الأحد، 31 يناير 2010

حوار مع الشيخ د.ونيس المبروك

.
.
حوار مع الشيخ د.ونيس المبروك

حاورته فوزية محمد/ ألمانيا
.

التاريخ: Wednesday, 7 May 2008 /
.
.
الاسم : ونيس المبروك من مواليد بنغازي - ليبيا – 1965/
متزوج وأب لخمسة أولاد.
خريج كلية الدعوة وأصول الدين - عمان -1996.
عمل مديرا للمركز الإسلامي بمدينة شفيلد في بريطانيا.
عمل سا بقا كأستاذ الفقه بالكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية - ويلز - المملكة المتحدة.
مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ببرمنكهاج ببريطانيا.
باحث في جامعة ويلز قسم الدراسات العليا.
عضو مجلس الشورى بالرابطة الإسلامية في بريطانيا.
رئيس التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين.رئيس قسم التربية والدعوة في اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا.
.

يتشرف الحوار نت باستضافة الشيخ ونيس المبروك.
.


الحوار نت: فضيلة الشيخ دعنا نغتنم فرصة وجودك معنا كإسلامي ليبي لو تعطينا بسطة عن الحالة الاسلامية العامة في ليبيا هل تاثر منهجها العام بمعالم مثل الازهر والزيتونة والقرويين أم بمدارس اخوانية و سلفية وصوفية ؟ بمعني السمت الذي يغلب على الحالة الإسلامية بليبيا؟.
.

الشيخ ونيس : بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين، أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لي، وسعدت بوجود مؤسسات إعلامية جادة تحرص على تقديم النافع المفيد للمسلمين ولعامة الناس في الغرب.الحالة الإسلامية في ليبيا لا تختلف بشكل كبير عن الأقطار المجاورة فليبيا تأثرت بحد كبير بحركة النهضة خاصة في القرن العشرين وتأثرت بحركة المد الحركة الإسلامية من بعد سقوط الخلافة العثمانية، لكننا لو نرجع قليلا إلى الوراء نجد أن مرور محمد بن علي السنوسي عندما كان في رحلته إلى الحج انطلاقا من الجزائر إلى مكة مر بهذا القطر بليبيا ووجد الكثير من الممارسات الخاطئة ومن الأفكار المنحرفة وبخاصة فيما يتعلق بالعقائد وغيرها، وعزم على أن يبعث أو يقوم بحركة تجديدية، كمحاولة للتجديد والإصلاح في هذا القطر.
وتأسست الحركة السنوسية في ليبيا والتي كان لها دور كبير في نشر الوعي وفي نشر الفقه الإسلامي والعقيدة الأشعرية وتوعية الناس وتربيتهم. وأنشأ الزوايا – مؤسسات صوفية- وكان لهم دور كبير في رد العدوان الإيطالي على ليبيا عبر الجهادعلى طريقة حرب العصابات – إذا صح التعبير- وسيدنا عمر المختار وهو أحد أعضاء هذه الحركة السنوسية وكان توج في الناحية السياسية بتنصيب الملك إدريس السنوسي ملكا ليبيا، على أي حال هذا من ناحية نبذة تاريخية قديمة، لكن – أنت سألت عن الأزهر القرويين– نعم ليبيا كانت تعاني من مسألة المؤسسات العلمية التي تخرّج العلماء والفقهاء وبالتالي كان أي واحد يريد أن يتم الشريعة ويزيد من العلم، إما أن يذهب شرقا في اتجاه الأزهر ودمشق سوريا ومكة، أو يذهب إلى الغرب باتجاه الزيتونة أو القرويين فبعد ذلك هو يرجع إلى ليبيا فيها شيء ربما أعتبره ميزة أن المد الفكري والحركي والفقهي لم يتأثر بمدرسة واحدة فقط فكان شيء من التنوع، وإن كان فيه نقول الالتزام بالمذهب المالكي، فنحن لا يوجد عندنا من الناحية الفقهية مدارس أخرى إلاّ المذهب المالكي والإباضي ، فهناك بعض الإخوة الجبليين أو الأمازيغ ارتضوا المذهب الإباضي بنسبة بسيطة.
فيما يتعلق بالحركة الإسلامية لم تكن ليبيا بدعا من الدول الإسلامية فقد تأثرت بشكل كبير بحركة الإخوان المسلمين عبر هجرة بعض القيادات الإخوانية هربا من الأحكام الجائرة عليهم، فدخلوا إلى ليبيا وأواهم الملك السنوسي وأعطاهم الفرصة ليسيحوا في البلاد وأعطاهم الامن، فاستطاعوا أن ينشروا الوعي والفكر الإسلامي في الشارع الليبي وبعد ذلك تطورت الحركة، وأنت تعرفين المدّ الإعلامي ودخول الصحافة والكتب، فتأثر الشباب بفكر الحركة الإسلامية المعاصرة ، كما كان هناك نخبة كبيرة عاشت في الغرب في أمريكا وكندا وبريطانيا وأوروبا هاجروا من أجل الدراسة ، مما أتاح لهم الفرصة بالاحتكاك المباشر بقيادات العمل وحضور الندوات والمؤتمرات بل الانضمام بالحركة الإسلامية في الخارج عند رجوعهم ضمّوا الجهود فانتقلت الحركة الإسلامية نقلة نوعية أخرى، من طور التأسيس الراكض إلى حركة الانتشار في الشارع إلى أن تعرضت في منتصف التسعينيات إلى أزمة كبيرة بينها وبين النظام، وأخيرا نحن نرى الآن انفراجا في هذه الأزمة بالإفراج بعد إصدار الأحكام بالإعدام وبالسجن المؤبّد، حدث عفو عامّ وإفراج فرجعوا الآن من جديد إلى الساحة ولكن كأفراد... كما يوجد على الساحة حزب التحرير وتوجد جماعات صوفية، توجد جماعات الدعوة والتبليغ، يعني ليبيا بما تأثر به العالم الإسلامي بوجود هذه الحركات.
.

