الأحد، 31 يناير 2010

حوار مع الشيخ د.ونيس المبروك

.
.
حوار مع الشيخ د.ونيس المبروك

حاورته فوزية محمد/ ألمانيا
.

التاريخ: Wednesday, 7 May 2008 /
.
.
الاسم : ونيس المبروك من مواليد بنغازي - ليبيا – 1965/
متزوج وأب لخمسة أولاد.
خريج كلية الدعوة وأصول الدين - عمان -1996.
عمل مديرا للمركز الإسلامي بمدينة شفيلد في بريطانيا.
عمل سا بقا كأستاذ الفقه بالكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية - ويلز - المملكة المتحدة.
مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ببرمنكهاج ببريطانيا.
باحث في جامعة ويلز قسم الدراسات العليا.
عضو مجلس الشورى بالرابطة الإسلامية في بريطانيا.
رئيس التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين.رئيس قسم التربية والدعوة في اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا.
.

يتشرف الحوار نت باستضافة الشيخ ونيس المبروك.
.


الحوار نت: فضيلة الشيخ دعنا نغتنم فرصة وجودك معنا كإسلامي ليبي لو تعطينا بسطة عن الحالة الاسلامية العامة في ليبيا هل تاثر منهجها العام بمعالم مثل الازهر والزيتونة والقرويين أم بمدارس اخوانية و سلفية وصوفية ؟ بمعني السمت الذي يغلب على الحالة الإسلامية بليبيا؟.
.

الشيخ ونيس : بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين، أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لي، وسعدت بوجود مؤسسات إعلامية جادة تحرص على تقديم النافع المفيد للمسلمين ولعامة الناس في الغرب.الحالة الإسلامية في ليبيا لا تختلف بشكل كبير عن الأقطار المجاورة فليبيا تأثرت بحد كبير بحركة النهضة خاصة في القرن العشرين وتأثرت بحركة المد الحركة الإسلامية من بعد سقوط الخلافة العثمانية، لكننا لو نرجع قليلا إلى الوراء نجد أن مرور محمد بن علي السنوسي عندما كان في رحلته إلى الحج انطلاقا من الجزائر إلى مكة مر بهذا القطر بليبيا ووجد الكثير من الممارسات الخاطئة ومن الأفكار المنحرفة وبخاصة فيما يتعلق بالعقائد وغيرها، وعزم على أن يبعث أو يقوم بحركة تجديدية، كمحاولة للتجديد والإصلاح في هذا القطر.
وتأسست الحركة السنوسية في ليبيا والتي كان لها دور كبير في نشر الوعي وفي نشر الفقه الإسلامي والعقيدة الأشعرية وتوعية الناس وتربيتهم. وأنشأ الزوايا – مؤسسات صوفية- وكان لهم دور كبير في رد العدوان الإيطالي على ليبيا عبر الجهادعلى طريقة حرب العصابات – إذا صح التعبير- وسيدنا عمر المختار وهو أحد أعضاء هذه الحركة السنوسية وكان توج في الناحية السياسية بتنصيب الملك إدريس السنوسي ملكا ليبيا، على أي حال هذا من ناحية نبذة تاريخية قديمة، لكن – أنت سألت عن الأزهر القرويين– نعم ليبيا كانت تعاني من مسألة المؤسسات العلمية التي تخرّج العلماء والفقهاء وبالتالي كان أي واحد يريد أن يتم الشريعة ويزيد من العلم، إما أن يذهب شرقا في اتجاه الأزهر ودمشق سوريا ومكة، أو يذهب إلى الغرب باتجاه الزيتونة أو القرويين فبعد ذلك هو يرجع إلى ليبيا فيها شيء ربما أعتبره ميزة أن المد الفكري والحركي والفقهي لم يتأثر بمدرسة واحدة فقط فكان شيء من التنوع، وإن كان فيه نقول الالتزام بالمذهب المالكي، فنحن لا يوجد عندنا من الناحية الفقهية مدارس أخرى إلاّ المذهب المالكي والإباضي ، فهناك بعض الإخوة الجبليين أو الأمازيغ ارتضوا المذهب الإباضي بنسبة بسيطة.
فيما يتعلق بالحركة الإسلامية لم تكن ليبيا بدعا من الدول الإسلامية فقد تأثرت بشكل كبير بحركة الإخوان المسلمين عبر هجرة بعض القيادات الإخوانية هربا من الأحكام الجائرة عليهم، فدخلوا إلى ليبيا وأواهم الملك السنوسي وأعطاهم الفرصة ليسيحوا في البلاد وأعطاهم الامن، فاستطاعوا أن ينشروا الوعي والفكر الإسلامي في الشارع الليبي وبعد ذلك تطورت الحركة، وأنت تعرفين المدّ الإعلامي ودخول الصحافة والكتب، فتأثر الشباب بفكر الحركة الإسلامية المعاصرة ، كما كان هناك نخبة كبيرة عاشت في الغرب في أمريكا وكندا وبريطانيا وأوروبا هاجروا من أجل الدراسة ، مما أتاح لهم الفرصة بالاحتكاك المباشر بقيادات العمل وحضور الندوات والمؤتمرات بل الانضمام بالحركة الإسلامية في الخارج عند رجوعهم ضمّوا الجهود فانتقلت الحركة الإسلامية نقلة نوعية أخرى، من طور التأسيس الراكض إلى حركة الانتشار في الشارع إلى أن تعرضت في منتصف التسعينيات إلى أزمة كبيرة بينها وبين النظام، وأخيرا نحن نرى الآن انفراجا في هذه الأزمة بالإفراج بعد إصدار الأحكام بالإعدام وبالسجن المؤبّد، حدث عفو عامّ وإفراج فرجعوا الآن من جديد إلى الساحة ولكن كأفراد... كما يوجد على الساحة حزب التحرير وتوجد جماعات صوفية، توجد جماعات الدعوة والتبليغ، يعني ليبيا بما تأثر به العالم الإسلامي بوجود هذه الحركات.
.

الحوار نت: أي دور لعبته الهجرة والتهجير في خدمة الإسلام في الغرب وهل من مزايا للحركات الاسلامية المهجرة في هذا المجال؟
.

الشيخ ونيس : طبيعة هذه الأمة أمة مرحومة والله عز وجل يعطيها المنح من خلال المحن، الهجرة كما كانت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خيرا للصحابة عندما انسابوا في الأرض كانوا سحابات خير على الأوطان التي هاجروا إليها بغض النظر عن الديانة، وانا اعتقد أن الهجرة كان لها مزايا وكانت لها آثار سلبية. الآثار السلبية هي على المجتمعات التي هاجر منها هؤلاء المصلحون، الحقيقة لابد أن نشهد بهذا، كيف أن إنسانا مصلحا داعية متفاني رؤيته واضحة يحبّ الخير لوطنه ولبلده ويريد لها النماء والرفاه وكل الخير يخرج، لاشك أنه سيترك فراغا.لكن بالمقابل كانت هذه الهجرة فرصة لنشر الدعوة الإسلامية في ديار الغرب، بلاشك لما انضم هؤلاء الدعاة تجاوزوا المسألة القطرية وانطلقوا إلى توطين الدعوة لاشك أنها فرصة لحوار هذه القيادات بين بعضها البعض، فيجلس الليبي مع الجزائري مع الباكستاني ويجلس هذا مع ذاك، فيكون العولمة والشأن الإسلامي العام يصير فيه نقاش وتعاون في القضايا الكبيرة، كانت فرصة لأن الأوطان الأوروبية في مجال للحريات ومجال للعمل المؤسسي الصحيح فهذا أعطى فرصة لدفع الدعوة دفعات نوعية عبر هذه الأطر المؤسستية طبعا كانت ايضا فرصة للتدريب هذه القيادات ، فقد اكتسبت لغات وهذه قوة، تدرّبت على العمل المؤسسي تدربت على العمل السياسي، على العمل الحقوقي الإقتصادي فهذه لاشك أنها قوة للحركات الدعوية الإسلامية بصورة عامة.
.

الحوار نت:جميل أن تتّحد جهود القيادات الإسلامية على الساحة الأوروبية، إلا أنه لازلت هناك جماعات تعمل لوحدها ولها فكرها الخاص كالشيعة ... مثلا، كيف تتعامل هذه النخبة وهذه القيادات مع هؤلاء مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الجماعات مدعمة ماديا ومعنويا؟
.

الشيخ ونيس : ثمّة مبدأ ولا يستطيع المسلم الواعي ان يحيد عنه وهو مبدأ الحوار الذي ارتضيناه، لأن الحوار هو تفهّم الآخر على أيّ أساس ينطلق ما هي الأرضية الفكرية، ما هي أهدافه ما هي أساليبه، وتشرح أنت أيضا نفسك وتحاول أن تقارب وتضم الجهود في الأشياء التي يتفق فيها هؤلاء المسلمون، وتحاول أن تخفف من حالة الإحتقان بين قيادات خاصة هذه جماعات تحاول أن تؤدي النصح مثلا إذا كان هناك بعض التطرف سواء إفراطا أو تفريطا، تنصح الذي أفرط في جانب من الجوانب فتنصحه أن يعود إلى التوسط، وتنصح من تسيب وترك بأن يعود إلى الجادة وهكذا..
فلا مجال إلا للحوار وخاصة أن المجال هنا مفتوحا. إن لم يتحاور المختلفون في أوروربا فلا أظن أنهم سيجدوا أرضية أو بيئة مناسبة أخرى للحوار، هنا بيئة مناسبة جدا فيها من الحريات فيها من الضمانات القانونية فهذه في الحقيقة فرصة ، وأنا أعتقد أن الحوار الجاد والحوار العلمي الموضوعي كفيل بأن يذيب كثيرا من الثلج ويقرّب الفجوة ويردمها بين هذه الحركات لأن هدفها واحد ودينها واحد.
.

الحوار نت: كيف نحبب شبابنا في الإسلام في المهجر؟
.

الشيخ ونيس : هو كما قال سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: "ربّوا أولادكم لزمان غير زمانكم"، لابد ان نعرف هذا الواقع الذي يعيشه هؤلاء الشباب، نعرف احتياجات الشباب أنفسهم كيف تكوّن هؤلاء الشباب، فهم لم يتكوّنوا في الكتّاب ولا في الزوايا، تكوّنوا في مدارس أوروربية وغربية و في بيئة غربية، ولابد أن نعرف أن المربين لهم مهمة صعبة لابد أن يتصدّوا لها، يجب علينا أن نعرف ونفهم الواقع، أن نفتح لشبابنا فرص العمل، وأن يكون خطابنا معهم خطابا وعظيّا، وانا أخاف دائما من الخطاب الوعظي، لأنه خطاب آني، ممكن أن يستمع له الشاب عن حياء. لذلك لابد من فتح مجالات للعمل الجاد بحيث يتناسب مع البيئة. وأيضا لابد في تعاملنا مع الشباب أن نميّز بين الثقافة الشرقية وبين أحكام الشرع، لا نخلط، نحرص على تعليم الشاب أو تلوينه باللون الشرقي باعتبار أن هذا هو الهوية! لا، اللون الشرقي ليس هو الهوية المسلمة، لأنه يمكن أن يسبب له هذا الاسلوب نوعا من النفرة، لذا يجب أن اعلم الشاب أحكام الشرع، وأن يكون شابا أوروبيا مسلما أو شابا مسلما أوروربيا. لأنه لا يهمّ أن يكون شابا مسلما ليبيا أو تونسيا، مادام أنه ولد هنا ويعيش هنا، لأن هذا يخالف سنن الله عز وجل في الكون الواسع.
.

الحوار نت:هل للدكتور ونيس أو يوافينا ببعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن تساعد الأسرة المسلمة في الغرب باختلاف مستوياتها في الوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار؟
.

الشيخ ونيس:
1 - الشاب يتأثر تأثرا كبيرا بالقدوة، ومهما كان مستوى وعي وتطبيق الأسرة لدينها فعلى الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، في أخلاقهم في التزامهم في إحسانهم في معاملتهم لأنفسهم، في حبهم للخير لهذه المجتمعات. يجب أن يرى الشاب في أبيه وفي أسرته القدوة في النظام في النظافة في احترام الجيران في احترام القوانين في الإيجابية في عدم الإتكّال على المعونات، وعلى أن لا يكونوا هم اليد السفلى.

.2 - بيئة الأخلاء يجب أن نحرص على تقريب الصحبة الطيبة لأبنائنا، وذلك بوضع الشاب بين مجموعات كشفية، مؤسسات شبابية، كرة قدم، مناشط فنية وأدبية، سياحة ، ندفعهم بقوة أن يمضوا إلى هذه الجهات، بالدعم المادي والمعنوي. لابد من بذل شيء من المال لهذه المشاريع لأن الطبيعة تكره الفراغ كما يقول العلماء. الشاب إن لم يجد أين يصرف الطاقة في هذا الخير، وفي خاصة فيما يتعلّق باللهو المباح، لاشك أنه سيصرفها في مصارف السوء .
.3 – لابد للآباء أن يساعدوا ويشجعوا أبناءهم على أن يصارحوهم حتى بأخطائهم، لا يجعلوا بينهم وبينهم حاجر حتى ينمو الشاب خطأ ولا يكتشف إلا بعد فوات الأوان. يعني على الآباء أن يمارسوا مفهوم الصداقة مع أبنائهم بجانب دورهم الأبوي.
.

الحوار نت:إذا عدنا إلى وضعنا الآن في أوروبا نجد أن هناك مؤسسات إسلامية لا بأس بها نشيطة على الساحة، لكن هذه المؤسسات معظمها نسائية، فهي تهتم طبعا باليافعة أو بالفتيات، لكن إذا نظرنا إلى الفتيان من عمر 14 سنة إلى ما فوق لانجد مثلا مؤسسات رجالية تهتم به، والآباء منهمكون في عملهم خصوصا وأن طبيعة العمل في الغرب لا يتيح الفرصة حتى للأب أن يصلي كل الصلوات الخمس بالمسجد، ما هي النصيحة التي تقدّمها للآباء حتى يستطيعوا التوفيق بين العمل وبين الاهتمام بأبنائهم الفتيان فيما يخص التربية الإسلامية؟. وللتوضيح نأخذ أسرة نشيطة في مجال الدعوة بالغرب، وأقول مثلا الدكتور ونيس أخ له نشاطاته المتنوعة ويضطر إلى السفر إلى دول مختلفة، والأم هي الأخرى ناشطة في المؤسسات النسائية تهتم بالفتيات والأطفال، لكن الطفل من يعتني به؟ اريد أن أستمع رأي الدكتور ونيس: الأخ، الأب، الرجل...
.

الشيخ ونيس : هذا كلام أنا أؤيدك فيه ، وهذا شيء حقيقة يدمي قلوبنا وهذا شيء واقع، نحن الآن في اتحاد المنظمات الإسلامية على سبيل المثال عندنا مشروع وملف كبير اسمه استيعاب الأجيال وهذا يهدف إلى انتخاب هؤلاء الشباب ودمجهم في مناشط تربوية ودعوية وإدارية، ومحاولة تطوير أدائهم وتعريفهم بعضهم البعض، والقيام ببعض المناشط كالذهاب إلى مناسك العمرة والحج، السفر إلى اسطامبول وإقامة مخيمات، لكن أقول لك أختي بصراحة هذا فيه قصور كبير.وقد قلت مرة في أحد خطب الجمعة – وقد استغرب بعض الناس- أنا أرى أنّ بناء نادي شبابي في أوروبا أولى من بناء المسجد، المسلمون بطبعهم يدفعون الجنيه أو اليورو لبناء المساجد، لكن لا يقدّمون الدعم لبناء نادي – مثلا- وهنا تكمن الخطورة، السبب في هذا هو عدم الشعور بأهمية وخطورة هذا الامر، فأنا أعتقد أن أحد نقاط البدأ أن يبدأ خطباء المساجد ويبدأ الدعاة يركزون على هذا الموضوع ويوعّوا الناس على أن أي درهم أو أي جهد يبذل في اتجاه المؤسسات الشبابية هو هذا العمل الاستراتيجي البعيد المدى وهذا الذي سيحافظ على الهوية الإسلامية في أوروبا، لأن هؤلاء الشباب هم رجال الغد شئنا أم أبينا، وإذا نحن أهملناهم الآن قد نجد نتائج لا تخطر لنا على بال، يعني ليس فقط انحراف في الشهوات والسلوك، إنما سنجد في المستقبل انحرافا فكريا ليس بالأمر الهين والسهل، ولهذا يتحمل العلماء والدعاة مسؤولية توعية المسلمين في الغرب بأهمية هذا الأمر، فتدفع الصدقات والأموال والزكوات والجهود في اتجاه الشباب، يفترض أن يكون شعارنا في المرحلة القادمة هو العمل الشبابي.
أما بالنسبة للأب، فدعينا نعترف بشيء هناك محددات قاهرة في أوروبا مهما عملنا تبقى أوروبا هي غرب وبالتالي لسنا نحن في بلداننا العربية، فنحن نفتقد إلى الخال والعم إلى الخالة إلى الجد ، المسألة التربوية فيها إحداثيات كثيرة تحكمها لهذا نحن ننصح الآباء أن يجلسوا مع بعضهم البعض جلسات خاصة في فترات العطل، ويناقشوا هذه المسألة بطريقة علمية حتى يجدوا الحلول. أنا ضد أن نجد الحلول المنفردة يعني كل عائلة تجد حلّها وحدها: عائلة تجد الحل في الهجرة، عائلة تجد الحل في الانزواء عائلة تجد الحل في أن يدرس الولد اللغة العربية فقط ولا يدرس لغات أخرى، وآخرون العكس والثالث يريد أن يختلط بكل قوة والثاني ينعزل بكل قوّة.هذه الحلول الفردية تسبب نوعا من الاضطراب في قيادة هذه المسائل، لكن لو نجلس على طاولة ونتناقش حول هذا الموضوع أنا أعتقد أننا سنجد حلولا، مثلا أحد هذه المقترحات من أحد الإخوة أننا نرفع شعار العمّ المسلم والخالة أي أن نجد بديلا، نقول مثلا للبنت هذه خالتك أخت أمك يمكنك أن تسهري مع بناتها، لأنه كما يقول أحد أئمة المالكية الكبار الإمام سحنون يصعب على الأب أن يؤثر في ابنه وذلك لكثرة ما يرى خاصته، من كثرة ما يرى الإبن خصوصية الأب، أحيانا لا يتلقى منه لأن الابن يسمع أكثر من الغريب، فنحن علينا أن نفعّل هذه الوسائل التربوية.أيضا نحن لابد أن نتكامل فأنا عندي مثلا مال وليس عندي وقت، وأخي الثاني لديه وقت وليس لديه مال، فأخصص له قسطا من راتبي أنا وآخرون ويعتبر كوظيفة له ليدرس أبنائي ويربّيهم. لو وضعنا ايدينا في يد بعض وحددنا أهدافنا فسنستطيع التخفيف من هذه المشكلة ولا أقول سنتغلب عليها لأن أوروبا فيها محددات يستحيل كسرها في المدى القريب المنظور.
.

