الخميس، 6 يناير 2011

حوار مع الأستاذ فتح الله أرسلان..

.
.

.
.

حوار مع الاستاذ فتح الله ارسلان
الناطق الرسمي لجماعة العدل والإحسان
.
"ملف الصحراء عرف عدة تخبطات سياسية ودبلوماسية وواقعية بسبب انفراد الحكام بتدبيره..."
.
.

مزاوجة جميلة تلك التي يقفز فيها إسم أرسلان إذا ما ذكرت جماعة العدل والإحسان ويقفز فيها إسم الجماعة إذا ما ذكر إسم الأستاذ فتح الله أرسلان
هذه المزاوجة الحميدة والجهد الكبير الذي بذله ويواصل بذله مهندس الجماعة هي التي دفعت بشبكة الحوار نت ممثلة في الصحفية فوزية محمد لتصر على إستضافة احد اهم رموز العمل الإسلامي على الساحة المغربية وربما العربية والإسلامية .

.
.
في الصيف الفارط لم نشهد بدائل لما كانت عليه الجماعة من نشاطات صيفية فهل من رؤية لتعويض المخيمات التي تم حصارها؟
.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وحزبه.
الحصار لم يقتصر على الصيف الفارط، بل عمره هو عمر هذه الجماعة، و"الحصار الصيفي" يرجع إلى نهاية التسعينات من القرن الماضي حين انتبه النظام المخزني إلى الإشعاع والأثر الذي حققه لدى عموم الناس. والأنشطة الصيفية وسائل وليست غايات لذاتها، وعليه فإن الأهم أن نحقق الهدف بالأنشطة الصيفية أو بغيرها.
.
.
يعتبر الانضباط الداخلي أهم ما يميز جماعتكم، فهل يعود ذلك إلى المنهج التربوي أم إلى أشياء أخرى؟
.
من فضل الله علينا أن عملنا مبني على نواظم ثلاث تنظمه لئلا يتشتت وينفلت: أولها "المحبة"، وهي الروح التي تسري بين أعضاء الجماعة، ووقود هذه المحبة هو الاجتماع على الله تعالى وعلى ذكره ومحبته والتذلل بين يديه والسعي في خدمة دعوته، وهذا بالنسبة إلينا هو الأساس المتين الذي يتأسس عليه بناء الجماعة، وهذه المعاني يستعصي على التحليل السياسي المادي فهمها أو إدراكها أو قياسها. والناظمة الثانية هي "الشورى والنصيحة"، إذ إننا في كل هيئات الجماعة وعلى كل المستويات التنظيمية نعتمد أسلوب الشورى فيما نقره أو نقرره مع فتح كل الأبواب للمبادرة بالنصيحة والملاحظة والنقد والتقويم فردية كانت أو جماعية. والناظمة الثالثة هي "الطاعة"، وهي تنفيذ المتفق عليه بروح "المحبة" وبميزان "الشورى والنصيحة". إن هذه الروح وهذا الميزان هو ما ينعكس في الميدان ويلاحظه الملاحظون انضباطا وجدية وفاعلية.
.
.
في الوقت الذي تشارك فيه الجمعيات والأحزاب في العملية السياسية لتحقيق الممكن واكتساب التجربة كيف خيرت الجماعة الاكتفاء بالسياسة النظرية وحرمت نفسها من التجربة والمراكمة؟
.
أستغرب أن تسمي عملنا الميداني "سياسة نظرية" فيما نحن في خضم العمل الواقعي التربوي السياسي الاجتماعي الثقافي الميداني الفاعل، ودفعنا وندفع من أجل هذا الأثمان الباهظة محاصرة وتضييقا ومحاكمات ومختطفين ومعتقلين. إن كان جوهر العمل السياسي هو مدافعة الظلم والاستبداد والالتصاق بهموم الناس وآلامهم وفتح أبواب الأمل في التغيير المنشود ودعوة الإنسان، كل إنسان، للعمل لآخرته ومصيره بين يدي ربه، فهو ما نفعله يوما بيوم وساعة بساعة. أما إن كان مفهوم العمل السياسي هو الولوج الصوري لمؤسسات لا ضمانة فيها لحقوق الشعب، ومبنية على الانفراد بالقرار وعلى الإقصاء والتزوير وكتم الأنفاس، فيما لا أحد يلتفت إلى المعاناة الحقيقية التي تطحن عامة الشعب في رزقه اليومي وفي التعليم والتطبيب والأمن على النفس وفي الخدمات وفي كل مناحي الحياة، فإننا نربأ بأنفسنا وبمشروعنا أن يكون مجرد "وظيفة سياسية" يديرها المخزن على هواه. فأية تجربة يمكن اكتسابها من وضع كهذا، وضع غير مسموح فيه بالتجريب أصلا لأنه مدبر بطريقة استبدادية احتكارية من قبل أجهزة النظام الثابتة فيما المؤسسات المسماة منتخبة فإن دورها لا يعدو الوظائف التنفيذية لما هو مرسوم مسطر من قبل الأجهزة إياها.
.
.
بعد التهليل والفرحة التي عرفتها الجماعة في العام الفارط بسبب الإفراج عن 12 عضوا من أعضائها إثر سجن دام 18 سنة، نجد الاعتقالات تتجدد في صفوف القيادة والقواعد على حد سواء، فهل هي رسالة من المخزن يؤكد فيها استمراره في مطاردة الجماعة وأعضائها والتضييق عليهم؟
.
لا أظن أن مسلسل التضييق والخنق الذي توج باعتقال سبعة من قياديي الجماعة في فاس بالطريقة الهمجية التي رأيناها وممارسة أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي عليهم هي مجرد رسالة. إنها أكبر من مجرد رسالة! إنها نوع من أنواع الانتقام ممن استعصى على الاحتواء والتدجين والاختراق، وعقلية الانتقام عقلية غير راشدة خاصة عندما تتحول إلى طيش لا يقدر العواقب. لكن بعد تدارك السلطة الأمر بالإفراج عن المعتقلين السبعة في فاس نتمنى أن يكون هذا التدارك مقدمة لمراجعة السلطات لأسلوبها في التعامل مع المعارضة ومنها جماعة العدل والإحسان بترجيح منطق المصلحة وعدم ترك الأمور بيد الطائشين.
.
.
من محاسن الأقوال في العدل والاحسان أنها جمعية تتقن استعمال "شعرة معاوية" وهي تعرف متى تمد وتجزر، فهل يعتبر ذلك من فقه الموازنات؟

