شكيب بن مخلوف، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والحاج التهامي إبريز، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ومن أيرلندا الشيخ حسين حلاوة، الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ومنبريطانيا الشيخ ونيس مبروك، رئيس التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين، ومن النمساالشيخ أيمن علي الأمين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وفائزة معلا منالدنمارك، وهي رئيسة قسم الشابات في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وأروى بنعابد من أيرلندا، وهي رئيسة قسم المرأة في الاتحاد.


خلال لقائنا مع الأستاذ شكيب وفي نفس السياق وحول أسباب زيارته لغزة قال: "أردنا أن نعبّر عن وقوف المسلمين في أوروبا مع إخوتهم في غزة، لأنّ هذه الوقفة ستساعدهم على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي. كما وأردنا أن نحمل صورة لمسلمي أوروبا عمّا يحصل هناك..، طبعا الصورة الحية تختلف تماما عن الصور التي نتابعها على القنوات الفضائية فالتجربة الشخصية تختلف كل الاختلاف!."

.

http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/chakib%20%20b.png.

وأضاف الأستاذ شكيب في تصريح لـ"للحوار.نت" وهو يستذكر جوانب من رحلته إلى غزة وقد كانت تحت النار: "لقد تأثرنا كثيرا بما رأيناه بأم أعيننا ونحن في الجانب المصري لمعبر رفح، قلت لن أنسى تلك المناظر الرهيبة فالقصف كان شديدا جدا وعندما يتم قصف الصواريخ تشعر بأنّ الأرض تهتز تحت رجليك، التقينا ببعض الجرحى من غزة في المستشفى وحوله وقد تعلّمنا منهم الشيء الكثير، سبحان الله يبدو للشاهد والمستمع أنّ هذه النماذج من الناس – الجرحى- لا يختلفون كثيرا عن أولئك الذين عايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم أو الذين جاؤوا من بعده، رضوان الله عنهم".
.
.
والتقينا كذلك الدكتور منير شفيع الديب وهو متخصص في الجراحة العامة والجهاز العظمي واستشاري جراحة في المستشفى الجامعي لمدينة كاسل بألمانيا.
والذي دخل غزة مع فريق طبي فرنسي، وعمل كجرّاح في المستشفيات المختلفة لقطاع غزة.

http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/mounir%20doc.png.

حدثنا الدكتور منير الديب عن دور الأطباء إزاء قطاع غزة قائلا:"الوضع الصحي والوضع الإنساني في قطاع غزّة يتطلّب منا كأطباء على مستوى العالم مجهودات كبيرة، لأنّ الحرب في غزة لم تنته بعد، ومخلفات الحرب قد تكون بنفس الخطورة لما واجهناه خلال الحرب. وقد تكون أكثر لأننا لا ندري حتى الآن ما هي المخلفات طويلة المدى لهذه الحرب والتي ما زالت قيد البحث"..
واستدل على كلامه بما عايشه على أرض غزة وبالضبط في مستشفياتها أثناء القصف الأخير على غزة: "الوضع في غزة كان أكثر من مأساوي بشهادة كل الأطباء الأجانب الذين عملوا هناك. أما بالنسبة لنوعية الإصابات فقد أجمع كل الأطباء - ومنهم خبراء حرب - أنّ الإصابات التي تعامَلنا معها إصابات غريبة من نوعها ولم تكن بسبب أسلحة تقليدية مما يدلّ على أنّ هناك أسلحة غير تقليدية استخدمت في هذه الحرب ومن مشاهدتنا الشخصية استخدام الفسفور الأبيض وقد وثقنا ذلك كذلك بالصور".
.