الحوار نت: فقه الأقلية المسلمة هو فقه حديث، لكنه لازال يحتاج إلى تطوير، هل للدكتور ونيس أن يحدثنا بموجز عن هذا الفقه، وما هي الوسائل لتطويره من وجهة نظرك؟
.

الشيخ ونيس: موضوع فقه الأٌقليات حدث فيه إشكال حتى بين بعض العلماء لأنهم فهموا المسألة خطأ وتحسّسوا من هذا المصطلح باعتبار أنه لا يوجد شيء اسمه فقه الأقليات أو فقه الاكثريات، فالفقه الإسلامي هو فقه واحد و بالمقابل نحن نقول لهؤلاء لا مشاحّة، في الاصطلاح ونحن نقصد بفقه الأقليات هو مراعاة هذا الظرف الذي تعيش فيه شريحة كبيرة من المسلمين في أرض غير أرضهم في أنظمة غير أنظمتهم لا سياسية ولا اقتصادية ولا ثقافية، هذا هو المقصود بفقه الأقليات.وإذا كان العلماء قديما قالوا لا ينكر تغير الأحكام بتغير الحال والزمان، فطبعا أيّ تغير أكبر من أن تعيش شريحة من المسلمين في الغرب، وهذه أول مرة يحدث في التاريخ الإسلامي أن تعيش شريحة بالملايين في أقطار ليست إسلامية، إذا هؤلاء لهم احتياجاتهم الخاصة لهم تحدّياتهم الخاصة لهم آمالهم لهم طموحهم لهم تركيبتهم المختلفة، تعدد مذاهبهم، تعدد لغاتهم، تعدد مشاربهم، إذا لابد لهذا الفقه أن يفكر في هذه الجماعة الجديدة ، ليس أن يأتي بأحكام ليست من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وليست على التخريج الفقهي الموجود في المدونة الفقهية، ولكن أن يراعي هذه الحالة الجديدة، أنا اعتقد أنها حالة يناسبها أن يكون لها اجتهادات جديدة على قواعد إسلامية.الآن مثلا موضوع لباس المرأة، موضوع المشاركة السياسية، موضوع المواطنة، موضوع الدخول في الجيوش هنا، موضوع الانتخابات والدخول في أحزاب أوروبية، موضوع التعاملات المالية في البنوك سواء فيما يتعلق بالقروض، موضوع الأطعمة والألبسة، الموضوعات الاسرية، الجيران....ألخأيضا النظرة إلى المسلمين كجماعة، هذه الضرورة الجماعية ، الفقه الإسلامي عادة ما يعالج الضرورة الفردية والحاجة الفردية يفتي للفرد ، لكن هل يمكن أن ننظر إلى الضرورة الجماعية والحاجة الجماعية للمسلمين هنا ، كيف نقوي هذه الجماعة، كيف يفتي الفقيه والمفتي بما يقوّي هذه الجماعة ولا يضعفها، كيف تكون الفتاوى تصبّ في الحفاظ على الهوية المسلمة، أنا أعتقد أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث هو إضافة علمية عظيمة ليس فقط للجالية المسلمة في الغرب بل للتيار الفقهي والفكري الإسلامي بصورة عامة.
كثير من المنتديات والأقطار الشرقية تنتظر الإصدارات التي يصدرها المجلس الفقهي للإفتاء، لماذا؟ لأنه يعالج قضايا المسلمين الفقهية في الغرب، بما فيها الحقيقة من حاجات وصعوبات وتغيرات في الحال والمكان.نأتي للشق الثاني من السؤال فيما يتعلق بتطور فقه الأقليات المسلمة في الغرب، يمكن أن أقول كيف نطور الفقهاء، وليس الفقه لأن بتطور الفقهاء سيتطور إنتاجهم الفقهي، لكن الفقه له أصول نحن لابد أن يكون لنا اتصال بالأصل ومعايشة للعصر، نوازن بين الاصل بالتراث بأدله الفقه كتابا وسنة وإجماعا وقياسا وطرق الاستنباط وبين الاتصال بالعصر معايشة الواقع ومعرفة الواقع السياسي ومعرفة الواقع الثقافي والاقتصادي، فتطويرنا للفقيه الذي يعيش في الغرب سيلزم منه تطور لهذا الفقه، نحن مشكلتنا أن الفقهاء هنا مازالوا مرتبطين بثقافة الشرق ، وبظروف الشرق، بقضية أن هذا كافر لابد أن تقاطعوه وتعتزلوه ولا تبني دولته ولا تتعامل معه بأرحية، وأن تربي المسلمين هنا بأن تعدهم على أن يتركوا هذه الأوطان، هذا يختلف والفتوى هنا ستكون مختلفة.وقضية هنا سدّ الذرائع مازال هنا بعض الفقهاء يعيش دائما يقدّم سدّ الذرائع وكل شيء يمنحه مبكرا فيحارب بكل قوة، حتى لا يقترب إلى البنت في كل المناشط، فيعتبر هذا حرمة بينما نحن في هذه المجتمعات - كما ترين وللأسف- مبتلية بشيء أكبر من الاختلاط. أنا أعتقد لو راعى الفقيه كثيرا من الأمور وتفهّمها حق التفهم فهذا يساعد في تطوير هذا الفقه.
.

الحوار نت: هل نجحت المنظمات الاسلامية العاملة في الغرب إبعاد الهاجس الأمني وامتصاص الريبة الكبيرة لدى سلطات هذه البلاد؟
.