الحوار نت: أي دور لعبته الهجرة والتهجير في خدمة الإسلام في الغرب وهل من مزايا للحركات الاسلامية المهجرة في هذا المجال؟
.

الشيخ ونيس : طبيعة هذه الأمة أمة مرحومة والله عز وجل يعطيها المنح من خلال المحن، الهجرة كما كانت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كانت خيرا للصحابة عندما انسابوا في الأرض كانوا سحابات خير على الأوطان التي هاجروا إليها بغض النظر عن الديانة، وانا اعتقد أن الهجرة كان لها مزايا وكانت لها آثار سلبية. الآثار السلبية هي على المجتمعات التي هاجر منها هؤلاء المصلحون، الحقيقة لابد أن نشهد بهذا، كيف أن إنسانا مصلحا داعية متفاني رؤيته واضحة يحبّ الخير لوطنه ولبلده ويريد لها النماء والرفاه وكل الخير يخرج، لاشك أنه سيترك فراغا.لكن بالمقابل كانت هذه الهجرة فرصة لنشر الدعوة الإسلامية في ديار الغرب، بلاشك لما انضم هؤلاء الدعاة تجاوزوا المسألة القطرية وانطلقوا إلى توطين الدعوة لاشك أنها فرصة لحوار هذه القيادات بين بعضها البعض، فيجلس الليبي مع الجزائري مع الباكستاني ويجلس هذا مع ذاك، فيكون العولمة والشأن الإسلامي العام يصير فيه نقاش وتعاون في القضايا الكبيرة، كانت فرصة لأن الأوطان الأوروبية في مجال للحريات ومجال للعمل المؤسسي الصحيح فهذا أعطى فرصة لدفع الدعوة دفعات نوعية عبر هذه الأطر المؤسستية طبعا كانت ايضا فرصة للتدريب هذه القيادات ، فقد اكتسبت لغات وهذه قوة، تدرّبت على العمل المؤسسي تدربت على العمل السياسي، على العمل الحقوقي الإقتصادي فهذه لاشك أنها قوة للحركات الدعوية الإسلامية بصورة عامة.
.

