الأحد، 28 أبريل 2013

المسلمون في المانيا وموقفهم من مسالة التبرع بالأعضاء


المسلمون في المانيا وموقفهم من مسالة التبرع بالأعضاء
.
فوزية الجوهري - ألمانيا -  الحوار نت -

انطلقت مساء أمس الجمعة 26 أبريل 2013م أول فعالية من نوعها في مدينة إسن الألمانية، وتَرَكَّز موضوع الفعالية على موضوع "التبرع بالإعضاء في الإسلام" نظمه كل من المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا ZMD بالتعاون مع اتحاد التأمين الصحي Bundesverband BKKوالمؤسسة الألمانية لزراعة الأعضاء  DSO Deutsche Stiftung Organtransplantation وهي  هيئة تنسيق وطنية للتبرع بالأعضاء، مهمتها تعزيز التبرع بالأعضاء وزرعها في ألمانيا.
وقد رحب آنذاك المجلس الأعلى بقانون التبرع بالأعضاء والذي صدر في 2 يوليوز 1997م.

والهدف من هذه الفعالية أو الحملة هو توعية المسلمين – خصوصا- بأهمية التبرع بالأعضاء والذي يساهم في إنقاذ حياة الآلاف من الناس، وهذا ما أكد عليه المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا ممثلا في الدكتورة هويدة طرقجي 



وكذا المحاضرون ومنهم الدكتور زهير حلبي وهو من اصول سورية




وكذا الدكتور المتخصص في الجهاز العصبي هلال يحيى من أصول فلسطينية في مداخلاتهم معتمدين على الآية القرآنية من سورة البقرة والتي يقول فيها الحق سبحانه: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. 


كما طالب المنظمون للفعالية بانتهاج الأسلوب الاسباني في التعامل مع مسالة التبرع بالأعضاء الذي يعتبر كل المواطنين متبرعين بأعضائهم ماعدا المواطن الذي يوثق رفضه لدى الجهات المختصة قبل موته.  
.
وقد حضر اللقاء ثلة من الأطباء والطلبة والمهتمين بهذا الموضوع، وقد حُدد يوم 1 يونيو 2013م للقاء موسع في هذه الإطار وفي نفس المدينة.
 .



وقد جاء في محاضرة الأستاذ هاينر شميت أنه يموت في اليوم ثلاثة أشخاص من قائمة المنتظرين للأعضاء،  كما وجاء في أحد الدراسات أن كل مواطن من ثلاثة مواطنين مهدد بأن يحتاج لعضو ما يوما ما. ويوجد في ألمانيا  12 الف حالة تنتظر من يتبرع لها بأحد الأعضاء.






تم النشر على شبكة الحوار نت الإعلامية:
.

الخميس، 4 أبريل 2013

صناعة الشعوب

.
صناعة الشعوب

.
رغم أنني استانست بصبر كبير واستجمعت لهفة المطالعة وتسلحت برغبة المعرفة، هذه الرغبة التي ينطبق عليها تماما اسم المصيبة اللذيذة خاصة لدى سيدة مثلي مشدودة إلى كل المحاور التي تتحرك حولها والتي تشتتها ويأبى العزوف أن يطال أحدها، فلا أنا يمكنني الاعراض عن بيتي وأسرتي التي هي روحي، ولا أنا تمكنت من نفض يدي من النشاط في صلب مؤسسات المجتمع المدني التي هي رسالتي أبدا، ولا أنا تمكنت من تسريح القلم أو الزجِّ به في عطلة طويلة لعله يظل عودته إلي فيرتاح وارتاح.
.
قلت رغم كل هذا ورغم البحث الذي أحسب أنه معمق والذي استهدفت به مصطلح "صناعة الشعوب" هذا المصطلح الذي أرهقني من كثرة الطواف حوله وعبثا حاولت الوقوف على تعريف سلس يشبع نهم المعرفة لدي وربما فضولي أيضا لكن جهودي بائت بالفشل.
.
أول المعضلات التي صادفتني وقطعت عني المضي في طريق التقرب من هذا المصطلح هو ذلك السؤال البديهي الذي يفترض أن تتوفر الاجابة عنه قبل الشروع في أي صنعة وهو التصميم أو النموذج أو الخارطة التي يجب أن تتبع لصناعة الشعوب، هل يمكن مثلا أن نجلب تاريخ الولايات المتحدة الامريكية كونه العملاق الاقتصادي الاكبر في العالم ثم نرسم نشوئه وتطوره في خارطة نعتمدها في بناء الشعوب؟!.
.
وماذا عن ناجازاكي وهيروشيما هل تدرج ضمن تفاصيل الخارطة؟
.
وماذا عن الصفقات الاقتصادية العملاقة التي عبدت لها قوات المارينزالطريق عبر أشلاء من جثث شعوب العالم الثالث؟
.
وأين تدرج صناعة المخدرات والجنس التي يعتبر دخلها وما توفره من ضرائب للخزانة الامريكية ركيزة اساسية من ركائز اقتصادها؟.
.
فهل تخويف الشعوب وترويعها هو نوع من صناعة الشعوب؟
وهل تجويعها هو نوع من صناعتها؟
أم أن إرهابها وقمعها هو لون من ألوان صناعتها؟
.

ربما تتحسن الصورة ويقترب النموذج المنشود حين نتطلع إلى تلك الشعوب التي صنعت نفسها بعيدا عن التهديد واقنعت بأدائها الاقتصادي والثقافي وأنماطها الاجتماعية دون أن تقحم الجيوش الجرارة والاسلحة الرادعة، ودون أن تبتز الاخرين بالهيئات والمنظمات الدولية ذات المهام السياسية والمالية والجنائية، اليابان والمانيا ما بعد النازية ونمور آسيا والمارد التركي العائد بقوة الى الساحة العالمية .. كلها عينات للاستئناس، لكنها مازالت بعيدة عن النموذج الرمز الذي نستطيع أن نقتنيه كخارطة جينية لصناعة الشعوب.
.
من خلال ما سبق هل يمكننا القول أن الشعوب تُصنَع؟،، وإن كان جوابنا بنعم، فكيف تصنع الشعوب إذن؟
.
وهل كل صناعة للشعوب صناعة تحترم الإنسانية وتُكرِّم الإنسان؟
.
وهل هناك أصلا صناعة لشعب يمكن أن نتخذها قدوة أو نموذجا؟
.
نُشر بتاريخ 3.4.2013 على شبكة الحوار نت الإعلامية:
 
.