الشيخ ونيس: الخوف الموجود هذا أو الإسلامفوبيا الذي ساهم في تكريسه وفي إبرازه على السطح عدة عوامل، ونحن لا نستطيع أن نقول إننا نجحنا، لابد من تحديد معيار للنجاح، كما لابد من معرفة الاسباب التي جعلت هذه الظاهرة تخرج على السطح لأن لها أسبابا متعددة، منها أسباب داخلية من المسلمين أنفسهم لابد أن نعترف بهذا، ومنها أسباب خارجية.الأسباب الداخلية تصرفات بعض المسلمين السلوكية أو أسلوب خطابهم وتصريحاتهم والفتاوى التي يصدرونها. أما الأسباب الخارجية قد تكون بسبب الفهم الخاطئ للآخر، أو التشويش المقصود من بعض أعداء الإسلام محاولة تكبير نموذج الخطأ فهم يكبرونه والخير يسترونه ويحاولون التعميم عبر وسائل الإعلام إذا ما حدث خطأ ما من احد المسلمين، لكن لابد أن نتعاون جميعا، لأنني أعتقد أن الإعلام له دور في تخفيف هذا. من فترة قصيرة كان لدينا مؤتمر الحوار والتفاهم بين الأديان في البرلمان السويدي، مثل هذه المؤتمرات التي تفسح المجال لحوار قادة العمل الإسلامي في أوروبا وعلمائه مع القساوسة الأوروبيين ومع اساتذة الجامعات ، هذه آلية من آليات تخفيف الاحتقان والتخفيف من هذه الظاهرة عند الناس، لأنهم مرعوبون من الإسلام. لأن الإسلام يعني لهم أحداث 11 سبتمبر أو أحداث لندن.لكن أنا أعتقد إن شاء الله أن هذه الظاهرة في طريقها إلى التغيير إذا اتحد المسلمون ، خصوصا إذا كانوا قدوات حسنة في الشارع الاوروبي. وأخيرا أختم بشيء – وهذه فرصة بالحوار نت ليطلع عليها البعض – أنا اريد أن أحمّل الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية الكبيرة في هذه الظاهرة وفي التخفيف منها لا يجوز لهذه الحكومات الإسلامية أن تترك رعاياها في هذا الخطر المحدق بهم وبحتى دولهم، لأن أي شيء يحدث هنا سينعكس على الشرق، وبالتالي لابد أن يكون لهم دور عبر الحوار مع الساسة والوزراء والسفراء، عبر الأمم المتحدة لسن القوانين لمحاسبة الإعلام المغرض لدعم الجالية معنويا وماديا. فلابد أن يكون لهم دور فلا يتركوا المسلمين في الغرب باعتبار أن هذا أحد واجباتهم ومسؤولياتهم.
.

الحوار نت: أيهما الأصوب والأولى دعوة الآخر أم حواره لإيجاد نقاط إلتقاء والوصول إلى القواسم المشتركة؟
.

الشيخ ونيس : الحوار أحد اساليب الدعوة. لأن الدعوة مفهوم واسع فيمكن أن تكون بالقدوة، يكون بالكلمة المكتوبة وبالكلمة المسموعة ويكون بالصورة المرسومة. لكن لاشك أن الحوار يبقى من أعظم الوسائل في الدعوة، والله عز وجل لما جاء للموافق لنا قال: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}. لكن عندما جاء للمخالف لم يقل حسنة قال: { وجادلهم بالتي هي أحسن}. فلابد في الحوار أو الجدال ان يكون بالتي هي أحسن، من الناحية العلمية الموضوعية، نستند على الحقائق لأن الأوروبيين لا يستهويهم الأسلوب العاطفي كثيرا في الحوار، بل يريدون حقائق، يريدون معلومات، يريدون أرقاما، ويريدون أسلوبا في الخطاب، أسلوبا موضوعيا أسلوبا متأدّبا لا يستفز الغير، الأسلوب الذي علمنا إياه القرآن: { إنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، لم يعلّمنا أن نقول نحن فقط على هدى ، هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يشك؟ لا، لكن هذا أسلوب في الخطاب، أسلوب في الحوار.{قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}. أريد أن أقول أن الأوروبيين يسمعون عنا، فنقول لهم تعالوا واسمعوا منّا. فالحوار بلا شك هو أسلوب ومبدأ أساسي وأسلوب من أساليب الدعوة.أنت سألت هل الأولى الدعوة أم الحوار أنا أقول لا، فهما ليس بينهماالأصوب، فالدعوة بين المسلمين والحوار مع غير المسلمين يهمنا جدا الحوار مع الساسة وغيرهم، ولا ننسى الدعوة غير المسلمين من الانطلاق من نقاط الالتقاء، نجلس مع بعض نحارب الإدمان، نجلس مع بعض نحارب الإجهاض، نحارب الظلم، نحارب فساد البيئة، نحارب الشذوذ، هناك نقاط متعددة، ومحاور وملفات كثيرة يمكن أن نلتقي فيها، يمكن أن تكون هي بداية الانطلاق إلى الدعوة.أحيانا يكون عندنا كمسلمين في مفهوم الدعوة بعض الغبش، سيدنا موسى عليه السلام كيف كان مدخله الذي به وصل إلى الزواج، ولهذه النساء وللدعوة، مدخله خدمة اجتماعية كان يقدمها في المجتمع – سقى لهما ثم تولّى إلى الظل – السقيا هي خدمة اجتماعية تطوع بها حينما رأى أن هذه النساء كانت ضعيفة ولا تستطيع أن تزاحم الرجال، فكانت هذه الخطوة فاتحة خير له. خدمة المجتمع تفتح شهية المدعو حتى يستمع إليك، نحن نريد أن نتكلم عن الدعوة من علم، نحن أصحاب الحق ولابد للآخر أن يستمع إلينا، لابد أن ننزل إلى هذه المجتمعات ونقدّم لها شيئا، ماذا قدمنا لأوروبا؟ لابد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال! حتى يستمعوا منا، هم لا يرون فينا إلا التخلّف وسوء النظام وتلقي المساعدات. فالدعوة إذا ليست كلمات تقال من على المنابر.
.

الحوار نت: كلمة أخيرة
.

الشيخ ونيس : أريد أن أؤكد على الناس الذين يقرأون في الإنترنت، لأن يعتبر النت والفضائيات أصبحوا اليوم هم العين وهم القلب وهم السمع، هم أغلب حواس المتعلم، لذلك لابد أن توليه اهتماما، لذلك أتمنى من الإخوة سواء الذين يعملون معكم في هذه الصفحة وفي غيرها من الصفحات الجادة أن يستشعروا مسؤولياتهم أمام هذه الوظيفة العظيمة ويستشعروا مسؤولية الكلمة، فهي ليست حشوا ليست ملء فراغات ومربعات وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الرجل يقول كلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تودي به في نار جهنم سبعين خريفا"، فكذلك أنا أقول رب مشرف أو كاتب يضع كلمة لا يلقي لها بال قد تودي به بالفعل، لماذا؟ لأن هذه الكلمة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم على ذاك الرجل قالها في مجمع بسيط صغير، لكن الكلمة التي تكتب في الإنترنت يقرأها ربما الملايين، وسيتحمل مسؤولياتها من قالها ومن دوّنها ومن أخرجها للناس. وبالمقابل أنا اغبطكم على هذا الأجر العظيم تنقلوا الخير للناس تنقلوا إليهم المعرفة كما هي، تعرفوا الناس توعّوهم تخبروهم بما يجري في العالم، طبعا هذا أجره عظيم. وأضيف شكري على هذه المقابلة.وأخيرا كلمة للجمهور الذي ربما يقرأ عليكم ألا تنظروا إلى الناس المسلمين بصورة مجزّأة الإسلام ينتصر كل يوم يكسب جولة، ولكن ليس بالضرورة بلغة الملاكمة أن ينتصر بالضربة القاضية وإنما أن يكسب في نقاط، ونقاط عظيمة وكبيرة قد لا يستشعر بها المواطن العادي لمّا يرى انتفاش الباطل ويرى المسلمين مستضعفين في بعض الأرض وجوعى ومظلومين، لا لا الإسلام بخير ويملأ فراغات كبيرة جدا، فعليكم أن تتسلّحوا باليقين وبالأمل، ولا نيأس ولا نشعر أن عملنا ضائع، الكاتب لابد أن يحس أن كتابته لا تضيع سدى وسيكون لها أثر، والمنفق كذلك والداعي في جوف الليل. لابد ان يكون لدينا اعتزاز بديننا، لابد أن يكون لدينا أمل.
.

إلــــــــــــــــهـــــــــــــــي

.
.
إلـــــهـــي

.
.
.
في كل سراء وفي كل ضراء لا ملاذ للأنسان سوى الله الخالق البارئ ، فهو سبحانه المعبود وحده.
.
والإنسان مهما صال وجال مهما صغر أو كبر ومهمت علا شأنه أو قل فهو دائما يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى قاصداً وجهه الكريم طالباً منه الرضوان والجنة راجيا منه التوبة والمغفرة

.
.
اللهم احفظ الصالحين من عبادك وأصلح بهم العباد والبلاد واجعلنا منهم يا رب العالمين
... اللهم طهر قلوبنا من مرض القلوب ومن كل الذنوب
.
هذه لوحة خشوع تقصدها كل القلوب المخلصة لتضع عنها وزرها والأغلال التي كانت عليها، هذه مناجاة ودعوات مضيئة مليئة بإحساس متوهج ومشرق بالأمل في رحمة القوي العزيز وطمعا في نيل رضاه ودخول جنته...
.
.
.
.

