الجمعة، 15 يوليو 2016

عندما يعشق السحاب

.
عندما يعشق السحاب
.

.
وانا في قمة التفكير، إذ بها تُلقي التحية، تحية أحيت معها قلبي وجسدي،، نظرت إليها بشغف، وإذا بها تبتسم، فرحبت بها وغازلتها،، الا ان عارضا قطع حوارنا فجأة، بدورها لم تسمح له بحجبها فتملصت منه وعادت لتصافحني.. وهنا لامست حنينها ودفئها، وانا التي اشتقت اليها والى حرارتها. 
.
كيف لا؟ وخيوطها تبعث الحياة في الكون... 
كيف لا؟ وأشعتها تُشعل القلب فرحا وبهجة. 
.
نعم، إنها الشمس!
ذاك الكائن الذي ان غاب، غابت معه الحياة، وغاب معه كل شيء جميل ومثير.. وانا أتأملها واتلذذ بأشعتها يعود السحاب ليعكر صفو شاعريتنا،، بالرغم من انه يرسم صورا جذابة في سمائنا، الا انه يقطع خيوط التواصل بيننا، يراودها على حسابي ويتقرب اليها بإبعادي، واغرب ما في هذا السحاب انه لا يسعى لملامسة الشمس ومداعبتها فحسب بل يسعى لاحتوائها، ينتشر حولها وفوقها باحكام وبقدر ما يحسن الحبكة بقدر ما تتمكن هي من الافلات لتشرع من جديد في ارسال اشعتها ويشرع هو في بناء حالة غزل جديدة ، لا يتعب ولا يمل هو من الملاحقة ولا تتعب ولا تتردد هي من التفلت، انها قصة ثنائية الابعاد فيها الكر والفر فيها الملاحقة والمداعبة تركن الشمس في حضن السحاب وهلة وتعود تقفز من حجره لتطل على العالم ، ليعود هو الى دورة جديدة من الملاحقات ، علاقة فريدة بين مارد ينزل بكلاكل عشقه ليتملك وبين فاتنة تحاول الفرار منه كا ما اقترب اكثر وكأنها تستمتع بملاحقاته وتخشى دخانه الثقيل.
علاقة مركبة تربط بين ثنائي كوني ، الاكيد انها فرضتها نواميس الفلك الذي تسبح فيه الشمس ويراوح فيه السحاب ، يتلاشى  ثم يعود ليجمع شتاته ، قد نتضايق من الشمس حين تغيب وتتضايق الشمس من السحاب حين يحجبها وتلوح لنا العملية مقلقة منغصة لصيرورة الجمال ، لكن الترتيب الدقيق للكون يؤكد ان السحاب لا يشاغب عبثا ، وان كل ذلك ضمن مهمة ضخمة  تُحدث التوازن  وتمنع الكائنات من الملل ، فتكون بعض مهام السحاب كسر الروتين ،  يغازل الشمس ويغشاها بقسوة غير مؤذية، حتى اذا غابت اشتاقت لها الكائنات وترقبت اطلالتها بلهفة ، ذلك ما عبر عنه الامام الشافعي حين قال  "والشمس لو وقفت في الفلك دائمة لملَّها الناس من عجم ومن عـرب" ، اما الانسان السوي  فيستمتع بأشعة الشمس حين تفلت من حضن السحاب  ويستمتع بجمال اللوحة حين يكتنفها  فتتقاطر اشعتها من جوانبه لتغذي الصورة .
.
.
تم النشر على صفحات موقع الشاهد
.

.