قد لا أتفق معكِ على تعبير "شعرة معاوية" لأنه قد تكون له دلالة على القدرة على المراوغة. إن من أبرز خصائص عملنا: "الوضوح"، وقد كانت جماعة العدل والإحسان واضحة من أول يوم فيما يخص طبيعة مشروعها وتنظيمها وحركتها وأسلوبها ووسائلها وأهدافها وغايتها. نحن لا نداهن ولا نراوغ. لنا ثوابتنا المعروفة التي لا محيد عنها، وهناك مساحات تعمل فيها الحكمة والخبرة عملها في إطار مشروعنا الجامع.
.
.
يبدو أن الجماعة غير معنية ولا تسعى لإيجاد قواسم مشتركة ومساحات تجمعها بالإسلامي الآخر الشريك في الوطن وفي المشروع؟
.
فأما الشراكة في الوطن فهذا حق مؤكد للجميع يوجب علينا وعليهم العمل لخدمة هذا الوطن وبذل أقصى الجهد ليرقى أعلى الدرجات التي تليق بقيمه وتاريخه، أما الشراكة في المشروع فالسؤال هو: "عن أي مشروع نتحدث"؟ إننا دعونا منذ سنوات طويلة، ولا نزال ندعو،كل المكونات السياسية في البلد إلى أرضية واحدة نلتقي فيها على المشترك من المقومات الحقيقية لبناء الوطن، وما فتئنا نؤكد أن الهوة السحيقة التي هوت فيها البلاد سياسيا واجتماعيا وثقافيا هي من الخطورة بحيث لا يستطيع مكون واحد من مكونات البلد أن يزعم لنفسه الانفراد بالقدرة على انتشاله منها، بل لا بد من مشاركة الكل وبأقصى الجهود للنجاح في هذه المهمة التاريخية. نحن نحترم اختيارات غيرنا من الحركات، ومنها الإسلامية، وأسلوبها في العمل السياسي، ولكننا نعتقد أن الزمن قد حكم بالفشل على خيار المشاركة في مؤسسات رسمية مفصلة على مقاس النظم تفصيلا بحيث لا تعكس رأي الشعب واختياراته الحقيقية، ولا صدقية لها ولا ضمانة فيها لحق تشجع على ولوج أبوابها، وهذه الخلاصة تؤيدنا فيها الوقائع الكثيرة في المغرب وخارجه. فإن كان المشروع المقصود هنا هو خيار المشاركة بهذه الشروط فإننا، بهذا، نكون كمن "يجرب المجرب" ونساهم بفاعلية، ولو بحسن نية، في إعادة إنتاج الأزمة وتأخير الانطلاقة مرة أخرى. وهذه، في رأينا، مسؤولية جسيمة أمام الله تعالى وأمام التاريخ وأمام الشعب.
.
.
تتهم الجماعة بأنها لا تنسق في القضايا الكبرى مع غيرها وتحبذ التحرك الاستعراضي بمفردها؟
.
هذا غير صحيح مطلقا، ويشهد كل الفرقاء على نكراننا لذاتنا وعلى مستوى التعاون الذي نبديه في كل القضايا دون أن نستحضر في هذا التعاون أي ميزان من موازين القوة. وأعتقد أنه لا ذنب لنا إن كانت قواعدنا تستجيب لنداءات النزول إلى الشارع بشكل أكثر حيوية وانضباطا بحيث يثير انتباه الغير.
.
.
من حين لآخر يخرج علينا الإعلام بأخبار عن خلافات في صفوف مكتب الإرشاد حول الشخصية المؤهلة لخلافة الشيخ عبد السلام ياسين، مع هذا فإن مؤسسات الجماعة لم تقم بتوضيح شاف يقطع مع مثل هذه الأخبار.
.
ليس من أساليبنا الرد على كل ما ينشر في الصحف، إذن لأفرغنا كل جهدنا ووقتنا واهتمامنا في الرد على ما نشر هذا وتكذيب ما قال ذاك... ما العمل إن كانت البعض يسترزق بفبركة أخبار زائفة أو يسترضي الجهات ذات المصلحة؟ لقد حدثتك في سؤال سابق عن نواظم عملنا وهي: المحبة، والشورى والنصيحة، والطاعة، ولا يعقل أن تنتظر جماعة في حجم جماعة العدل والإحسان وثقلها في الميدان وتاريخها ومشروعها وهياكلها التنظيمية من يذكرها أو يملي عليها أو يعلمها ما هي أدرى به وأحرص عليه. وللجماعة قوانين مسطرة وآليات تنظيمية مرعية ونابعة من مؤسسات شورية تنتخب المسؤولين والمؤسسات المسيرة وتقوم أعمالها، وعلى هذا نسير أزيد من ثلاثة عقود في وحدة وتجانس والحمد لله.
.
.
بما أن أدبيات العدل والإحسان تناولت المرأة بالكثير من التبجيل فهل يمكن أن نرى مرشدة تتناوب مع المرشدين على قيادة الجماعة وما هي حظوظ الأستاذة نادية ياسين في ذلك؟
.
الجواب عن هذا السؤال امتداد للجواب عن السؤال السابق، وهو من ضمن الأسئلة التي يسعى البعض بإثارته إلى حشرنا في زاوية الحرج الشديد، في نظر هذا البعض؛ لأنه كيفما كان الجواب عن هذا السؤال فهو مركب بصيغة يستتبع فيها بأسئلة أخرى تتناسل ولا تنتهي إلا باستنزاف جهودنا في الصد والرد، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى كامل طاقتنا وجهدنا ووقتنا وتركيزنا للمسارعة في استنقاذ الوطن والأمة من السقطة التاريخية التي يتخبطان فيها.
أما مقام المرأة في الجماعة فهذا يشهد الكل بتميز جماعة العدل والإحسان سواء من الناحية النوعية أو العددية أو الوجود الهام والوازن في مؤسسات الجماعة والمجتمع.
.
.
لا شك أن لكل زعيم وقائد ناجح بصماته التي يتركها على جماعته لكن يقال إن الجماعة اختزلت نفسها في الشيخ عبد السلام ياسين؟
.
الأستاذ عبد السلام ياسين رجل علم وتربية جليل، ومفكر ومنظر بعيد الغور، ومخطط خبير ولا نزكي على الله أحدا، وإنتاجه الفكري التنظيري وحنكته الميدانية وخبرته في التربية والدعوة إلى الله تعالى ومدافعة الباطل ليست ملكا لجماعة العدل والإحسان وحدها، بل هي ملك للأمة كلها، ولهذا تجد مدرسة العدل والإحسان إقبالا وإشعاعا متزايدا في الداخل والخارج على السواء، ولله الحمد. ومن توفيق الله تعالى أن جماعة العدل والإحسان صمدت على مدى أكثر من ثلاثين عاما لكل المحاولات التي كانت تظن، في نظرها، أن فصل رأس الجماعة عن جسدها يمكن من إزهاق روحها، وهو ما كذبه الحصار والإقامة الإجبارية التي فرضت على الأستاذ المرشد على مدى أكثر من عشر سنوات (1989/2000)، وكذبه اعتقال أعضاء مجلس الإرشاد مدة عامين كاملين (1990/1992) بهدف شل حركة الجماعة التي عظم إشعاعها وتضاعف أعضاؤها والمتعاطفون معها. وهذا يؤكد دينامية الجماعة وانتظام وتجدد حركتها الذاتية، ويؤكد مصدر القوة في الجماعة وهو إنابتها إلى ربها، واتكالها حق التوكل عليه سبحانه، واستيعابها الكامل لمشروعها التجديدي. وكان من ثمرات أسلوب الجماعة في العمل بروز جيل من القيادات الشابة جنبا إلى جنب مع القيادات المؤسسة على المستوى الداخلي وعلى المستوى الإشعاعي الخارجي... كل هذا وغيره، بفضل الله تعالى وعنايته ومعيته، دليل على أن قوة القيادة في الجماعة أفرزت بناء قويا متينا وقيادات خبرت الميدان وتسير إلى مقصدها بثبات.
.
.
ملفات شائكة داخلية وخارجية تشغل وتشاغب على حركات الإصلاح الجادة، فمن العولمة إلى الغزو الثقافي ومن المقدسات المرهونة إلى ضرورة الإصلاح الداخلي الملحة... كيف تبوب جماعة العدل والإحسان أولوياتها من هذا الزخم؟
.
إنها ليست قضية "ملفات شائكة" فحسب، بل هي مصائب وكوارث عظمى تحيق بالأمة كلها. الأساس أن يكون تشخيصنا لموطن الداء صائبا لئلا نخطئ في وصف الدواء. وموطن الداء في الأمة هو ما رواه أبو داود عن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت". فها هي الأمة تتعرض منذ زمن طويل لهجمة الأمم تستنزف خيراتها بينما هي كالفريسة المستسلمة بين مخالب وحش كاسر لا تستطيع حراكا، ولم تنفع كثرتها الغثائية مع الداء الذي استشرى فيها: "حب الدنيا وكراهية الموت"، وهو داء عضال الشفاء منه يحتاج تربية أصيلة عميقة فريدة متوازنة وجهدا عظيما دؤوبا ونفسا طويلا وخبرة كبيرة شاملة وزمنا وحكمة وشجاعة في رد تخطيط وتدبير من ليس في صالحه أن تتعافى الأمة من دائها لتتحمل رسالتها الخيرية التاريخية.
.
.
شهد عقد التسعينات هجمة شرسة على الحركات الإسلامية في عدة نقاط من العالم الإسلامي، وقع تحجيم بعضها واستؤصل الآخر فكيف نجت جماعتكم من سياسة الإستئصال هذه؟
.
لقد كانت رعاية الله جل وعلا، ولا تزال، تكلأ هذه الجماعة بقوة اتكالها على الله تعالى، وبدوام الإنابة إليه سبحانه في الصغيرة والكبيرة، وبسلامة تشخيصها لطبيعة الواقع الذي نتحرك فيه، وبأصالة المنطلقات والوسائل والغايات. وكان من أهم ما عصمنا من التخبط الذي عانى منه البعض هو اعتمادنا منهاج النبي صلى الله عليه وسلم في التغيير، ولبه وجوهره الاهتمام بالأساس التربوي في بناء الجماعة، مع التهمم بأمر الأمة، وركنه الركين الرفق في دعوة الناس إلى الله تعالى. وإلى هذا كان، ولا يزال، من أسس تحركنا لاءات ثلاث: أولا: "لا للسرية"، لئلا نكون نكرة بين الناس، وحتى لا يسهل على الكائدين اتهامنا بتهم باطلة يسهل تصديقها لدى من لا يعرفنا. ثانيا: "لا للتعامل مع جهات أجنبية"، حتى لا نكون امتدادا لغيرنا في عالَم مضطرب، وَنُحَصِّنَ عملنا من أي تأثير خارجي غير مرغوب فيه، ولا نمنح أحدا فرصة لهدم ما نبني بدعوى التعامل مع أجنبي نحن في غنى عنه من الأصل. ثالثا: "لا للعنف"، لأنه يخالف منهاج النبوة الذي يوصي بالرحمة والرأفة والرفق بالناس، خاصة في واقع وزمن مفتونين كواقعنا وزماننا اللذين نحن في أمس الحاجة إلى إشاعة روح الرفق فيهما.
.
.
كيف ينظر الأستاذ أرسلان إلى سياسة التدرج وفيما إذا كانت سننا واجبة الاتباع أم مقتضيات مرحلة؟.
.