الحوار نت:جميل أن تتّحد جهود القيادات الإسلامية على الساحة الأوروبية، إلا أنه لازلت هناك جماعات تعمل لوحدها ولها فكرها الخاص كالشيعة ... مثلا، كيف تتعامل هذه النخبة وهذه القيادات مع هؤلاء مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الجماعات مدعمة ماديا ومعنويا؟
.

الشيخ ونيس : ثمّة مبدأ ولا يستطيع المسلم الواعي ان يحيد عنه وهو مبدأ الحوار الذي ارتضيناه، لأن الحوار هو تفهّم الآخر على أيّ أساس ينطلق ما هي الأرضية الفكرية، ما هي أهدافه ما هي أساليبه، وتشرح أنت أيضا نفسك وتحاول أن تقارب وتضم الجهود في الأشياء التي يتفق فيها هؤلاء المسلمون، وتحاول أن تخفف من حالة الإحتقان بين قيادات خاصة هذه جماعات تحاول أن تؤدي النصح مثلا إذا كان هناك بعض التطرف سواء إفراطا أو تفريطا، تنصح الذي أفرط في جانب من الجوانب فتنصحه أن يعود إلى التوسط، وتنصح من تسيب وترك بأن يعود إلى الجادة وهكذا..
فلا مجال إلا للحوار وخاصة أن المجال هنا مفتوحا. إن لم يتحاور المختلفون في أوروربا فلا أظن أنهم سيجدوا أرضية أو بيئة مناسبة أخرى للحوار، هنا بيئة مناسبة جدا فيها من الحريات فيها من الضمانات القانونية فهذه في الحقيقة فرصة ، وأنا أعتقد أن الحوار الجاد والحوار العلمي الموضوعي كفيل بأن يذيب كثيرا من الثلج ويقرّب الفجوة ويردمها بين هذه الحركات لأن هدفها واحد ودينها واحد.
.

الحوار نت: كيف نحبب شبابنا في الإسلام في المهجر؟
.

الشيخ ونيس : هو كما قال سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: "ربّوا أولادكم لزمان غير زمانكم"، لابد ان نعرف هذا الواقع الذي يعيشه هؤلاء الشباب، نعرف احتياجات الشباب أنفسهم كيف تكوّن هؤلاء الشباب، فهم لم يتكوّنوا في الكتّاب ولا في الزوايا، تكوّنوا في مدارس أوروربية وغربية و في بيئة غربية، ولابد أن نعرف أن المربين لهم مهمة صعبة لابد أن يتصدّوا لها، يجب علينا أن نعرف ونفهم الواقع، أن نفتح لشبابنا فرص العمل، وأن يكون خطابنا معهم خطابا وعظيّا، وانا أخاف دائما من الخطاب الوعظي، لأنه خطاب آني، ممكن أن يستمع له الشاب عن حياء. لذلك لابد من فتح مجالات للعمل الجاد بحيث يتناسب مع البيئة. وأيضا لابد في تعاملنا مع الشباب أن نميّز بين الثقافة الشرقية وبين أحكام الشرع، لا نخلط، نحرص على تعليم الشاب أو تلوينه باللون الشرقي باعتبار أن هذا هو الهوية! لا، اللون الشرقي ليس هو الهوية المسلمة، لأنه يمكن أن يسبب له هذا الاسلوب نوعا من النفرة، لذا يجب أن اعلم الشاب أحكام الشرع، وأن يكون شابا أوروبيا مسلما أو شابا مسلما أوروربيا. لأنه لا يهمّ أن يكون شابا مسلما ليبيا أو تونسيا، مادام أنه ولد هنا ويعيش هنا، لأن هذا يخالف سنن الله عز وجل في الكون الواسع.
.

الحوار نت:هل للدكتور ونيس أو يوافينا ببعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن تساعد الأسرة المسلمة في الغرب باختلاف مستوياتها في الوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار؟
.

