الثلاثاء، 5 يناير 2016

العنف ووسائل الإعلام الألمانية


العنف ووسائل الإعلام الألمانية
.


.

تعتبر آفة العنف مسألة قديمة وجديدة داخل المجتمعات عامة والمجتمع الألماني خاصة،، وبين الفينة والأخرى تسلط وسائل الإعلام الضوء عليها لكن بخجل وبشكل سطحي شيئا ما،، بالرغم من أن نسبة المعتدين عليهم من النساء خصوصا دون الأطفال نسبة عالية.

وما حدث في مدينة كولن الألمانية ومدن أخرى في رأس السنة، وهو اعتداء ما يقارب ألف رجل على الفتيات والنساء في المجمع الرسمي بجانب الكتدرائية في قلب مدينة كولن، هذا الاعتداء الذي لم يقف عند الاعتداء اللفظي والمعنوي من سرقات وغيرها بل تعداه ليصل إلى الاعتداء الجنسي، قلنا ما حدث ليس جديدا على المجتمع الألماني،، لكن لماذا رُفِعت الاصوات هذه المرة بهذه الطريقة؟ ولماذا انتظر الإعلام خمسة أيام للإعلان عن الوقعة وتغطيتها؟ هل هناك سياسة معينة من وراء هذا التصرف الإعلامي؟

لم يُصّدق ذوي المصالح سماع الخبر حتى ابتدأ كل جناح بتحليل وتلفيق الإتهامات كما يحلو له وكما يريده هو لمعالجة قضية ما وإيصال مفهوم ما للجمهور والتأثير على الرأي العام.
لم يُعرَف بعدُ مَن هم المسؤولون على الاعتداءات  في كولونيا. بالمقابل عمّت الإشاعات كل العالم وكل وسائل الإعلام الغربية والعربية، وابتدأ التحليل والحكم -كعادة الإعلام عندما يريد تمرير فكرة أو قانون ما-.
ومن قرر وصرح بأن الاعتداءات في كولونيا هي مستوردة من المجتمع العربي فإنه بذلك بوعي أو بدون وعي يعتبر عنصريا. لانه يتغاضى عن الحقيقة!

نعم، أين كان هؤلاء المتشدقون والثائرون عندما تُرعب النساء في الحفلات كحفلة أكتوبر السنوية، أو أثناء احتفالات الكارنفال في العديد من المدن!! 
وأين الإعلام من تسليط الضوء على ضحايا العنف الذي تتعرض إليه حوالي 40٪ من جميع النساء في ألمانيا. فقد تعرضت معظمهن حتى سن السادسة عشر للعنف الجسدي و / أو الجنسي. مع الأاخذ في الاعتبار بأن العنف ضد هؤلاء النساء يرتكب أساسا من قبل الشركاء أو الشركاء السابقين وداخل الأسر الألمانية.

ولمعاناة المرأة في ألمانيا عناوين أخرى…

 فبالرغم من الادعاءات بتحرير المرأة في الغرب إلا أن الرجل الغربي لا يزال ينظر إليها كبضاعة وكجسد!! لا يزال يتركها تكدح وتقوم بكل الأعمال المنزلية وبتربية الأطفال إيمانا بأن ذلك هو دورها حتى لو تعمل مثله خارج البيت لساعات. 
أما كذبة المساواة بينها وبين الرجل فتبقى حلما، ففي كثير من الحالات تقابلنا مشكلة التمييز على أساس الجنس في ألمانيا. ففي المعاملات الاقتصادية هناك عدم مساواة (تتحمل غالبية النساء  70٪  إحصائيات سنة 2013، الوظائف الهشة) ولا تزال المرأة تكسب في المتوسط أقل بكثير من الرجال). 


وأخيرا تبقى الإدعاءات مجرد شعارات سطحية وبعيدة كل البعد عن الواقع الملموس. ويبقى دور الإعلام مرتبطا بالأجواء السياسية أكثر من ارتباطه بالمواطن وبالدفاع عن همومه.
.
.

د. فوزية الجوهري
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق