الجمعة، 24 ديسمبر 2010

دفتـر حســـاب

.
.
دفتـر حســـاب
.
.
هذا الصباح وعلى غير عادتي حدقت طويلا في عقارب الساعة
في الحقيقة لست أدري أكنت أستعجلها أم أستوقفها ..
.
ربما أثارت إنتباهي لأن الدقائق كانت تتسلل بريبة تتناثر من الساعات تسحب نفسها بعيدا كأنها تتبرأ من أصلها
يبدو أن الخريف ضرب بقوة فزلزل أركان العام 2010 ويبدو أن بقية أيام وساعات ودقائق مازال بها رمق حياة تفر من سنة.. تحتظر إلى سنة تُولد
سنة أدركتها المنية !
وسنة أدركها المخاض!
إنها سنة الحياة الماضية ...
.
سؤال يلح عليّ حرّكته عقارب الساعة المضطربة المشبوهة قبل أن تشرق غرة يناير وتغرب ثمالة ديسمبر : ما هي محصلة 2010 ؟
.
كم ادخرت؟ .. كم "حوشت"؟.. كم "جملت"؟ ..كم خزنت؟ ..كم وفرت ؟..
كم "لمِّيت"؟.. كم "جمعت"؟؟؟......
.
وهل لديك حساب جاري في البنك؟
هل لديك إسهامات في البورصة
.
هل استثمرت في الذهب، في العقارات، في الزنك، في المعادن، في النفط ، في الحديد؟ ...
هل فاقت أسهمك المائة .. الألف.. العشرة آلاف .. المائة ألف؟...
هل المؤشر في تصاعد؟..
هل تجني الأرباح من أسهمك باستمرار؟..
وهل نجحت في تكوين ثروة؟ ..
.
إذاً مبروك ..ألف مبروك ..
.
وبعد، ماذا عن بقية تجارتك ؟
.
هل تاجرت في غير هذا؟
هل استثمرت في جبهة اخرى؟
هل استثمرت في الحساب الجاري رقم 114 ؟
هل لديك رصيد في الدفتر رقم 6236؟
.
هل استثمرت في أفضل وأطهر وأعظم دفتر ادخار؟
هل استثمرت في الدفتر الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه ؟
.
هل استثمرت في البنك الباقي .. في البنك الخالد؟
هل استثمرت في البنك الذي لا تعتريه الخسارة؟
هل استثمرت في بنك أرباحه تربو على العشرة أضعاف أو أكثر.. وصاحبه يضاعف لمن يشاء بغير حساب..
.
ولا تنس أن هذا العرض غير دائم، فهو مؤقت ينتهي بانتهاء جهدك وعملك وبانتهاء عمرك!!..
.
هل...وهل ...وهل ...حذاري أن تتبع مذهب إمرؤ القيس " اليوم خمر وغدا أمر" لأن هناك أقواما كُثر كان يومهم خمر لكن غدهم لم يأتي ..
.ولم تشرق عليهم الشمس إستسلموا إلى القرار الإلاهي رقم 34 {..فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }،الأعراف"
.
معذرة!! يبدو أن الساعة توقفت تماما! سأرى إن كان بها عطب وأعود ...
.
لا..لا.. الساعة سليمة! لكن البطرية هي التي إنتهت كما انتهت السنة وكما ستنتهي أعمارنا لا محالة..
.

.

هناك 10 تعليقات:

  1. هو ذاك..ستنتهي أعمارنا لا محالة..

    فماذا قدمنا لها؟ زكم استثمرنا للدار الباقية الخالدة؟

    لا حول ولا قوة إلا بالله..

    جزاكم الله خيرا على هذا الخير الهادف والنافع..

    ردحذف
  2. أمة الله

    بارك الله فيك وفي من حولك...

    نسأل الله العفو والمغفرة..

    يعطيك الف عافية على المرور..

    ردحذف
  3. محمود / Germany 24-12-2010 14:47:46

    سلام من رب كريم

    نسأل الله الواحد الاحد أن يختم بالحسن والإحسان والطيبات والصالحات أعمالنا...

    جزاك الله خيرا أستاذة فوزية على هذا الموضوع التي جاء في أحسن توقيت، حيث صدأت القلوب من عناء ومتاعب وانشغالات الحياة وهي في أمس الحاجة لإعادة الحسابات.

    كل التقدير والتبجيل

    ردحذف
  4. / samia 24-12-2010 14:54:28


    خاطرة باهية برشه

    تذكرة عطرة لمحاسبة النفس ومراجعة ما تم عمله خلال هذه السنة.

    اشكرك ويسلم ربي قلمك

    ردحذف
  5. الاخ الكريم محمود

    الأخت الكريمة سامية

    أسأل الله تعالى أن يجيب دعواتكما وأن يصلح أموركما.

    بارك الله فيكما وفي مروركما العطر..

    تقبلا شكري وتحياتي..