إلـــــــــهـــــــــــي
.
.
.
لأجلك..
ومن أجلك..
وخشية منك..
وخوفا منك..
وابتغاء رحمتك..
...
..
أحيى في دنياي..
أبتعد عن نواهيك..
وأجتهد في إتيان أوامرك..
ابتغاء مرضاتك...
..
.
اللهم أبدل كل هم..
وغم ابتليتني به..
أبدله محبة لك..
وطمعا في رؤية محياك..

إلهي.. ياخالقي..

أرجو عفوك..
ورضاك..
..

.
وأطمع في جنتك..
تقبل مني ياكريم..

واغفر لي يا غفور..
...
..
فأنا...
.
.
أنا
.
أمتك..


التي..
...
..
.

لا يستقيم لها حال إلاّ...
..
.
بعفوك وكرمك ورحمتك
..
..
..
فوزية محمد - يناير 2007
.

السبت، 30 يناير 2010

حوار مع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاستاذة نعيمة بنيعيش

.
.
حوار مع الاستاذة نعيمة بنيعيش عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
.
حاورتها فوزية محمد "ستوكهولم السويد"
.
التاريخ: Monday, 21 Apr 2008 /
.
.
تعريف بالأستاذة نعيمة بنيعيش؟

من مواليد 1961 بالمغرب، متزوجة وأم لطفلين، حاصلة على شهادة الإجازة في الآداب- كلية الآداب و العلوم الإنسانية ،جامعة : محمد بن عبد الله بفاس. حصلت أيضا سنة 1993 على الإجازة في الوعظ والإرشادمن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وفي سنة 1995 على الإجازة في الفقه و العقيدة من شيوخ و علماء مغاربة.*عضو مؤسس و نائبة رئيسة منتدى الزهراء (شبكة نسائية مغربية تضم أكثر من 30 جمعية نسائية حقوقية و تنموية متواجدة بمختلف جهات المملكة)*رئيسة معهد أم المؤمنين عائشة *عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين *مؤسسة و عضو مكتب جمعية العون والإغاثة*مؤسسة و عضو مكتب جمعية كرامة*مسئولة البعثات النسوية ببلجيكا لسنوات 2002-2003-2005*واعظة بمساجد مدينة طنجة.
.

الحوار نت: هل للأستاذة أن تحدثنا عن بعض إنجازاتها؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: أنجزت العديد من البحوث في قضايا المرأة و الأسرة. شاركت منذ سنة 1988 إلى الآن في ملتقيات و مؤتمرات وطنية و دولية حول المرأة و الطفل و الثقافة الإسلامية ( خاصة في الدول الخليجية و الأوربية : قطر، البحرين، الإمارات، السعودية، مصر، سوريا، بلجيكا، ايطاليا، سويد، سويسرا.....) ، من بينها:المشاركة في مؤتمر المستقبل بإيطاليا - مارس 2004 بعرض حول "صورة المرأة المسلمة من خلال القرآن والحياة النبوية " "الدور التربوي للأسرة المسلمة في المهجر"- المشاركة في مؤتمر الرابطة الإسلامية بالسويد: دجنبر 2006م بالعروض التالية- "مراحــل التطور الأسري- "تجيد الخطاب الإسلامي في الغرب"،- "الاندماج الإيجابي للمسلم في الغرب".- المشاركة في مؤتمر الإصلاح الخامس - 24 – 25 نونبر 2007 م – البحرين، بعرض حول "البعد الدعوي للعمل الإعلامي".- المشاركة في الملتقى الرابع للمرأة العربية والتنمية مع المنظمة العربية للتنمية التابعة لجامعة الدول العربية من 12 إلى 23 مارس 2007 بدمشق بعرض حول " المرأة بين المقاربة النسوية والإسلامية".-المشاركة بعرض "المرأة المسلمة بين الفكر المقاصدي والفكر الحرفي" – جامعة الشيخ زايد بأبي ظبي رمضان 2007.
.

الحوار نت:هل للأستاذة نعيمة أن تعطينا صورة عن العمل النسائي في الساحة المغربية؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: وضعية المرأة المغربية عرفت تطورات هائلة وكبيرة جدا، حيث أصبحت شريكا أساسيا في التنمية المجتمعية، وهي موجودة في البرلمان، وفي الوزارة و كرئيسة للشركات، موجودة كمديرة أعمال، موجودة كمديرة لمؤسسات تنموية تعليمية فالحمد لله، المجتمع المغربي أتاح الفرص للمرأة المغربية لكي تتطور ولكي تؤدي مهمتها المجتمعية على أكمل وجه، ولم تكن اية عراقيل أمام تطورها، المطلوب الآن هو تحسين الكفاءة، كفاءة المرأة لكي تقوم فعلا بأدوار نوعية لأن دورها الاساسي هي الأمومة، والتكامل مع الرجل في أداء الأدوار الإنسانية، ولكن هناك أيضا دورا مهما جدا في المجتمع يحتاج إلى كفاءة وإلى تأهيل، أكاد اجزم أن الذي ينقص المرأة المغربية هو تحسين وتجويد كفاءتها العلمية ومعرفتها بالإسلام ، والفرص التي يتيحها لها ، فكثيرا ما يتّهم الإسلام بأشياء ليست فيه، وبأنه يعرقل مسيرة المرأة – حتى عندنا في المغرب قد تكتب هذه التّهم من حين لآخر في بعض الصحف والمجلات- ، فلابد إذن من تجويد المعرفة الدينية للمرأة والرجل في مكانة المرأة في الإسلام وكيف رفع الإسلام مكانة المرأة، واتاح لها القيام بجميع الأدوار، ولا أعلم دورا للمرأة في المجتمع الإسلامي يتصف بالسلبية ، أو حجّرالمجتمع على المرأة أن تقوم به، فأعلى دور يؤدّيه المسلم في الحياة هو دور الإفتاء، وقد تفتي المرأة لأن المفتي له السلطة على الحاكم.والله سبحانه وتعالى امتدح ملكة بلقيس، وهنا يريد سبحانه ان يخبرنا بانّه إذا كانت كفاءة المرأة في تسيير شؤون البلاد أعظم من كفاءة الرجال فأتيحوا لها الفرصة.
.

الحوار نت:جميل أن نسمع أن المرأة المغربية قد حققت نجاحات على الساحة المغربية وفي ميادين اجتماعية شتى، لكن في الشق الآخر تعرف المرأة المغربية والأسر المغربية مشاكل كثيرة منها ارتفاع نسبة الأمية وارتفاع نسبة الطلاق، ما الدور الذي تلعبه مؤسستكم في الرفع من مستوى المرأة المغربية في هذا الإتجاه ؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: حقيقة المرأة المغربية تعاني من الأمية، وأظن بأن ظاهرة الأمية مازالت متفشية حتى بين الأطفال، وسيكون عندنا مزيدا من الأميين في السنوات القادمة، لأن التعليم أو الدولة لم تستطع لحد الآن أن تغطي كل المناطق النائية.وهناك من يفسر بأن الآباء يمنعون البنات من الإلتحاق بالمدارس، بالعكس أنا أجريت بحثا ميدانيا وتجولت في عدد من القرى ووجدت بأن الآباء يشتكون من شيء واحد وهو بعد المدرسة عن القرية يلزم الفتاة أن تقطع كيلومترات طويلة حتى تصل إلى المدرسة، فالآباء يخافون على بناتهم من هذه الطرق النائية البعيدة والتي تكون في أغلب الأحيان خالية من الناس، فأعتقد أن الدولة يجب أن تعمل على تقريب المدرسة من السكان حتى تستطيع فعلا القضاء شيئا فشيئا على الأمية. هناك مجهود معتبر قامت به الوزارة المكلفة بالشؤون الإسلامية والإجتماعية لكنها ما زالت غير كافية، هناك جهود كذلك من المجتمع المدني جمعيات انخرطت في برنامج محو الأمية،و أنا مؤسسة وعضوة في مكتب جمعية العون والإغاثة الذي يشرف على رعاية الأيتام والأرامل، في كل سنة نسجل ما بين 4000 إلى 5000 أمرأة في برنامج محو الأمية ، ولكن مع ذلك اقول أن الجهود ما زالت غير كافية.، وعلى الجهود أن تتكاثف ما بين الجهات الحكومية والجهات المدنية حتى نتعاون ونضع ضمن أولويات عملنا الأساسية القضاء على الأمية ووضع برنامج زمني محدد نقول مثلا في العشر السنوات القادمة لن يبق لدينا أي أميّ، ونشتغل على هذا بجد ونبرمج ونتابع هذه البرامج ونحقق من خلالها أهدافنا .. .