التدرج سنة من سنن الله تعالى في الكون ونحن نعمل بها في كل مجالاتنا ، لكن التدرج لا يعني أن نجرب المجرب الذي أثبت فشله، ولا يعني أن نظن بأن ما يمن به علينا أصحاب الشأن بالقطارة "قطرة قطرة" يمكن أن يحدث في المستقبل القريب أو البعيد تغييرا يذكر. ما قطراتهم تلك، في الحقيقة، سوى حلاوة مؤقتة ملهية عن مرارة العمل الميداني الحقيقي الذي يقتضي منا عملا بالليل والنهار وفطنة وبُعد نظر. وفي الوقت الذي يحس فيه البعض أنه يتدرج إلى الأمام لمزيد من المكتسبات، لا نرى نحن فيما يجري من اختطافات واعتقالات وكتم لحرية الرأي وفساد مالي مفقر سوى تدرج سريع إلى الخلف وإلى عهود الرصاص والنار والحديد.
.
.
أين الجماعة من القضية الفلسطينية بقدسها المهدد وغزتها المحاصرة؟
.
نحن دائما مع القضية الفلسطينية بقدسها وحرمها وبيت لحمها وكنيسة مهدها وغزتها المحاصرة ونقبها ونهرها وبحرها وأسراها الأبطال، بل إننا ننظر إلى القضية على أنها مسألة عقدية وأمانة يترتب عليها حساب بين يدي رب العالمين على ما قدمناه لها. أضيفي إلى هذا البعد النفسي العاطفي الذي يحيل إلى حي المغاربة التاريخي المجاور للمسجد الأقصى الذي يتعرض لمخطط صهيوني يهدف إلى محو أي أثر من آثار إسلامية أو عروبة المدينة المقدسة. كما أن لإطلاقنا اسم "مقدس" على "المكتب القطري للدائرة السياسية" بناء على الحروف الأولى لكلمات هذه الهيئة رمزية عزيزة في قلوبنا تظهر مدى تعلقنا ببيت المقدس. كما أنه كان للجماعة حضور وازن في أسطول الحرية الذي تعرض لهجمة صهيونية أودت بحياة تسعة شهداء أتراك. بل إن القضية الفلسطينية تعتبر في لب عمل "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" وهي إحدى هيئات الجماعة الفاعلة في الميدان والتي كانت لها مشاركة مهمة في "قافلة شريان الحياة 5" شهر أكتوبر الماضي. وللجماعة دور بارز في المؤتمر القومي الإسلامي - وهو يهتم فيما يهتم بالقضية الفلسطينية -. بل إن اهتمامنا بالقضية الفلسطينية ينعكس حتى على إبداعات شعرائنا وإنتاجات فنانينا وأنشطتنا الداخلية وإن كان الحصار المضروب علينا يحجبها عن الناس.
.
.
كلمة عن أحداث العيون الاخيرة.
.
لقد كانت أحداث العيون مبعثا للحزن والأسى على الأرواح التي أزهقت والأذى الذي لحق بالناس وبممتلكاتهم ومصالحهم، وكانت من ناحية أخرى ناقوس خطر حقيقي لإعادة النظر في أسلوب تدبير كل الملفات وليس في تدبير ملف الصحراء فقط.
.
.
هل من رؤية عادلة وواقعية للحركة تجاه ملف الصحراء الذي استنزف المنطقة وعطل فيها الكثير من المشاريع الواعدة؟
.
سبق أن صرحنا في أكثر من مناسبة أن ملف الصحراء عرف عدة تخبطات سياسية ودبلوماسية وواقعية بسبب انفراد الحكام بتدبيره واستغنائهم برأيهم في موضوع يهم الشعب بكامله بكل مكوناته السياسية والثقافية والمدنية. هذا أحد أسباب الفشل في تدبير هذا الملف، ونظن أن تجييش الشعب بمكوناته السياسية والثقافية والإعلامية والمدنية لمجرد التصفيق والتأمين على ما لا يشاركون في تدبيره هو مقدمة لمزيد من الفشل.
.
.
كل الشكر للأستاذ ارسلان على تلبيته لهذه الدعوة أولا ثم واثانيا على اجوبته المتميزة والغير متلعثمة والتي لاتبحث عن تسجيل الحضور بقدر بحثها عن الإجابة عن إنشغالات القراء
.
.
.
http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=13014

