الاثنين، 10 مارس 2014

في ذكرى "تكريمي"

في ذكرى تكريمي
.
 .
كان بودي كامرأة أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من فكر وخطط ونفذ لخلق يوم من أيام السنة لتكريمي، لكن يحز في نفسي أن يحتفل العالم بي ليوم واحد، في حين تتعرض المرأة للإهانات والقمع والاعتقال والقتل حول العالم، في كل يوم وساعة ودقيقة وثانية ولا من مجيب.

فها هي المرأة في سوريا تُقتل وتُشرد، وهاهي المرأة في فرنسا ودول أوروبية أخرى تُمنع من التعليم بسبب عقائدها، وهاهي المرأة في مصر تُعتقل وتُغتصب وتُقتل بلا جُرم!

فما ذنبهن؟ واين حظهن من التكريم، بل من الإنصاف؟

من المؤكد أن أروع تكريم لي ولها ولهن سيكون في تخفيف معاناتنا حينما نُهان ونتألم؟

كامرأة لا أحتاج لمن يكرّمني في يوم ٨ مارس، بل أحتاج وبقوة إلى من يسمعني إن عبرت عن رأيي،

إلى من يحترمني إن طبقت عقيدتي،

 إلى من يدعمي إذا أردت تطوير ذاتي...

إلى من ينصرني اذا قُمعت وسُلـبت حريتي

هذا ولا غيره ما أطلبه من صناع  ٨ مارس:

وقفة حق معي!

كلمة حق عني!
ورفع ظلم حلَ بي!!!

إن كان ما يحصل يوم تكريمي بعيدُ كل البعد عن هذا، فلماذا تكرمونني؟

هل من أجل جسدي؟ فالجسد في طريقه الى الترهل ثم الفناء،،

أم من أجل عيوني؟ فالعيون ستغار وتذبل ثم تذهب وليمة للديدان ..


أصناف التكريم تعددت وأخذ أغلبها منحى الابتزاز، ففي حقيقة الأمر كثير من الذين يتبجحون بتكريم المرأة هم لا يكرمون قيمتها الآدمية، وإنما يكرمون مواهبها حتى إذا استهلكوها لفظوا صاحبتها، بعضهم يكرم المراة كحالة من حالات الاستدراج لاستعمالها والتمعش بعائداتها .


يستعملون المرأة في الصناعة الجنسية لتدر عليهم بلايين الدولارات ثم يصنعون لها يوما في السنة ليحتفلون بها، وقد يكونون حين احتفالهم بها تركوها شبه عارية  تحت الكاميرا لتدر لهم المزيد من الدولارات، يمتهنونها حتى في اليوم الذي قرروا أن يكرمونها فيه. 


يكرمونها! كيف يكرمونها؟ حين يهدمون أسرتها، وحين يسعون إلى صناعة أرحام آلية لحرمانها من فطرة الله التي فطرها عليها!
 يقاتلون من أجل حق الشقراء في المثلية الجنسية، ويتجاهلون السمراء التي تذبح في افريقيا الوسطى وتغتصب في سجون السيسي وتعذب في دهاليز بشار.

المشكلة أن العالم من فرط خضوعه لمنطق القوة وثقافة المتغلب، أصبح يُوزّع التكريم بطريقة عنصرية، فمن يتمعن سيجد جل المحاور التي تشيد بالمرأة في هذا اليوم تدور حول صراعها مع الأسرة والأب والزوج، ولا تركز على حرية التعبير والعمل والحياة الكريمة وإنما جل التركيز ينصب حول حريتها الجنسية والمساحات التي يمكن أن تفتّكها من الدين والأخلاق والشرف والحياء... إنها أولويات غربية صرفة!
نحن نحتاج ثقافة تقربنا أكثر من الأب والزوج والأخ،،،
نحن نحتاج التخلص من ربقة الدكتاتوريات ومحن الأمراض والفقر،،،
نحن لا نحتاج من يُدمر الرجل، ولا نحتاج من يمنحنا المساحات على حسابه.

نحن نساء العالم الثالث والرابع وما بعدهما لا نحتاج لمن يلهينا بزرع بذور الصراع مع رجالنا، نحن نبحث عمن يُعطينا حقوقنا وحقوق آبائنا وأزواجنا وأبنائنا وإخواننا وأوطاننا.. وأحلامنا، ويكفّ عنا بوارجه ومدافعه وجواسيسه.

.