الحوار نت :أو على الأقل أن تنخفض بنسبة معينة
.
الأستاذة نعيمة بنيعيش : أنا أقول أنه يمكن القضاء على الأمية كليا، لأن الشعوب عندها قدرات هائلة إذا تكاثفت جهودها مع الحكومات.
.

الحوار نت : وبالنسبة لارتفاع الطلاق؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش : بالنسبة للطلاق أنا أعزو الأمر وارتفاع نسبته التي لا تحدد في المغرب بل اصبحت ظاهرة ملحوظة في كثير من الدول العربية والإسلامية بل وفي كل المجتمعات، أنشأنا مؤسسة خاصة للإصلاح الاسري لمقاربة إسلامية وسمينا هذا المركز " مركز الكرامة للاستماع والتوجيه الاسري".واستطعنا بفضل الله في ظرف سنة واحدة أن نصلح 70% من الاسر التي كانت ملفاتها مقدمة للمحاكم للبث في أمرها، وليست الأسر التي تعرف مشاكل أسرية ولم تتّجه بعد إلى المحاكم، وكان هذا بالتعاون مع وزارة العدل، وهذه نسبة جيدة جدا، إذا استطعنا أن نطور هذا البرنامج وهذا العمل ونمكّن له، فيمكننا القضاء على المشاكل المسببة في ارتفاع نسبة الطلاق، من أجل هذا نتعاون في هذا الإطار مع مؤسسات بعضها كانت مؤسسات موجودة، وبعضها أشرفنا على تأسيسها من خلال منتدى الزهراء، وكوّنا نتيجا جمعويا انخرط في هذا البرنامج وهذا التأهيل تأهيل من أجل إنشاء مراكز للاستماع والتوجيه الأسري.
.

الحوار نت: هل تتمركز هذه الجمعيات بمدينة طنجة فقط، أم أنها امتدت إلى مدن مغربية أخرى؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: الحمد لله هذه المراكز الآن منتشرة في شمال المغرب، في الوسط وفي الجنوب وفي أماكن متعددة، وكل مرة نحاول ان نطور هذا البرنامج وكما قلت هذا البرنامج يعتمد على المقاربة الإسلامية في الصلح، و أتمنى أن ينقل هذا البرنامج إلى مؤسساتكم في الغرب، وأن تشتغلوا عليه، لأن الأسر في الغرب تعرف هي الاخرى مشاكل، خصوصا الأسر المسلمة، والمشكلة عند الأسرة المسلمة سواء داخل الوطن او في بلدان المهجر كلها تعاني من ضعف الثقافة الإنسانية، الشاب يتزوج ولا يعرف ثقافة الزواج، لا يعرف كيف يعيش مع الآخر وكيف يتعامل معه ، وكيف يحقق الزواج الحقيقي وليس زواج الشراكة، الزواج القائم على التكامل بين المرأة والرجل... كيف يستقبل الإبن الاول، كيف يتعامل به دون أن يخلّ بالوظيفة الزوجية؟.أيضا كيف نميز بين الوظيفة أو المهمة الزوجية والمهمة الوالدية والمهمة الخدماتية، في عقل المرأة وفي عقل الرجل العربي دائما هناك خلط بين هذه الوظائف، فحينما تسأل امرأة عندها مشاكل عن دورها في الاسرة، تجيب أنها لا تقصّر في شيء فأنا أعتني بزوجي وأسرتي وأنظف وأطبخ وحينما نسألها عن الوظيفة الزوجية تراها غير منتبهة لهذه المهمة، إذن هذه المهام لا بد من التفريق بينها ولابد من توجيه النساء والرجال إلى أن الوظيفة الزوجية تتطلب تأهيلا معيّنا، والوظيفة الوالدية تتطلب تأهيلا في كل المراحل العمرية للأبناء.
.

الحوار نت : علمنا أن الأستاذة نعيمة بنيعيش هي مدير للمعهد الشرعي بطنجة، ما الدور الذي يقدمه المعهد والأستاذة في المجتمع؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش : هذا المعهد كان حلما، كان يراودني هذا الحلم أثناء عملي في ميدان التعليم الحكومي والذي دام 21 سنة، وطيلة هذه السنين وأنا يراودني حلم في تأسيس هذا المعهد للتأهيل الشرعي، لتأهيل القارئات ومدرسات الدين والواعظات، والحافظات لكتاب الله والداعيات، لأن الطلب على الدعوة يتزايد وانتشار الداعيات في صفوف النساء يتزايد، ولكن تأهيل الداعيات ضعيف ولم ينتبه له أحد!.وكنت أحزن حزنا شديدا حينما أسمع أن اخت تتصدر الدعوة وإمكانياتها الشرعية ضعيفة، وتقوم في خطابها للناس وتوجيهها لهم بأخطاء فادحة، قد ينتج عنها اعوجاج في الفكر، اعوجاج في العبادة اعوجاج في العلاقة مع الله واعوجاج في العلاقة مع المجتمع، وكنت دائما أتساءل كيف يمكن أن نجد حلا لمثل هذه المشاكل؟ فاقترحت الموضوع على أحد كبار العلماء من المغرب رحمه الله وهو سيدي إبراهيم بن الصديق، واعجب بالفكرة وتعاون معي في تأسيس هذا المعهد، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله ذخرا له في عمله الصالح يوم القيامة، هو ميت، لكنه حي من خلال المعهد.والمعهد الآن يخرج، فأنا أدير المعهد، وأشرف على شعبة تأهيل الواعظات والداعيات والمدرسات، وأشرف على عملية تخريج المؤهلات، وأدرس مادتين مادة فقة الدعوة ومادة فقه الاسرة، وارى بأن التمكن من هذين الفقهين مهم جدا بالنسبة للداعية، لأنني أظن أن 70% من الاسئلة التي تطرح على الداعيات وعلى الواعظات تتعلق بقضايا الأسرة.

الحوار نت : هل هذا المعهد خاص أم أنه يدعم من الحكومة وهل هو معترف به وهل هناك عمل مشترك مع علماء خارج المغرب؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: نعم، المعهد هو معهد خاص، لكن له علاقة بوزارة الأوقاف، فشواهد المعهد تعترف بها وزارة الاوقاف فهي معتمدة من قبل المجلس العلمي، فالواعظة أو الداعية عندما تنتهي من تأهيلها تحصل على شهادة مختومة من المعهد الشرعي ومن المجلس العلمي.وأيضا عندنا شراكة مع المجلس العلمي من خلال التعليم العتيق، والآن وصلت طالباتنا إلى مستوى الأولى ثانوي ، إن شاء إذا حصلوا على الباكالوريا تتاح لهم الفرصة بأن يكملن دراستهن الجامعية بجامعة القرويين أو في كلية الشريعة، مع العلم أن هؤلاء الطالبات كنّ منقطعات عن الدراسة ومحرومات منها، فأتحنا لهم هذه الفرصة. أما بالنسبة لتأهيل الداعيات نقبل المجازات من الطالبات، واللاتي تدرسن 3 سنوات بالمعهد، كدراسة عليا.الدعم المادي الذي نحصل عليه من وزارة الأوقاف ضعيف جدا، والمعهد يشتغل بالتطوع لحد الساعة. نحتاج إلى دعم لتثبيت المدرسات اللواتي نصرف عليهن مجهود كبير في التأهيل والتكوين وبعد ذلك إذا استقطبهن من يدفع أكثر يذهبن، ونحن نخاف أن نفقد كوادرنا. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق.
.