.
.

هناك 29 تعليقًا:

  1. الامير 06-01-2011 12:25:25


    .فلسطين الحزينه

    فلسطين الحبيبة حزينـــــه ........ تشتكي ياصــــــــــــــلاح الدين
    فلسطين للعـدو رهينـــــــه ........ وينـك ياجــــيش حــطيــــــــــن
    هذا العدو وسط المدينـــــه ........ يدفـــن طـــفـــلا بالطيـــــــــــن
    شعب محبوس بعرينــــــه ........ ينتظر قـــــول السلاطيـــــــــن
    ام تصرخ انا رعينـــــــــه ........ اين ابني وزوجي الفطيــــــــن
    اب سال دمــــع عينــــــــه ........ يبكي جــــور الشياطيـــــــــن
    بيت نـام على كل عينـــــه ........ تشرد الكـــرام المساكيـــــــــن
    صرخ القدس من انينـــــه ........ انا شاهــد على المسلميــــــــن
    نادتنا فلسطين في حينــــه ........ هبو دفاعــا ولو بسكيــــــــــن
    شارون وامريكا متينـــــه ........ نحن قلنا هـــذا مساكيـــــــــن
    ما هذ الهوان والرعينــــه ........ عن قدسنا ونحـن ملاييــــــــن
    متى نصر القلوب الامينـه ........ قريب ولسنا عنهـا بعيديـــــن


    ربنا ينصر المسلمين والاسلام فى كل مكان
    جزاكى الله خير ياستاذة فوزية ودائما فى تميز وتقدم يارب

    ردحذف
  2. عبد الحكيم 07-01-2011 03:32:58


    حياك الله يا لقمان زماننا يا نمودج من نمادج تربية استادنا الفاضل سيدي عبد السلام ياسين حفظه الله تعالى و زاده من فضله الكريم

    ردحذف
  3. نصرالدين السويلمي 07-01-2011 11:34:22


    بسم الله

    كل الإعجاب لهذا القيادي الإسلامي الذي سيحسب له انه من الذين حافظوا على بوصلة الحركة الإسلامية ووازنوا بشكل محمود بين التربوي والسياسي فبارك الله فيك استاذ ارسلان وفي من حولك من الأخيار ثم كل التقدير للاخت الصحفية المتميزة فوزية محمد الجوهري على ما تقدمه من مادة إعلامية جادة ومثمرة.

    والسلام

    ردحذف
  4. rached 07-01-2011 12:37:47


    السلام عليكم و رحمة الله

    الأمة كلها بحاجة لهذه التصورات الراشدة و لاستلهام تجربة جماعة العدل و الاحسان لآنها تجربة ناضجة

    ردحذف
  5. غزلاني 07-01-2011 14:53:22


    حياك الله ،من قائد . لا فَض فوك سيدي. الامة محتاجة الى مشروعكم الرفيق والي محبتكم الناظمة لتنجمع عليه ، فهلا بسطتموه بين يدي راغبين في تغيير ما بالامة من ضنك وقهر ؟

    حفظكم الله من كل مستأصل ببركة دعاء رسول الله : اللهم اهدي قومي فانهم لايعلمون .

    ردحذف
  6. عبد الصمد ابو مصعب 07-01-2011 16:23:55


    بارك الله فيك

    وجزاك الله عن ماأوضحته خير الجزاء

    ردحذف
  7. ابو هالة 07-01-2011 16:26:07


    ما أجمل ماقلت وما أصدقه

    ردحذف
  8. ابو ماجدالبرلينى 07-01-2011 16:46:36


    السلام عليكم

    ما شاء الله نعم القيادات الحكيمة والرقاب المشرئبة لرفعة دين الله المتأهبة لفداء دينها المعتزة بأصولها وأهدافها

    شكر الله للقائد الروحى والميدانى والاستاذ أرسلان

    وكذلك لأختنا فوزية وثبتنا جميعا على دينه ودعوته المعتدلة الوسطية خلف الزعيم محمد صلى الله عليه وسلم

    واقول لاختى فوزية كأننى أسمع من الاستاذ أرسلان مبادىء واصول تتشابه مع التجمع الاسلامى فى المانيا من الوسطية وأصول التربية الجماعية الراشدة والعمل على اصلاح أحوال المسلمين ونفع غير المسلمين والنهوض بأبناء الوطن و مشاركة مؤسساته فى برامج التطوير والتعايش العزيز الامن

    فهل تتفضلين علينا باستضافة احد رموز هذا التجمع من مؤسسيه او قباداته التاريخية او الحالية لإلقاء الضور عليه وعلى أنشطته وإنجازاته وأهدافه وأعماله الشبابية والاجتماعية لينير طريق الاجيال المسلمة من الشباب والشابات فى ألمانيا وغيرها

    شكر الله للاستاذ ارسلان ولأختنا الصحفية المتألقة النشيطة فوزية والى المزيد ونحن متابعون وداعون لكم بالتوفيق

    ردحذف
  9. شكري 07-01-2011 17:40:17


    مشروع كبير تقودونه سره في صحبة من صحب،حفظكم المولى وأدام ودكم وقوى رابطتكم

    ردحذف
  10. سعيد كوم 07-01-2011 19:24:33

    افكار نيرة وأراء سديدة.نتمنى من الفضلاء في المغرب ان يرتقوا الى مستوى التحديات الجسيمة التي يواجهها هذا البلد وذالك بتأليف جبهة مناهضة للااستبداد المقيت الذي يرزح تحت نيره الشعب المغربي بكل مكوناته دون استثناء.

    ردحذف
  11. abou med saharaoui 07-01-2011 19:35:52

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تحية إجلال وتقدير إلى أهل الرجولة و الذكر في زمن الخنوع والغفلة عن الله حياك الله الأستاذ فتح الله أرسلان و حيا الله جماعة العدل و الإحسان المجاهدة التي أصبح إمتدادها يصل كل دول العالم بحكم قوة مواقفها ونصاعة خطها السياسي وتربيتها الشاملة والمتوازنة

    ردحذف
  12. روترتي 07-01-2011 19:37:27

    لا املك رغم اشتغالي داخل النسق السياسي الرسمي الا ان اعترف بان ما تطرحونه هو الامل الحقيقي الذي بقي للشعب المغربي المكلوم باكاذيب و تضليلات المتاجرين بمصيره.

    ردحذف
  13. أبو قتادة 08-01-2011 02:22:26

    ألم يحن الوقت لكي يعترف أهل المغرب بفضل جماعة العدل و الإحسان و أن يضعوا أيديهم في يدها لإنقاذ الأمة من الوحل الذي تتخبط فيه ؟ اللهم انصر الإسلام و المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها آمين

    ردحذف
  14. salamat 08-01-2011 05:38:18


    تحية اكبار و اجلال لرجال المشروع و لمشروع الرجال، مشروع متكامل و رجال صدقوا الله ما عاهدوا

    ردحذف
  15. سلامة 08-01-2011 05:42:20

    افكار نيرة ، ومواقف ثابتة

    وفقكم الله و سدد خطاكم و كثر من امثالكم

    ردحذف
  16. محمد ابن أحمد 08-01-2011 05:56:43

    جزاك الله خير الجزاء.

    إن التعاون والتضامن من طرف كل قوى وهيئات المجتمع المختلفة لكفيل بأن يحسن من وضع هذا الشعب المفقر.

    لا إله إلا الله محمد رسول الله.

    ردحذف
  17. عزالدين ابوعلي 08-01-2011 13:47:34

    بارك الله فيكم جميعا وجعلكم سببا لاحياء هذه الامة

    ونسال الله ان يوحد صفوف جميع العاملين في حقل الدعوة

    امين

    ردحذف
  18. مغربي 08-01-2011 16:13:35


    إن المتتبع لما تنتجه جماعة العدل والإحسان من أفكار وما تطرحه من مقترحات وما تجسده من مواقف يتأكد له يوما بعد يوم قوة ونضج ما تطرحه، ذلك أنه لا يمنعها النظر المتأني لغد الإسلام القريب عن تدبير حاضر الأمة الأليم بحكمة ورشد،فهنيئا للشعب المغربي خاصة وللأمة الإسلامية عامة برجال ونساء العدل والإحسان ومشروع العدل والإحسان وتحية محبة وتقدير للأستاذ المجاهد عبد السلام ياسين.

    وتحية خاصة للأستاذ فتح الله أرسلان على ماآتاه الله من حكمة وقدرة على بسط مشروع العدل والإحسان بقوة ووضوح

    ردحذف
  19. مغربية 08-01-2011 16:32:58


    حياك الله من رجل حر ذو نفس زكية تواقة للعدل و الكرامة و الحرية . رجل هو اليوم في هذا الحوار إنما ينوب عن ثلة من الرجال الذين لا يثلج صدورهم إلا أن يروا نور العدل و الإحسان يسري في روح هذه الأمة ليسمو بها إلى مرتبة الشهادة على العالمين.