    ردحذف
  6. hamdi mariem 24-12-2010 15:14:25


    بارك الله فيك أختي فوزية، كلمات من ذهب، تضعنا أمام حجمنا الحقيقي... تأخذنا زحمة الحياة ومشاغلها وتسارع الأحداث فننسى محاسبة النّفس الأمارة بالسوء التي أقدّر أنها بداخل كل نفس ـ فقط بأحجام متفاوتة ـ لذلك نحن بحاجة الى هذا النداء الذي خطه قلمك الرّشيق:

    <>

    نداء ذكرني بقصيدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
    عليك بتقوى الله ان كنت غافلا -------- يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
    فكيف تخاف الفقر والله رازقا --------- فقد رزق الطير والحوت في البحر
    ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة ---------- ما أكل العصفور شيئا مع النسر
    تزول عن الدنيا فإنك لا تدري ------ إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
    فكم من صحيح مات من غير علة ------ وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
    وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ---- وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
    وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ------- وقد أدخلت أجسامهم ظلمة القبر
    وكم من عروس زينوها لزوجها ---------- وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
    فمن عاش ألفا وألفين -----------------فلا بد من يوم يسير إلى القبر

    ردحذف
  7. شهيدة احمد 24-12-2010 19:26:17


    حياك الله عزيزيتي فوزية مقولة في غاية الأهمية في مجال الوعظ والتذكير لنا وما أكثر غفلتنا.

    ذكرتني مقولتك بقصة قراتها مؤخرا: تقول القصة أن أحد الرجال وجد نفسه وسط غابة كثيفة الأشجار وافرة الظلال ساحرة خلابة فبدا يتمشى مزهوا بجمالها مستنشقا اريج عطرها واذا به يسمع صوت أحفار تعدو نحوه، التفت فاذا باسد يجري اتجاهه يريد التهامه، لم يجد الرجل بدا من الركض والهروب في اتجاه الامام الى حين وجد بئرا عميقا ارتمى فيه وظل متشبثا وهو ينزل الى قعره بحبل قد تدلى في آخره سطل أحس ببعض الطمأنينة حين رأى الأسد واقفا لم يقدر على شيئ لكنه حين نظر نحو الاسف لمح ثعبانا ضخما فاتحا فاه ينتظره كي يسقط ويلتهمه، اصاب الرجل الرعب وظل متشبثا بالحبل بيد ان في اعلى الحبل ظهر فأران واحد أسود والاخر أبيض بدءا يقرضان الحبل يريدان قطعه ووسط كل هذه المخاوف بدأ الرجل يترنح بالحبل ناحية اليمين واليسار يريد ان يرهب الفأران علهما يبتعدان ويتركا الحبل وشانه، وهو على هذه الحالة اذ به يرتطم بجدار البئر ويلتمس شيئا رطبا وحين تحسسه وجده خلية هائلة للنحل مليئة بالعسل تذوق منها قليلا فانتشى ولم يعد يقدر على ان يمنع نفسه من اللعق أخرى والتذوق أكثر وهو على تلك الحالة اذ به يستفيق وينتبه انه كان يحلم، فانطلق الى حكيم معروف بعقله الراجح وقدرته على فهم تفاسير الاحلام وأخبره بما رآى فأجابه الشيخ: يا ولدي ان الاسد الذي كان يلحقك هو ملك الموت والثعبان في البئر هو قبرك والفأران الاسود والابيض هما تعاقب الليل والنهار يقرضان حبل عمرك الذي ما زلت متشبثا به أما العسل فهي الدنيا وقد انستك حلاوتها ما تعانيه وما ينتظرك فاحذر عاقبتك واعمل صالحا لآخرتك

    ردحذف
  8. تنافسنا على دار الغرور..وتثاقلنا إلى الأرض وأهدرنا الأوقات..أحببنا الدنيا، ومن أحب الدنيا كره لا محالة الموت.

    بارك الله في الغاليتين مريم وشهيدة على الطلة البهية والإثراء العطر، وندعوه سبحانه وتعالى أن يبعد عنا الوهن وأن يعلي همتنا ويتجاوز عن خطايانا..

    مع ودي

    ردحذف
  9. هلا عكاري 26-12-2010 18:04:49


    أحسنت وأجدت والله أستاذة فوزية، فكم تمر علينا أيام وسنين ورصيدنا الدنيوي في زيادة ولكن رصيدنا الاخروي في جمود او تناقص الا من رحم ربي..

    جعل الله كلماتك العذبة هذه في رصيدك الاخروي وتقبل الله منك صالح الاعمال قبولا حسنا..

    ردحذف
  10. رجاء 27-12-2010 12:17:14


    السلام عليك اختي الكريمة فوزية وحفظك الله ورعاك وجازاك عنا خير جزاء على طرحك القيم

    سلمت وسلمت يمناك

    نسال الله ان يعيننا على العمل الصالح وان يختم لنا به ايامنا

    ولك مني تحية ود وتقدير

    ردحذف