/http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/tarak%20a.png
.
وفي هذا الإطار يحدثنا طارق عفيفي عبد العليم مدير الإغاثة الإسلامية بألمانيا والذي كان في زيارة لغزة الشهر الماضي: فيقول: "والمشكلة الأكبر أنّ الأزمة الأخيرة زادت من معاناة أهل القطاع دون أن يبدو أي انفراج في الأفق، فهم كانوا محاصرين، وأحسوا أنّ بعد الحرب الشديدة عليهم سيكون هناك انفراج ورفع الحصار، ولكن جاءت التطوّرات عكسية، فقد ازدادت القيود عليهم وازداد معها الحصار والمأساة. وهنا يجب لفت الأنظار إلى الروح المعنوية للناس التي كانت جد عالية على الرغم من الحرب القاسية فقد كان يظهر عليهم الصبر واليقين، فهم يعلمون بأنّه لن تأتي أيام أصعب مما مرت عليهم طيلة هذه السنوات الأخيرة"..
أماالأستاذ عبد الله سائق سيارة أجرة بغزة فيعبر لنا عن ضراوة الحرب الأخيرة على غزة، قائلا: "إنك لا تجد سنتمترا واحدا في غزة آمنا من القصف الذي تعرض له القطاع جوا وبحرا وبرا".

أما عن مشاعر الجالية الفلسطينية بالغرب فلم تكن بأحسن حال مما يحسه ويعانيه أهلهم بغزة، ذلك أنّ إحساسهم بأنّهم لم يقدّموا الكثير (بل بأنّهم ظلّوا مكتوفي الأيدي) رغم تنظيمهم للعديد من النشاطات والمظاهرات التي تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزّة وجمعهم تبرعات مالية وعينية، جعلهم يعيشون مرارة الحرب عن بعد.

وعلى هامش الحفل التعريفي بالقضية الفلسطينية الذي نُظّم في ألمانيا والذي حضره أكثر من 1000 شخص، التقينا بعض الحضور للاستفسار عما آلت قضية فلسطين وغزة خصوصا لديهم.
فصرح لنا الاستاذ خالد ظاهر من مدينة برلين وهومسؤول في مؤسسة التجمع الفلسطيني الألمانية: "لا زال شعورنا حزينا وسلبيا بما يجري في غزة من حصار ومعاناة، خصوصا وأننا نُحس أننا عاجزون على التخفيف عنهم إلا بالقليل. لكننا ليست أيدينا مكتوفة تماما فنحن نقوم بمظاهرات نُري ونُسمع العالم بها صوت قضيتنا العادلة قضية فلسطين".
.
أما فاتن محمود من مدينة نويس فعبرت عن شعورها الآن تجاه أزمة غزة قائلة: "صراحة أنا أقول أنّ جذوة التفاعل مع غزّة قد انطفأت، كان تفاعلنا معها آنيا، والآن نتحدث عنها وكأننا نتحدث عن حرب 67 أو أيام 48.. طبيعتنا نحن الشعوب المسلمة أننا عاطفيون نتأثر بالمشاهد، نتأثر بالمنظر وبالدم... للأسف للأسف نحن لا نحسن الاستمرار والتواصل مع تاريخنا ومع أعلامنا ومع قضايانا"
.
وقال أبو أحمد من مدينة منستر: "لن أنسى ما تركته الحرب على غزة في نفسيتي خصوصا وأنني أشعر بالعجز كالكثير من الفلسطينيين والمسلمين المتواجدين بأوروبا، لكن الأهم من هذا أن يستطيع الإنسان تحويل هذا العجز إلى سلوك وفعل إيجابي بدعم أهل غزة بما يجد المرء إلى ذلك سبيلا. لم ننس قضية فلسطين، ولم ولن ننسى غزة ونحن سائرون على الدرب إلى أن يُفك الحصار بغذن الله عن غزة وتحرر فلسطين كل فلسطين".

أما السيدة نبيلة أبو الهيجاء من مدينة بون فتكلمت بنبرات حزينة عن شعورها.. كيف لا، وهي تُحسُّ بالمرأة الفلسطينية ومعاناتها، فتقول: "لا بد من الاستمرار في نصرة أهلنا بغزة، النصرة بالكلمة وبالمشاركة في المظاهرة وبخلاف ذلك، لابد من التنديد ورفض الحصار على غزة ونحن نراه يزيد يوما بعد يوم".