الحوار نت : كم يصل عدد الطالبات بمعهدكم؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: المقر صغير جدا فلا تتجاوز حجره ست حجر دراسية. المستفيدات من كل الشعب يفوق 3000 امرأة، نتعاون مع مراكز أخرى كالاستفادة من حجراتهم الدراسية.
.
الحوارنت : تم اليوم ترشيح أستاذتنا كعضو شرف في المنتدى الاوروبي للمرأة المسلمة، أكيد أن هذا القرار سيدعم هذه المؤسسة، كيف يمكن للأستاذة أن تدعم المنتدى خصوصا وأن نشاطاتك كثيرة ومتنوعة؟
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش : والله أنا أيضا حصل لي الشرف أن أترشّح لهذه المهمة، وأول امرأة رشحت لهذه المهمة، وهذا من حظّي، وهذا التشريف هو أمانة ومسؤولية. يمكنني أن أفيد في الجانب الفكري لأنني أعتقد حسب خبرتي البسيطة التي كونتها من خلال استجابتي لعدد من الطلبات لحضور المؤتمرات الإسلامية في أوروبا، ومن خلال وجودي كعضو البعثة الدعوية لوزارة الاوقاف خلال شهر رمضان المبارك خاصة في بلجيكا، وفي السويد في المؤتمرات وفي إيطاليا، ايضا في رحلات أخرى من هذا القبيل ورحلات شبابية أشرفت عليها، أقول أن الذي ينقص المسلمين في الغرب هو الدعم المعنوي والدعم الفكري والعلمي، لأن الله سبحانه وتعالى قد اعطانا عقلا وهذا من اكبر النعم على الإنسان بعد الإسلام، وهذا العقل يجب أن نزرع فيه وكأنه حديقة، يجب أن نزرع فيه ما هو مفيد، وأن ننقّيه من حين لآخر من السلبيات. وكثير من السلبيات تدخل على عقولنا وتحرّف أفكارنا، ولذا نرى بعد السلوكات المعوجّة لأنها نتيجة لأفكار معوجة دخلت إلى عقولنا، فكثيرا ما نسمع شبابنا مثلا في الغرب يقولون: هذا المجتمع كافر ويجب أن نقاطعه ولا ندرس في مدارسه ولا كذا ولا كذا...هذه الافكار من اين أتت؟ أتت من الفراغ الموجود، الفراغ العلمي والفكري. فأسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقني في أن أدعم المنتدى الاوروبي للمرأة المسلمة في هذا المجال وفي كل المجالات التي يمكن أن أؤدّي فيها مهمة، وأتمنى لكم التوفيق جميعا.
.

الحوار نت : نصيحتك أختي للمرأة المسلمة والمسلمين بالغرب
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: نصيحتي للمسلمين بالغرب أن يرجعوا إلى الفهم الصحيح للإسلام، والفهم الصحيح يتطلب التعرف على المنابع الصحيحة، والمنابع الصحيحة هم العلماء الراشدين المستنيرين الذين يستطيعون أن يعطوا أجوبة مقنعة وأجوبة داعمة وسليمة للمسلمين هنا في الغرب، وايضا اتمنى من المسلمين وخاصة من المرأة المسلمة أن ينتبهوا إلى أسرهم، لأن الأسرة هي المحضن الذي فيه يتكون الإنسان ويتأهل ويخرج بعد ذلك إلى العالم لكي يؤدّي فيه واجبه ودوره ويؤدّي رسالته. إذا كان لدينا اسر صالحة سيكون لدينا أناسا صالحين، وأظن بأن التجرأ اليوم على إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وإيذاء المسلمين هو بسبب الصورة السيئة التي أعطاها المسلمين للآخر عن الإسلام. فلو كنا أعطينا صورة سليمة وصورة صحيحة وحقيقية عن الإسلام من خلال أسرنا ومن خلال أفرادنا ومن خلال مجتمعاتنا لما تجرّأوا علينا، ولاحترمونا، لأن على كل حال هذه المجتمعات الغربية هي مؤسسة على قيم إنسانية، وهذه القيم الإنسانية قد يحدث فيها من حين لآخر بعض الهزّات بسبب الصورة التي أعطيناها نحن عن الإسلام. فيرون المسلم هو ذلك الأمّيّ وذلك الكسول، هو ذلك الخمول هو ذلك الذي يعتمد على مدخول البطالة ولا يشتغل، هو ذلك الذي يضرب زوجته والذي يشرب الخمر ويترنح في الطرقات، هو الدي يسبّ بصوت عال....نحن نتمنى من المسلمين ان يرجعوا لذواتهم ويعرفوا حيقتهم وحقيقة دينهم ورسالتهم في هذا المجتمع، وان يغيروا هذه الصورة، لأنه إذا تغيرت صورتنا بصورة إيجابية عن الإسلام سيتغير أيضا رأي الآخرين فينا.
.
الحوار نت : كلمة أخيرة
.

الأستاذة نعيمة بنيعيش: أتمنى لكم التوفيق وأتمنى أن يكون لكم أثر إيجابي حيث تقيمون وأتمنى أن لا تخرجوا من هذه البلدان ولا نخرج جميعا من هذه الدنيا إلاّ وقد تركنا أثرنا الإيجابي فيها.
.

فوزية محمد: نشكرك جزيل الشكر على ما تفضلت ونتركك في رعاية الله وحفظه.

.
.
حاورتها فوزية محمد "ستوكهولم السويد"
.

الجمعة، 29 يناير 2010

حوار مع الفنان موسى مصطفى

.
.
حوار مع الفنان موسى مصطفى
.
حاورته فوزية محمد- هولندا
.

ضيف الحوار نت/ التاريخ: 30 -Aug 2007 /
.
.
مولد ونشأة الفنان موسى مصطفى
.
موسى مصطفى من مواليد 1978 بحلب، نشأت في عمان وتعلّمت الإنشاد على يد أخي أبو راتب " محمد مصطفى"، أنهيت الباكاليوس في المحاسبة قسم الاقتصاد بالأردن. متزوج ولدي طفلين عبد الرحمان وزيد.
.

الحوار نت: كيف كانت بداية موسى مصطفى مع الفن؟
.

موسى مصطفى: أول تجربة لي في مجال الإنشاء كانت في مشاركتي في مهرجان يقام سنويا في الجامعة الأردنية، ثم توالت مشاركاتي في مهرجانات اخرى، فقد شاركت في مهرجان مدارس الأقصى التي كانت تقام كل سنة في المدارس، وفي مهرجانات المرأة بالأردن، إلا أن مشاركتي لم تكتف ببلد الأردن بل وصلت إلى الجزائر ( وكانت هذه أول مشاركتي في مهرجان خارج الأردن) وقد لاقى والحمد لله قبولا جيدا. بعده توالت المشاركات في كثير من الدول الأوروبية وباقي الدول العربية.
.

الحوار نت: من المحاسبة إلى الفن، يا ترى ما سر اتجاه فناننا إلى الفن؟
.

الأستاذ موسى: الله سبحانه وتعالى سخّر لموسى أبو راتب، الذي أنشأه على حب الفن، ثم إن عائلتنا بشكل عام هي عائلة فنية، الوالد وعمي كانوا يهتمون بالفن، وأبو راتب حضاني باهتمام خاص ، فزرع في قلبي حب الفن. علمني محمد أبو راتب منذ الصغر معنى الفن، وشجعني في ميولي وأول مشاركة لي كانت على يدها وكنت جينئذ لم أتجاوز التسعة سنين من عمري، وكان ذلك في مهرجان " الأنشودة الإسلامية" الذي يقام بالجامعة الأردنية.
.

الحوار نت: ما رأيك في زملائك في الميدان الفني، كأبو الجود، أبو راتب، غسان أبو خضرة، عماد رامي ...الخ؟. وهل تأثرت بفنان ما؟
.

موسى مصطفى: المنشدون كلهم عبارة عن حلقات يكمّل بعضها البعض، كل منشد له لون أي أن كل فنان يقدّم لونا مختلفا عن الآخر، يحاول من خلاله أن يكمّل الآخر ويصنع ويقدّم رسالة الإسلام ، رسالة للإنسانية جمعاء. حقيقة أنا تأثرت بكل فنان يقدّم فنا جديدا نظيفا. نعم تأثرت بكثير من الفنانين، بداية نشأتي تأثرت بأبو راتب وأبو الجود. كما كان يعجبني بعض الفنانين الخليجيين. بعد نضوجي بفترة في مجال الفن اتخذت أسلوبا آخر كي أصبغ موسى بصبغة مميزة، يعرف من خلالها أن هذا هو لون موسى مصطفى الفني.
.

الحوار نت: هدف موسى مصطفى من الإنشاد. وما نوع عمله اليوم؟
.

موسى مصطفى: تقديم رسالة الإسلام التي توازن بين مشاعر ومدارك الإنسان دون إسراف ودون ابتزاز. أدير مؤسسة الصبا للإنتاج الفني، وأعمل في الإنشاد وإقامة الحفلات.
.

الحوار نت : عرفت السنوات الأخيرة تطورا في الأنشودة الإسلامية كاستعمال الأدوات الموسيقية والإيثارات، ما رأي موسى مصطفى في ذلك؟
.

