الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

من أنــــــــــــــــــــــــــــا

.                                                                             
                                  من أنــــــــــــــــا؟؟؟
.

.

أنا من هناك من مدينة ساحرة تنبع بالحب وتنز بالإحساس، أنا من مدينة تأبى التقوقع وتهيم في الانفتاح، تكره الذاتية وتنبذ الأنانية وتعشق التمدد لتعانق الإنسان..
مدينة أرضعتنا الحب والشفقة والتكافل وجملة من المعاني التي ترهق الانسان في عالم تتقاذفه أمواج الجحود..
مراكش أهدت إلى السواح سحرها، وأهدت سكانها طفرة عاطفة أرهقتهم أمام أمواج مِحن تتقاذف الأمة، فلا أيدينا طويلة لننقذ وننتشل، ولا قلوبنا قاسية لنمضي بلا ألم .
ورثنا هذا، وأكثر من هذا بكثير عن هذه المدينة المعطاءة، هذا وقد احتضنتي أسرة طيبة وترعرعت في بيت كريم، عاش أهله للغير. تلحّ علي طفولتي ويسألني صباي: ترى متى فرغ البيت من الضيف والجار، من القريب والبعيد، من الغادي والمار والصادر، متى لم تختلط أصوات الأطفال بأصوات الرجال والنساء، متى توقف الرضع عن ابتزاز أمهاتهم .. متى هجع بيتنا غير سويعات الليل الأخير، ثم يعود منهمرا..
عشنا قصصا شيقة مع الناس وبين الناس، مع عابري السبيل وطلاب العلم، مع الأقارب والأصدقاء، قصصا حلوة وأخرى مُرّة! عشنا لناسِنا، وأحببنا ناسٓنا وأناس آخرين عبروا وخلفوا لنا ما لذ من الود..
أنا أشبهك وأشبهكم وأشبههم .. نتشابه في بشرتنا وفي قضايانا، من مراكش إلى وهران ومنها إلى القيروان وزدها بعض الأميال إلى طرابلس الغرب وكذا الشرق وبينهما مصر ثم شامنا وقدساه ، وأمصار أخرى ..
عرب نحن نشبه القمح الذي داومت عليه أشعة الشمس..
عرب نحن أتانا طه وجاءنا كتاب ربنا، فأشرقنا على أندونيسيا وماليزيا والصين والقوقاز. وها نحن نتمدد برفق، نهب الحياة والحب، ونطرق أبواب الغرب والشرق بأدب، نستأذن ليعم الخير والإخاء.
.
.
تم النشر على صفحات موقع الشاهد:
 http://achahed.com/2014-09/article-158843.htm
.
.