وكرد عن تساؤل الحوار نت عما يمكن للمسلمين بأوروبا تقديمه لسكان قطاع غزة للاستمرار في دعمهم والتضامن معهم:

أشار الأستاذ شكيب أنّ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا قد وضَع بعض الأفكار التي تمكن الأسر المسلمة في أوروبا من الاستمرارية في دعم أهل غزة والتخفيف من معاناتهم قائلا: "لا بد من التحرك إعلاميا بشتى الوسائل المتاحة وليس فقط على المستوى المؤسسي بل كذلك على مستوى الأفراد وأن نحمل هذه القضية ونستمر في حملها.. فوجود 50 مليون مسلم في أوروبا سيدعم القضية لا محالة من جهة، ومن جهة أخرى واجبنا هو دعمهم بالمال خصوصا".
.
وانتقد الأستاذ شكيب الإعلام الغربي قائلا:"إنّ الإعلام الغربي حقيقة هو تُجاه هذه القضية إعلام غير عادل وسيّئ وبالتالي لا يعكس الصورة الحقيقية لعامة الأوروبيين".
.
ويضيف قائلا: "الشيء الثالث الذي قررناه هو بناء مدرسة كبيرة بالقطاع باسم المسلمين بأوروبا".
.
http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/kifah+fou.png
.
أما كفاح الزريقي منشد من فرقة الاعتصام الفلسطينية 48، فيرى أنّ جولتهم عبر دول مختلفة في أوروبا والتي دامت أكثر من ثلاثة شهور لهو نوع من أنواع دعم القضية الفلسطينية والتعريف بها، وعَدَّ المساهمة بالجانب الإنشادي من أبسط الواجبات التي تُحتِّمها عليهم نصرة الأمل في أرض الرباط.
.
ويقول الاستاذ طارق عفيفي: "إنّ عملنا في غزة هو قطرة في بحر كبير، فالاحتياجات كبيرة وكثيرة وأوّل الأولويات هو رفع الحصار، وثانيها هو تسهيل دخول المواد اللازمة للقطاع على كل المستويات، وثالثها إعادة الثقة للشعب الفلسطيني بنفسه".
.
ويقول الدكتور منير الديب لموقع شبكة الحوار نت الإعلامية ردا عما يحتاجه سكان قطاع غزة إلى يومنا هذا: "أول ما يحتاج أهل غزة هو فك الحصار لأنّ الناس في غزة يعيشون ظروفا لاإنسانية فهم يفتقدون أبسط مقومات الحياة".

وأضاف مؤكدا على نقطة مهمة فقال: "لا ننسى أنه يعيش في قطاع غزة مليون ونصف شخصا حسب الإحصائيات، وهم يحتاجون يوميا إلى 360 شاحنة من شتى المواد الغذائية والمعونات، فإذا قارنا ذلك بما يصل اليوم من مساعدات إلى غزة بشكل متقطع فإنّ هذا لن يكفي ولا يسُدّ أي رمَقِ لأهل غزة".
.
http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/hani.jpg
.

ويقول الدكتور هاني البنا رئيس الإغاثة الإسلامية ببرمنجهام ورئيس المنتدى الإنساني بلندن ببريطانيا محذرا من نتائج الحصار: "الحصار لن يؤدي إلى حلول يُراد تحقيقها ولكن الحصار سوف يؤدي إلى إرهاصات وانفعالات وارتجالات لا لا يمكن التنبؤ بها".
.
واختتم الأستاذ شكيب بن مخلوف حديثه معنا قائلا: "نتمنى أن نجد دعما من كل مسلمي أوروبا خصوصا وأنّ سائر المسلمين لا يتحركون – للأسف - إلا عندما يَرَون الدم يسيل، فهل ننتظر مجازر أخرى لندعم أهل غزة وفلسطين؟ القضية لا بد أن تبقى حية في نفوس المسلمين في أوروبا مادام الاحتلال قائما والمقاومة موجودة، لا بدّ أن نبحث ضمن أطر القوانين الأوروبية لنجد طرائق لمواصلة الدعم".
.
وأكد الأستاذ طارق عفيفي على دعم المسلمين فقال: "نتمنى أن يكون أداء المسلمين في الغرب تجاه قضية فلسطين وغزة أكثر مما هو عليه اليوم".
.
وفي الأخير يلخّص لنا الدكتور هاني البنا رؤيته لمستقبل غزة خصوصا وأنه قابل العديد من المسؤولين عند زيارته الأخيرة للقطاع وكذا عدد كبير من شباب غزة على هامش ورشات عمل نوقش فيها مستقبل غزة: "غزة هي قنبلة موقوتة نخشى أن تنفجر في وجوهنا جميعا، إذا لم نحسن التعامل مع قضيتها بالجدية الكافية بهدف إيجاد حلول جدرية لوقف معاناة هذا الشعب التي امتدت على مر السنين... من أخطر ما لمسته في هذه الزيارة أثناء لقائي مع الشباب هو نموّهم الفكري المتقدم ورغبتهم الجامحة في العمل وقدرتهم على الإبداع مقابل غياب كامل لإفراغ هذه الطاقات واستعمالها لبناء مستقبل مشرق لهم ولعائلاتهم. فمن المؤسف أن يترك العالم هؤلاء الشباب دون محاولة رسم صورة لمستقبلهم مما يزيدهم إحباطا على الإحباط الذي يعيشونه وتألما من ضياع الأمل الذي يحاولون تحقيقه، وهذا قد يؤدي في المستقبل إلى نتائج كارثيّة، قد يكتفي العالم فيما بعد بوصفها بالتطرف أو الإرهاب... وإنّي من الآن أنبّه وأقول للعالم بكافّة فعالياته العربية والإسلاميّة والدولية: لا تلومنَّ إلا نفسك"..
من زار غزّة ممّن التقينا وحاورنا، ومن عايش أحداث غزّة بقلبه وعقله علموا جميعا أنّ أهل غزّة أولئك الصامدين المدافعين عن أرضهم وأعراضهم عباد الله وحزبه بأوصافهم التي وصفهم الله بها: يسالمون في غير مذلّة، يصلحون ويعمرون الأرض لا يفسدون، يذكرون الله لا يفترون، يقيمون الليل لا يهجعون، ينفقون لا يقبضون أيديهم ولا يُقترون، يقتصدون لا يسرفون، يوحّدون الله لا يشركون، يقسطون لا يعتدون، يعفّون لا يزنون، يجتنبون الكبائر لا يصرّون، يجاهدون لا يستكينون، يعتزّون بربّهم لا يذلّون، فهم إن شاء الله المفلحون!... وقد رأينا ونحن في الذكرى الأولى للاعتداء الهمجي على غزّة، ذلك الاعتداء الذي دانته كلّ شعوب العالم ووصفته المنظّمات الحقوقية البارزة في العالم بأنّه جرائم حرب وأنّ مقترفيه مجرمو حرب، أن نسلّط الضوء على أزمة غزة كي تظلّ قضيّتها معيشة، وذلك من خلال الاتّصال بالشخصيات التي سلف ذكر أسمائها مسهمين بذلك في كسر التعتيم الإعلامي الذي بدأ يطال قضيّة غزّة...

ولأهميّة ما جاء في الحوارات التي أجريناها – كما أسلفنا - مع ثلة من الفعاليات السياسية والفكرية والدعوية والفنية خاصة وأنّ جُلَّهم قد عايش العدوان الغاشم عن قرب ووقف على تداعياته، فإنّ الحوار نت يورد النصّ الكامل لتلكم الحوارات مع كلّ من: الأستاذ شكيب بن مخلوف، والأستاذ طارق عفيفي والدكتور هاني البنا والمنشد المتميز كفاح الزريقي عضو فرقة الاعتصام الذائعة الصيت والدكتور منير الديب.. فإلى نصوص الحوارات...

الأستاذ شكيب بن مخلوف في لقاء مع الحوار نت
.
.
والتقى الحوار نت مع الاستاذ طارق عفيفي عبد العليم
بعد عودته من غزة بشهر نوفمبر 2009

.
http://f-jawhar.blogspot.de/2010/03/blog-post_12.html

.
الدكتور منير شفيع الديب ضيف الحوار نت
.

.

فرقة الاعتصام الفلسطينية من 48
المنشد كفاح الزريقي عضو فرقة الاعتصام

.
http://f-jawhar.blogspot.de/2010/03/blog-post_15.html

.
.
يمكنك عزيزي القارئ أن تتابع الملف مباشرة على هذا الرابط
.
http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3056
.