    ردحذف
  20. طالبة علم 09-01-2011 03:01:09

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    أشكركم على هذا الحوار الرائع

    وأسأل العلي القدير أن ينصر أمتنا وجماعتنا

    ردحذف
  21. حمو الورزازاتي 09-01-2011 15:49:26


    بارك الله فيكم وزادكم من فضله .

    امييييييييييييييييين

    ردحذف
  22. مغربي 09-01-2011 16:13:27


    بسم الله الرحمان الرحيم

    لاإله إلا الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله, كلمات نيرة تخرج من القلب لتصل إلى القلوب تعبر عن مشروع صادق هدفه إقاظ الهمم و إعادة المجد للأمة الإسلامية فنسأل الله تعالى أن يوفق مسيرتكم الجهادية الإقتحامية بالنجاح

    ردحذف
  23. يوسف بنبغداد 09-01-2011 17:12:40


    بسم الله الرحمان الرحيم

    جزيت خيرا استادي الفاضل : فتح الله ارسلان فنعم الموقف ونعم التأييد تأييد الحق سبحانه وتعالى لجنده , صحيح سيدي الكريم والحمد لله ان جماعة العدل والاحسان حافظت على تماسكها بفضل قوة تلاحمها وصفاء نقاء سريرة اعضائها وحب بعضهم لبعض ونكران الذات وقبل كل هدا وذاك العناية الالهية والحفظ الرباني وكل هدا بعد الرعاية الربانية في حضن الصحبة المباركة لهدا الرجدل العظيم الدي نسأل الله تعالى ان يجازيه عنا خيرالجزاء فقد كنا "كالايتام في مأدبة اللئام " فنادي باعلى صوته هلموا من هنا الطريق من هنا.. نسأل الله العاملين للحركة الاسلامية اينما وجدوا وان يبارك الجهود وان يعجل لنا بفتح تفرح به امة رسول الله وتسترجع به الامجاد والعهود فهي خير امة اخرجت للناس فاولى لها ان تكون في الريادة وفي ركب الامم وما ذاك على الله بعزيز " أليس الصبح بقريب " بلى فسبحان الكريم المنان .

    حفظك الله سيدي وحفظ كل القادة ورزقنا واياكم الرشد والسداد والثبات على هدا الطريق الى ان نلقى الله وهو راض عنا

    اللهم امين

    والسلام عليكم ورحمة الله

    ردحذف
  24. NOUREDDINE 09-01-2011 19:38:32

    السلام عليكم

    أنا أعرف الكثير عن جماعة العدل و الإحسان المغربية وأعتقد أنها تملك من الأدوات والتجربة وبعد النظر ما يخول لها قيادة الأمة.السر يكمن في النهج التربوي الذي تنتهجه وارتباطها بالله في كل صغيرة وكبيرة.

    وفقكم الله وتحياتي للولي المجاهد الشيخ عبد السلام ياسين.

    ردحذف
  25. hassan9090 10-01-2011 18:29:20

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    أشكركم على هذا الحوار

    وأتمنى لو أن الآخرين يعطون الفرصة لشرفاء هذا الوطن لطرح وجهة نظرهم و أفكارهم

    ردحذف
  26. OULBAZ 11-01-2011 18:45:51


    جزاك الله خيرا فقد جمعت الفكر في سطور

    ردحذف
  27. Ahmed_North America 12-01-2011 23:32:02


    هذه الجماعة المباركة تقدم نموذجا قل نظيره في الأمة الإسلامية مما يجعلها مدرسة في ترشيد العمل الإسلامي تربية وتنظيما في أفق تحقيق الأمة للخلافة الثانية على منهاج النبوة.

    بارك الله فيكم ونفع بكم الأمة الإسلامية

    ردحذف
  28. النمر المغربي من طنجة 23-01-2011 21:50:59


    الخلافة لن تقام الا في فلسطين وخصوصا في القدس علي يد المهدي امام اخر الزمان والعدل والاحسان ليست سوي جماعة اصلاحية مسالمة والحق يحتاج الي قوة تحميه واهل الراية لم يقترب وقتهم وزمانهم

    ردحذف
  29. OTMANE ..QADDER 29-01-2011 07:27:56


    جــــزاكـــم اللـــه عنــا خيـــر جـزاء ...اني نحبــكــــم في اللــــه ...

    وأحمــــد اللــــه تــعــالي أن يســـر لي الاندمـــاج في مشـــروعـــكم العضيــــــــم.

    ردحذف