الخميس، 28 يناير 2016

انتفاضة المصريين بالخارج في الذكرى 25 يناير ..الثورة التونسية في البال


انتفاضة المصريين بالخارج في الذكرى 25 يناير ..الثورة التونسية في البال




  
حل يناير من جديد، لتحل معه ذكريات انطلاق الثورات في معظم الدول العربية،، فهاهي تونس تجدد العهد مع وشائج الثورة وتذكر السلطات الحاكمة  بجانفي وما ادراك ما جانفي ليخرج أبناء المناطق المحرومة يطلبون بتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي ثم وبعد تبليغ رسالتهم يتراجعوا  لاعطاء فرصة  لحكامهم وحرسا منهم على استقرار الأوضاع في بلادهم. 
ما توصل إليه التونسيون من „استقرار“ ولو نسبي، لم تتوصل إليه دول أخرى عاشت حلاوة الربيع العربي لشهور معدودة .. فثورة مصر لم ترتقِ في نتائجها إلى ثورة تونس، بالرغم من انتخاب رئيس مدني لأول مرة في تاريخها وبرغم الجو الديمقراطي الذي اجتاح ربوعها ولو لزمن يسير، ما لبثت أن عرفت انتكاسة كارثية وانقلابا على الرئيس الشرعي وعلى الدستور بل وعلى جميع الانجازات. 
ومن أجل العودة بالثورة إلى عنفوانها وإعادة مجد 25 يناير، وإصرارا من أحرار مصر الداعمين للشرعية والرافضين للانقلاب العسكري على مواصلة المشوار ، شهدت مدينة ميلانو منذ يومين مؤتمرا جماهيريا في الذكرى الخامسة لانطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير، والذي دعا له التحالف الديمقراطي لدعم الشرعية في إيطياليا برعاية الإئتلاف العالمي للمصرين بالخارج. وحضر اللقاء شخصيات متميزة منها الدكتور عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة الشرعية، والذي تركزت كلمته حول نوعية واهداف ثورة الخامس والعشرين، حيث أكد أنها لا تقتصر على إسقاط الإنقلاب العسكري فحسب، بل تتعداه لرفض الاستبداد والهيمنة والطغيان، وتساهم في نشر الحرية وممارستها. كما اعترف دراج بأن الجميع أخطأ سواء كان الجهاز الحاكم أو السياسيين والنشطاء وغيرهم خصوصا ما يتعلق بمنح الثقة للعسكر الذي ل الشعب وخان الامانة و انظم للثورة المضادة. واختتم كلمته بمطالبة المصريين خاصة ابناء مصر بالخارج إلى بذل أقصى الجهد لحماية الثورة ومتطلباتها مع الانفتاح الجميع ومشاركة الآخرين. هذا وشارك في المؤتمر المنسق العام للإئتلاف العالمي للمصريين بالخارج الدكتور مصطفى إبراهيم، والذي تمحورت كلمته حول الحقوق الاساسية التي يجب استعادتها، وقد حصرها في أربعة نقاط وهي حق اختيار من يمثل الشعب المصري، وحق مشاركة الشعب في التخطيط وحق مراقبة ثروات البلاد، وأخيرا حق تحرير الوطن من الظلمِ والجور. واختتم كلمته بالتاكيد على أن الانقلاب لن يستطيع قتل أمل الشعب بالعيش في وطن ركائزه العدل والحرية.
وقد شارك الدكتور يحيى حامد وزير الاستثمار والتعاون الدولي في الحكومة الشرعية ، بمداخلة عن طريق السكايبي، أكد فيها على استمرارية الحراك الثوري، وأن الثوار مكملين مهما طال الوقت، „فنفَس الثوار أطول من نَفَس الجلاد“ ، وأضاف بأن ثورة ٢٠١١ كشفت على أن هناك في مصر أشخاصا مستعدة للقتل وللنهب ولتدمير أحلام الكثيرين لتحافظ على نفوذها من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك أشخاص مستعدة بالتضحية بنفسها وبمالها وبما تملك للاستعادة كرامتها.   
 كما وشاركت الدكتورة فجر العدلي الناشطة السياسية التي أحرجت عبد الفتاح السيسي عند زيارته لألمانيا ومقابلته للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل والتي تركزت كلمتها حول المرأة المصرية وظلمها والاهمال الذي تعرضت وتتعرض له  في جوانب عدة ومنها الجانب الصحي. 
وقد تخلل المؤتمر أغاني عن الثورة للفنان عبد الفتاح شبانة، ووقفة حداد على أرواح الشهداء الذين كُرِّموا بأكاليل الزهور وهتافات الجمهور الذي كان له الحضور المتميز في المؤتمر، حيث امتلأت القاعة على آخرها والتي تتَّسِع لـ ١٥٠٠ شخصا.
 وشهد المؤتمر كلمات لرموز أخرى كالأستاذ أحمد عبد العزيز المسؤول عن التحالف الديمقراطي لدعم الشرعية في إيطاليا، والأستاذ أحمد شحاته، المنسِّق العام المساعد للإئتلاف العالمي للمصريين بالخارج في أمريكا، والاستاذ أحمد البقري نائب رئيس اتحاد طلاب مصر، ورئيس اتحاد طلاب جامعة الأﺯﻫﺮ، والصحفي قطب العربي الأمين المساعد للمجلس الأعلى للصحافة. 
كانت الثورة التونسية حاضرة في الاذهان، وان اختلف التعاطي مع ما آلت إليه  وخاصة انسحاب الترويكا، فان غالبية الحضور يعتبرها الشمعة التي ما زالت تضيئ الطريق.
هنا في ميلانو لم تكن ثورة الياسمين غائبة،  كما ولم يكن محمد البوعزيزي بعيدا عن الاذهان
.
.

د. فوزية الجوهري
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق