الاثنين، 23 أغسطس 2010

أسئلة حائرة تبحث عن أجوبة صادقة ..

.
.

أسئلة حائرة تبحث عن أجوبة صادقة ..
.

.
ليست الحياة إلا زخما من التجارب المتراكمة ، تساؤلات نبحث من خلالها عن المحجوب و الغائب و المغيب وإجابات تشفينا طورا وتظللنا أطواراً، قليلة هي تلك الأجوبة البريئة التي تتجاوب بشفافية مع أسئلتنا، وكم هي كثيرة تلك الأجوبة الانتهازية التي تغرب بنا حيث شرقت الحقيقة ... نسأل لنعرف فإذا بنا نسأل لنغرق في بحر أجوبة تعمق حيرتنا وتفرخ لنا عشرات الأسئلة فينتعش سوق الأجوبة الماكرة ...لو كان لكل الأجوبة ضمائر لاكتفينا من الأسئلة بالقليل القليل ولصرفنا طاقاتنا وأوقاتنا في التمتع بحقيقة ولدت من رحم جواب طيب المعدن صافي المنبع.
لأن الإجابة حصاد ألسنة الناس ولأن الناس معادن، فلابد أن تكون الأجوبة متنوعة كل جواب ينضح بمعدن المجيب...
جواب صريح .. جواب دبلوماسي... جواب انتهازي... جواب شافي..
جواب كاذب... جواب ليــن... جواب نفاق جواب خداع...جواب كـــافي..
جواب مراوِغ وغير صريح.. جواب مقنع... جواب أنـاني...جواب مفيد..
جواب مجاملة... جواب مسايرة ... جواب عليــل ... جواب شامـــل..
جواب مستفز ... جواب عفوي... جواب إحباط ..جواب حاد ومؤلم..
جواب معقّد... جواب واضح ... جواب صعب... جواب مضحك ..
جواب غريب... جواب جميل... جواب محزن... جواب طريف......
.

هذه النماذج من الأجوبة المتراكمة والمتباينة ليست وليدة فرد أو مجموعة بل هي وليدة مجتمع بأسره ولن يكتب لها التحسن إلا إذا تحسنت أخلاق المجتمع وسلوكه..
الجواب السليم إذا احتجتُه أنا اليوم فستحتاجه أنت ويحتاجه هو في الغد وسيحتاجونه وستحتاجونه على الدوام ...والجواب الفاسد إن خادعت به الناس اليوم فترَقّب دورك في الغد..
.
لا يمكن أن نُحَمّل الأسئلة فساد أجوبتها مثلما لا يمكن أن نقصر الأجوبة الكاذبة على الأفراد، فالجواب الفاسد مثلما يصدر من الفرد يصدر كذلك عن جماعة أوجماعات وتبقى أبشع أنواع الأجوبة الكاذبة هي تلك التي تصدر عن المؤسسات وأكثر الأجوبة تدميرا هي أجوبة الدولة الملتوية والمموهة للرد على تسائلات رعاياها!!! فكم هي قاتلة كذبة الدولة!!!
.
لكن!!!.
كم من الأجوبة يحتاجها السائل عند استفساره؟
إننا لا نحتاج إلاّ لنوع واحد من الأجوبة..
جواب سمته التجرد يتناغم مع السؤال دون استغلال ولا مكر ولا خبث ..
ولاشك أن هذه التصورات ستتأثر بشكل أو بآخر بالمعلومات المقدمة.
فجوابك عن أسئلة الآخر :
.


يمكن أن يبني ويمكن أن يهدم
يمكن أن يسمو به ويمكن أن يهوي به..
يمكن أن يسعده ويمكن ان يشقيه..

.
إن الجواب الحل الجواب الشافي الجواب المثالي هو قريب منا ..يسكن معنا نمر عليه ليل نهار يقاسمنا بيوتنا.. ينام في غرفنا مسجونا في رفوف مكتباتنا ..فلننفض عنه الغبار ولنفتح صفحات الكتاب المهجور لندقق في المصحف الشريف الذي يزخر بعبارات الصدق، نعم الصدق هو الدواء السحري لأجوبتنا ، فكل سائل لا يطلب إلا جوابا صادقا ..
.
.
فهيا… نتعلم كيف نصدق في أجوبتنا... .
.

http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=9304



.
.

هناك 7 تعليقات:

  1. فتيحة من المغرب 21-08-2010 09:09:16


    صدقت والله أختاه..

    هذا حالنا مع الآخرين لا نستطيع أن نحصل على جواب شاف على تساؤلاتنا، بل هناك من يبخل حتى بالرد علينا ويتجاهل استفساراتنا ليزيد تيهنا..

    لون آخر من ألوان مواضيعك المتميزة قرأته لك اليوم لأشكرك عليه..

    دمت متألقة..وفي انتظار جديد إبداعاتك

    ردحذف
  2. خولة 21-08-2010 20:21:38

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا المصطفى الأمين

    وبعد،
    أشكرك خالتي على هذا الموضوع الذي أعتبره في غاية التميز فما أحوجنا اليوم إلى إجابات صادقة تشفي غليلنا

    بارك الله لك وبارك فيك وزادك تألقا وإبداعا
    رمضان مبارك ورحلة سعيدة

    ردحذف
  3. السلام عليكم

    ربنا ينور عليك أخت فوزية..

    رائعة أخرى من روائعك أتحفتينا بها هذه المرة كذلك، لك كل الشكر والتبجيل

    والسلام

    ردحذف
  4. سامية 19-09-2010 10:08:39


    بارك الله فيك أستاذة...

    موضوع قيم، يستحق القراءة والاتباع..

    كل التقدير وفي انتظار المزيد..

    ردحذف
  5. موضوع جميل ,

    لكن يصعب على المرء في عصر مليئ بالثقوب السوداء أن يكون مثالي السؤال والجواب معظم الأحيان

    ردحذف
  6. " فهيا… نتعلم كيف نصدق في أجوبتنا"...


    أعتقد أختنا الكريمة فوزية أن أصدق إجابة وأنجح صدق هو : الصدق مع النفس ( من معرفة الإمكانيات وعدم تخطى الحدود والقناعة والرضا والحب فى الله وغنى النفس بطاعة الله والثبات عليها والتدبر فى الحياةوالزهد فيما أيدى الناس .....)

    تعلمى أن هناك تدبر فى الحياة تجعلك تؤكدين " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " ... وإلا فلماذا نجد الخداعين من الناس والكاذبين والمرائين وأصحاب الوجهين وذوو الكلام المعسول ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ) ....

    كله من أجل الدنيا التى لو دامت لمن قبلنا لما وصلت إلينا...

    " يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " . ....

    فلما تحقق الإيمان فى القلب حــُق عليهم ان يكونوا مع الصادقين ..

    جزاكِ الله خيرًا

    ردحذف
  7. أشكرك أستاذة فوزية محمد على هذه السطور القيمة، والتي تحمل بين طياتها قيما غاب عنا معظمها.

    دام تألق قلمك..

    ردحذف