موسى مصطفى: أنا واحد من فؤلاء الذين يعتمدون في فنّهم على الموسيقى، وأقول أن استخدامنا للموسيقى ليس ثورة على عالم الأنشودة، إنما أدخلنا الموسيقى وطبعا بعد استشارة عدد من العلماء واطمئن قلبنا لهذا الأمر، قلت أدخلنا الموسيقى لدعم الأغنية وتقديمها للجمهور في أبهى وأجمل صورة. ولتقديم رسالة تنافس الرسائل الموجودة في الساحة الفنية، أي نريد أن نقدم الأغني ة بنفس التقنيات ونفس مستوى العرض، لإيماني بأن الأذن إذا تعوّدت سماع مستوى معين من الفن الغنائي فإنه يصبح من الصعب إقناعها بشيء أقل منه. فرسالتنا نقدّمها بمفرداتنا وبمبادئنا بغض النظر عن إدخال تقنيات وأدوات جديدة على الأغنية.
.
الحوار نت: هل اعتمد منشدنا على الدف في أحد أغنياته؟

موسى مصطفى: لي تحفظ على كلمة منشد وإنشاد!؟ الرسالة التي نقدّمه هي رساء إلى الأمة جمعاء بدون تخصيص فئة معينة. فقد وجدنا أن كلمة "أنشودة" تشعر المستمع أننا مجموعة من الناس لهم شكل خاص أو طقوس خاصة وكأن النشيد يعنى بمجموعة معينة دون الأخرى. فارتأينا أن نغير المصطلح كمصطلح مع الحفاظ على المضمون كرسالة وهوية. إذا قلت لإنسان عادي تعال أسمعك أنشودة، فإن أول ما يخطر بباله هو ما يقدّمه " الدراويش" فيكون الردّ بالرفض طبعا، لأن هذا الصنف من الناس – كما ذكرنا سابقا- قد تعوّد على عالمه. لذا فنحن نقول أن تعاملنا الفني هو مع كل طبقات المجتمع. الفكرة أننا نريد ان نصل للآخر في عقر داره، فالملتزمين يتفرجون على القنوات الاسلامية المختلفة، أما غير الملتزمين فنأمل أن تصلهم من خلال استعمالنا للآلات الموسيقية واستعمال نفس المصطحات المتداولة على الساحة الفنية. أأكّد أن التسميات لها درو كبير في الاستجابة مع الفن، وأعتقد أن تسمية الفنان بالمنشد والأغنية بالأنشودة الإسلامية تجعل بيننا وبين الآخر – وأقصد بالآخر العامي- والذي يصل عددهم إلى 98% كم شريحة المجتمع. لهذا فأنا أناشد الجميع أن لا ينادي المنشد الإسلامي إلاّ بالفنان لما في ذلك من الخير الكثير. ولن أكون حبيس هذه التسميات، فأسمّي فنان وأسمي أغنية، وأبقى متميزا بالمضمون وليس بالتسميات. وهذا نهج جديد يتبعه اليوم كل " المنشدين". نعم، أعود لسؤالك لم يستعمل موسى مصطفى الدف في أغنياته.
.
الحوار نت: ما رأيك في المنشدة ميس شلش؟
.

الأستاذ موسى: منشدة جميلة، تقدّم فنا جميلا ولو لونها الخاص. هي حلقة من الحلقات التي تكلمنا عليها في البداية. - أين تسد الحلقة؟ هي تقدم اللون الوطني، فتحمل بذلك عبئا في هذا الجانب، وقد صار لها اسم وسط الغناء الملتزم.
.

الحوار نت : أين موقع القضية الفلسطينية من أناشيد منشدنا؟ وهل لمنشدنا من أولويات؟
.

الأستاذ موسى: هي كثيرة، فقد أنشدت لقضية فلسطين منذ الصغر وإلى الآن. أنشدت عن المعاناة الفلسطينية وعن السجون الفلسطينية ك: ظلموني الناس"، " القنديل الآخر" و"عندي حجارة وعندي مدفع".....
أولوياتي أن أقدم الإسلام بأبهى صورة، أولوياتي أن أغني للسلام، للمحبة، للأمل ، للبسمة..أن أغني لفلسطين.. كل مواضيع الأنشودة الغسلامية أو الغناء الملتزم عندي سواء، في حين أقدم الأغنية التي تعبر عن آلم الأمة، أقدم أغنية في نفس الوقت عن الأمل. إذا تتبّع المستمع أشرطة موسى مصطفى من أول شريط " ليل وقمر" إلى آخر شريط" أحبّيني"، سيجد أن أغنياتي تعالج أكثر من لون، فأنا أغني لفلسطين، أغني للأمل، أغني للحب، أغني للبسمة وكل هذا بالشريط الواحد... أمام الأزمات التي تواجهها الأمة اليوم يصعب على الفنان حصر أولواياته في قضية معينة، فالفنان صاحب رسالة، يحاول أن يخفف عن المعانين كالأرملة والمسكين ببعث الأمل فيه للحياة، واليتيم بإعطاءه جوعة من الحب الذي يفتقده...إذا أولويتي في تقديم رسالة إسلامية إنسانية من كل جوانبها: قضية فلسطين قضية إنسانية إسلامية، قضية العراق قضية إنسانية إسلامية، قضية الأمل قضية إنسانية إسلامية ، قضية البسمة قضية إنسانية إسلامية ، قضية حب الآخر قضية إنسانية إسلامية...هذه كلها أولوياتي... لذلك أحاول أن أغني لكل هذه المعاني في الشريط الواحد، والذي يحتوي على ثمان أغنيات.
.
الحوار نت: ما هي مشروعات موسى مصطفى المستقبلية!
.

موسى مصطفى: أحضر حاليا ألبوما مشتركا مع مجموعة من الفنانين، ويحمل هذا الألبوم عنوان " كن أملا"، يحتوي على تمانية قصائد لفرق مختلفة وأكثر من فنان. كما لي عمل مع مؤسسة سنا للإنتاج الفني في السعودية. وأهيئ نفسي كذلك لتحضير كليب جديد من الالبوم الاخير. اعتمد الألبوم على الإيثارات الموسيقية وسلط الضوء أكثر عن الحب، على الأمل، على الغربة وعلى الأخوة، لكن بلون جديد، بشكل جديد لم يعتده جمهور الأنشودة الإسلامية. فنحن نسعى لتقديم أفكار مختلفة وجميلة ويكون لها تأثيرات قوية على المشاهدين. نقدم عبر "الفيديو كليب" عملا دعويا وقيما نحاول التطرق فيه قضايا الأمة المختلفة. وهذا العمل جاء كفكرة مميزة، وجذابة، بعدما استطعنا والحمد لله من خلال الألبوم الأخيرأن نكسب جماهير من فئات مختلفة في المجتمع العربي والإسلامي، والذين بدورهم لا يعرفون شيئا عن موسى مضطفى، لكن إعجابهم بالألبوم جعلهم يبحثون عن اشرطة موسى الأخرى والتي اعتنت بالقضية الفلسطينية وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبالقضايا الإنسانية والدينية.
.

الحوار نت : كلمة أخيرة
.

موسى مصطفى: أولا أشكر منتدى الحوار نت على إتاحة الفرصة لي للتعبير عن أعمالي واهدافي الفنية. وأتمنى أن يكون من أوائل المواقع ، وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يسدد خطى القائمين عليه. ثانيا لي رسالة أود توجيهها إلى كل محبين الفن وهي كالتالي: الفن هو رسالتنا، نزيّنها، نجمّلها ، نقدّمها للعالم بأبهى حلة. نتمنى من المستمع - خاصة المستمع الملتزم - أن يساعدنا في هذا المفهوم، لأننا نواجه تحدّيا كبيرا في هذا المجال. كل من يسمعنا أو يقرأ هذا الحوار في منتدى الحوار نت أن يقف إلى جانبنا في تقديم فن نظيف، بعيد عن الإسراف، يساعدنا بالدعاء، يساعدنا بالترويج لما نقدّمه، لأنه، إما أن نكون نحن، وإما أن يكون الآخر! ونجاحنا يعتمد على الجمهور. ولا أستطيع هنا حصر دعمنا في نقطة أو نقطتين وإنما أنا متأكد أن كل مستمع سيجد الاسلوب الأمثل لدعمنا للوصول بهذه الرسالة إلى كل أقطاب المعمورة.
.
فوزية محمد: باسمي وباسم القائمين على منتدى الحوار نت نتقدم بالشكر الجزيل لفناننا المتألق موسى مصطفى على لطفه وعلى تخصيص وقت لهذا الحوار الجميل. ونسأل الله
سبحانه وتعالى لك النجاح والرقي في عالم " الأغنية" الملتزمة.
.
.