الشيخ ونيس:
1 - الشاب يتأثر تأثرا كبيرا بالقدوة، ومهما كان مستوى وعي وتطبيق الأسرة لدينها فعلى الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، في أخلاقهم في التزامهم في إحسانهم في معاملتهم لأنفسهم، في حبهم للخير لهذه المجتمعات. يجب أن يرى الشاب في أبيه وفي أسرته القدوة في النظام في النظافة في احترام الجيران في احترام القوانين في الإيجابية في عدم الإتكّال على المعونات، وعلى أن لا يكونوا هم اليد السفلى.

.2 - بيئة الأخلاء يجب أن نحرص على تقريب الصحبة الطيبة لأبنائنا، وذلك بوضع الشاب بين مجموعات كشفية، مؤسسات شبابية، كرة قدم، مناشط فنية وأدبية، سياحة ، ندفعهم بقوة أن يمضوا إلى هذه الجهات، بالدعم المادي والمعنوي. لابد من بذل شيء من المال لهذه المشاريع لأن الطبيعة تكره الفراغ كما يقول العلماء. الشاب إن لم يجد أين يصرف الطاقة في هذا الخير، وفي خاصة فيما يتعلّق باللهو المباح، لاشك أنه سيصرفها في مصارف السوء .
.3 – لابد للآباء أن يساعدوا ويشجعوا أبناءهم على أن يصارحوهم حتى بأخطائهم، لا يجعلوا بينهم وبينهم حاجر حتى ينمو الشاب خطأ ولا يكتشف إلا بعد فوات الأوان. يعني على الآباء أن يمارسوا مفهوم الصداقة مع أبنائهم بجانب دورهم الأبوي.
.

الحوار نت:إذا عدنا إلى وضعنا الآن في أوروبا نجد أن هناك مؤسسات إسلامية لا بأس بها نشيطة على الساحة، لكن هذه المؤسسات معظمها نسائية، فهي تهتم طبعا باليافعة أو بالفتيات، لكن إذا نظرنا إلى الفتيان من عمر 14 سنة إلى ما فوق لانجد مثلا مؤسسات رجالية تهتم به، والآباء منهمكون في عملهم خصوصا وأن طبيعة العمل في الغرب لا يتيح الفرصة حتى للأب أن يصلي كل الصلوات الخمس بالمسجد، ما هي النصيحة التي تقدّمها للآباء حتى يستطيعوا التوفيق بين العمل وبين الاهتمام بأبنائهم الفتيان فيما يخص التربية الإسلامية؟. وللتوضيح نأخذ أسرة نشيطة في مجال الدعوة بالغرب، وأقول مثلا الدكتور ونيس أخ له نشاطاته المتنوعة ويضطر إلى السفر إلى دول مختلفة، والأم هي الأخرى ناشطة في المؤسسات النسائية تهتم بالفتيات والأطفال، لكن الطفل من يعتني به؟ اريد أن أستمع رأي الدكتور ونيس: الأخ، الأب، الرجل...
.

الشيخ ونيس : هذا كلام أنا أؤيدك فيه ، وهذا شيء حقيقة يدمي قلوبنا وهذا شيء واقع، نحن الآن في اتحاد المنظمات الإسلامية على سبيل المثال عندنا مشروع وملف كبير اسمه استيعاب الأجيال وهذا يهدف إلى انتخاب هؤلاء الشباب ودمجهم في مناشط تربوية ودعوية وإدارية، ومحاولة تطوير أدائهم وتعريفهم بعضهم البعض، والقيام ببعض المناشط كالذهاب إلى مناسك العمرة والحج، السفر إلى اسطامبول وإقامة مخيمات، لكن أقول لك أختي بصراحة هذا فيه قصور كبير.وقد قلت مرة في أحد خطب الجمعة – وقد استغرب بعض الناس- أنا أرى أنّ بناء نادي شبابي في أوروبا أولى من بناء المسجد، المسلمون بطبعهم يدفعون الجنيه أو اليورو لبناء المساجد، لكن لا يقدّمون الدعم لبناء نادي – مثلا- وهنا تكمن الخطورة، السبب في هذا هو عدم الشعور بأهمية وخطورة هذا الامر، فأنا أعتقد أن أحد نقاط البدأ أن يبدأ خطباء المساجد ويبدأ الدعاة يركزون على هذا الموضوع ويوعّوا الناس على أن أي درهم أو أي جهد يبذل في اتجاه المؤسسات الشبابية هو هذا العمل الاستراتيجي البعيد المدى وهذا الذي سيحافظ على الهوية الإسلامية في أوروبا، لأن هؤلاء الشباب هم رجال الغد شئنا أم أبينا، وإذا نحن أهملناهم الآن قد نجد نتائج لا تخطر لنا على بال، يعني ليس فقط انحراف في الشهوات والسلوك، إنما سنجد في المستقبل انحرافا فكريا ليس بالأمر الهين والسهل، ولهذا يتحمل العلماء والدعاة مسؤولية توعية المسلمين في الغرب بأهمية هذا الأمر، فتدفع الصدقات والأموال والزكوات والجهود في اتجاه الشباب، يفترض أن يكون شعارنا في المرحلة القادمة هو العمل الشبابي.
أما بالنسبة للأب، فدعينا نعترف بشيء هناك محددات قاهرة في أوروبا مهما عملنا تبقى أوروبا هي غرب وبالتالي لسنا نحن في بلداننا العربية، فنحن نفتقد إلى الخال والعم إلى الخالة إلى الجد ، المسألة التربوية فيها إحداثيات كثيرة تحكمها لهذا نحن ننصح الآباء أن يجلسوا مع بعضهم البعض جلسات خاصة في فترات العطل، ويناقشوا هذه المسألة بطريقة علمية حتى يجدوا الحلول. أنا ضد أن نجد الحلول المنفردة يعني كل عائلة تجد حلّها وحدها: عائلة تجد الحل في الهجرة، عائلة تجد الحل في الانزواء عائلة تجد الحل في أن يدرس الولد اللغة العربية فقط ولا يدرس لغات أخرى، وآخرون العكس والثالث يريد أن يختلط بكل قوة والثاني ينعزل بكل قوّة.هذه الحلول الفردية تسبب نوعا من الاضطراب في قيادة هذه المسائل، لكن لو نجلس على طاولة ونتناقش حول هذا الموضوع أنا أعتقد أننا سنجد حلولا، مثلا أحد هذه المقترحات من أحد الإخوة أننا نرفع شعار العمّ المسلم والخالة أي أن نجد بديلا، نقول مثلا للبنت هذه خالتك أخت أمك يمكنك أن تسهري مع بناتها، لأنه كما يقول أحد أئمة المالكية الكبار الإمام سحنون يصعب على الأب أن يؤثر في ابنه وذلك لكثرة ما يرى خاصته، من كثرة ما يرى الإبن خصوصية الأب، أحيانا لا يتلقى منه لأن الابن يسمع أكثر من الغريب، فنحن علينا أن نفعّل هذه الوسائل التربوية.أيضا نحن لابد أن نتكامل فأنا عندي مثلا مال وليس عندي وقت، وأخي الثاني لديه وقت وليس لديه مال، فأخصص له قسطا من راتبي أنا وآخرون ويعتبر كوظيفة له ليدرس أبنائي ويربّيهم. لو وضعنا ايدينا في يد بعض وحددنا أهدافنا فسنستطيع التخفيف من هذه المشكلة ولا أقول سنتغلب عليها لأن أوروبا فيها محددات يستحيل كسرها في المدى القريب المنظور.
.

الحوار نت: فقه الأقلية المسلمة هو فقه حديث، لكنه لازال يحتاج إلى تطوير، هل للدكتور ونيس أن يحدثنا بموجز عن هذا الفقه، وما هي الوسائل لتطويره من وجهة نظرك؟
.

الشيخ ونيس: موضوع فقه الأٌقليات حدث فيه إشكال حتى بين بعض العلماء لأنهم فهموا المسألة خطأ وتحسّسوا من هذا المصطلح باعتبار أنه لا يوجد شيء اسمه فقه الأقليات أو فقه الاكثريات، فالفقه الإسلامي هو فقه واحد و بالمقابل نحن نقول لهؤلاء لا مشاحّة، في الاصطلاح ونحن نقصد بفقه الأقليات هو مراعاة هذا الظرف الذي تعيش فيه شريحة كبيرة من المسلمين في أرض غير أرضهم في أنظمة غير أنظمتهم لا سياسية ولا اقتصادية ولا ثقافية، هذا هو المقصود بفقه الأقليات.وإذا كان العلماء قديما قالوا لا ينكر تغير الأحكام بتغير الحال والزمان، فطبعا أيّ تغير أكبر من أن تعيش شريحة من المسلمين في الغرب، وهذه أول مرة يحدث في التاريخ الإسلامي أن تعيش شريحة بالملايين في أقطار ليست إسلامية، إذا هؤلاء لهم احتياجاتهم الخاصة لهم تحدّياتهم الخاصة لهم آمالهم لهم طموحهم لهم تركيبتهم المختلفة، تعدد مذاهبهم، تعدد لغاتهم، تعدد مشاربهم، إذا لابد لهذا الفقه أن يفكر في هذه الجماعة الجديدة ، ليس أن يأتي بأحكام ليست من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وليست على التخريج الفقهي الموجود في المدونة الفقهية، ولكن أن يراعي هذه الحالة الجديدة، أنا اعتقد أنها حالة يناسبها أن يكون لها اجتهادات جديدة على قواعد إسلامية.الآن مثلا موضوع لباس المرأة، موضوع المشاركة السياسية، موضوع المواطنة، موضوع الدخول في الجيوش هنا، موضوع الانتخابات والدخول في أحزاب أوروبية، موضوع التعاملات المالية في البنوك سواء فيما يتعلق بالقروض، موضوع الأطعمة والألبسة، الموضوعات الاسرية، الجيران....ألخأيضا النظرة إلى المسلمين كجماعة، هذه الضرورة الجماعية ، الفقه الإسلامي عادة ما يعالج الضرورة الفردية والحاجة الفردية يفتي للفرد ، لكن هل يمكن أن ننظر إلى الضرورة الجماعية والحاجة الجماعية للمسلمين هنا ، كيف نقوي هذه الجماعة، كيف يفتي الفقيه والمفتي بما يقوّي هذه الجماعة ولا يضعفها، كيف تكون الفتاوى تصبّ في الحفاظ على الهوية المسلمة، أنا أعتقد أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث هو إضافة علمية عظيمة ليس فقط للجالية المسلمة في الغرب بل للتيار الفقهي والفكري الإسلامي بصورة عامة.
كثير من المنتديات والأقطار الشرقية تنتظر الإصدارات التي يصدرها المجلس الفقهي للإفتاء، لماذا؟ لأنه يعالج قضايا المسلمين الفقهية في الغرب، بما فيها الحقيقة من حاجات وصعوبات وتغيرات في الحال والمكان.نأتي للشق الثاني من السؤال فيما يتعلق بتطور فقه الأقليات المسلمة في الغرب، يمكن أن أقول كيف نطور الفقهاء، وليس الفقه لأن بتطور الفقهاء سيتطور إنتاجهم الفقهي، لكن الفقه له أصول نحن لابد أن يكون لنا اتصال بالأصل ومعايشة للعصر، نوازن بين الاصل بالتراث بأدله الفقه كتابا وسنة وإجماعا وقياسا وطرق الاستنباط وبين الاتصال بالعصر معايشة الواقع ومعرفة الواقع السياسي ومعرفة الواقع الثقافي والاقتصادي، فتطويرنا للفقيه الذي يعيش في الغرب سيلزم منه تطور لهذا الفقه، نحن مشكلتنا أن الفقهاء هنا مازالوا مرتبطين بثقافة الشرق ، وبظروف الشرق، بقضية أن هذا كافر لابد أن تقاطعوه وتعتزلوه ولا تبني دولته ولا تتعامل معه بأرحية، وأن تربي المسلمين هنا بأن تعدهم على أن يتركوا هذه الأوطان، هذا يختلف والفتوى هنا ستكون مختلفة.وقضية هنا سدّ الذرائع مازال هنا بعض الفقهاء يعيش دائما يقدّم سدّ الذرائع وكل شيء يمنحه مبكرا فيحارب بكل قوة، حتى لا يقترب إلى البنت في كل المناشط، فيعتبر هذا حرمة بينما نحن في هذه المجتمعات - كما ترين وللأسف- مبتلية بشيء أكبر من الاختلاط. أنا أعتقد لو راعى الفقيه كثيرا من الأمور وتفهّمها حق التفهم فهذا يساعد في تطوير هذا الفقه.
.

الحوار نت: هل نجحت المنظمات الاسلامية العاملة في الغرب إبعاد الهاجس الأمني وامتصاص الريبة الكبيرة لدى سلطات هذه البلاد؟
.

الشيخ ونيس: الخوف الموجود هذا أو الإسلامفوبيا الذي ساهم في تكريسه وفي إبرازه على السطح عدة عوامل، ونحن لا نستطيع أن نقول إننا نجحنا، لابد من تحديد معيار للنجاح، كما لابد من معرفة الاسباب التي جعلت هذه الظاهرة تخرج على السطح لأن لها أسبابا متعددة، منها أسباب داخلية من المسلمين أنفسهم لابد أن نعترف بهذا، ومنها أسباب خارجية.الأسباب الداخلية تصرفات بعض المسلمين السلوكية أو أسلوب خطابهم وتصريحاتهم والفتاوى التي يصدرونها. أما الأسباب الخارجية قد تكون بسبب الفهم الخاطئ للآخر، أو التشويش المقصود من بعض أعداء الإسلام محاولة تكبير نموذج الخطأ فهم يكبرونه والخير يسترونه ويحاولون التعميم عبر وسائل الإعلام إذا ما حدث خطأ ما من احد المسلمين، لكن لابد أن نتعاون جميعا، لأنني أعتقد أن الإعلام له دور في تخفيف هذا. من فترة قصيرة كان لدينا مؤتمر الحوار والتفاهم بين الأديان في البرلمان السويدي، مثل هذه المؤتمرات التي تفسح المجال لحوار قادة العمل الإسلامي في أوروبا وعلمائه مع القساوسة الأوروبيين ومع اساتذة الجامعات ، هذه آلية من آليات تخفيف الاحتقان والتخفيف من هذه الظاهرة عند الناس، لأنهم مرعوبون من الإسلام. لأن الإسلام يعني لهم أحداث 11 سبتمبر أو أحداث لندن.لكن أنا أعتقد إن شاء الله أن هذه الظاهرة في طريقها إلى التغيير إذا اتحد المسلمون ، خصوصا إذا كانوا قدوات حسنة في الشارع الاوروبي. وأخيرا أختم بشيء – وهذه فرصة بالحوار نت ليطلع عليها البعض – أنا اريد أن أحمّل الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية الكبيرة في هذه الظاهرة وفي التخفيف منها لا يجوز لهذه الحكومات الإسلامية أن تترك رعاياها في هذا الخطر المحدق بهم وبحتى دولهم، لأن أي شيء يحدث هنا سينعكس على الشرق، وبالتالي لابد أن يكون لهم دور عبر الحوار مع الساسة والوزراء والسفراء، عبر الأمم المتحدة لسن القوانين لمحاسبة الإعلام المغرض لدعم الجالية معنويا وماديا. فلابد أن يكون لهم دور فلا يتركوا المسلمين في الغرب باعتبار أن هذا أحد واجباتهم ومسؤولياتهم.
.

الحوار نت: أيهما الأصوب والأولى دعوة الآخر أم حواره لإيجاد نقاط إلتقاء والوصول إلى القواسم المشتركة؟
.

الشيخ ونيس : الحوار أحد اساليب الدعوة. لأن الدعوة مفهوم واسع فيمكن أن تكون بالقدوة، يكون بالكلمة المكتوبة وبالكلمة المسموعة ويكون بالصورة المرسومة. لكن لاشك أن الحوار يبقى من أعظم الوسائل في الدعوة، والله عز وجل لما جاء للموافق لنا قال: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}. لكن عندما جاء للمخالف لم يقل حسنة قال: { وجادلهم بالتي هي أحسن}. فلابد في الحوار أو الجدال ان يكون بالتي هي أحسن، من الناحية العلمية الموضوعية، نستند على الحقائق لأن الأوروبيين لا يستهويهم الأسلوب العاطفي كثيرا في الحوار، بل يريدون حقائق، يريدون معلومات، يريدون أرقاما، ويريدون أسلوبا في الخطاب، أسلوبا موضوعيا أسلوبا متأدّبا لا يستفز الغير، الأسلوب الذي علمنا إياه القرآن: { إنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، لم يعلّمنا أن نقول نحن فقط على هدى ، هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يشك؟ لا، لكن هذا أسلوب في الخطاب، أسلوب في الحوار.{قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}. أريد أن أقول أن الأوروبيين يسمعون عنا، فنقول لهم تعالوا واسمعوا منّا. فالحوار بلا شك هو أسلوب ومبدأ أساسي وأسلوب من أساليب الدعوة.أنت سألت هل الأولى الدعوة أم الحوار أنا أقول لا، فهما ليس بينهماالأصوب، فالدعوة بين المسلمين والحوار مع غير المسلمين يهمنا جدا الحوار مع الساسة وغيرهم، ولا ننسى الدعوة غير المسلمين من الانطلاق من نقاط الالتقاء، نجلس مع بعض نحارب الإدمان، نجلس مع بعض نحارب الإجهاض، نحارب الظلم، نحارب فساد البيئة، نحارب الشذوذ، هناك نقاط متعددة، ومحاور وملفات كثيرة يمكن أن نلتقي فيها، يمكن أن تكون هي بداية الانطلاق إلى الدعوة.أحيانا يكون عندنا كمسلمين في مفهوم الدعوة بعض الغبش، سيدنا موسى عليه السلام كيف كان مدخله الذي به وصل إلى الزواج، ولهذه النساء وللدعوة، مدخله خدمة اجتماعية كان يقدمها في المجتمع – سقى لهما ثم تولّى إلى الظل – السقيا هي خدمة اجتماعية تطوع بها حينما رأى أن هذه النساء كانت ضعيفة ولا تستطيع أن تزاحم الرجال، فكانت هذه الخطوة فاتحة خير له. خدمة المجتمع تفتح شهية المدعو حتى يستمع إليك، نحن نريد أن نتكلم عن الدعوة من علم، نحن أصحاب الحق ولابد للآخر أن يستمع إلينا، لابد أن ننزل إلى هذه المجتمعات ونقدّم لها شيئا، ماذا قدمنا لأوروبا؟ لابد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال! حتى يستمعوا منا، هم لا يرون فينا إلا التخلّف وسوء النظام وتلقي المساعدات. فالدعوة إذا ليست كلمات تقال من على المنابر.
.

الحوار نت: كلمة أخيرة
.

الشيخ ونيس : أريد أن أؤكد على الناس الذين يقرأون في الإنترنت، لأن يعتبر النت والفضائيات أصبحوا اليوم هم العين وهم القلب وهم السمع، هم أغلب حواس المتعلم، لذلك لابد أن توليه اهتماما، لذلك أتمنى من الإخوة سواء الذين يعملون معكم في هذه الصفحة وفي غيرها من الصفحات الجادة أن يستشعروا مسؤولياتهم أمام هذه الوظيفة العظيمة ويستشعروا مسؤولية الكلمة، فهي ليست حشوا ليست ملء فراغات ومربعات وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الرجل يقول كلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تودي به في نار جهنم سبعين خريفا"، فكذلك أنا أقول رب مشرف أو كاتب يضع كلمة لا يلقي لها بال قد تودي به بالفعل، لماذا؟ لأن هذه الكلمة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم على ذاك الرجل قالها في مجمع بسيط صغير، لكن الكلمة التي تكتب في الإنترنت يقرأها ربما الملايين، وسيتحمل مسؤولياتها من قالها ومن دوّنها ومن أخرجها للناس. وبالمقابل أنا اغبطكم على هذا الأجر العظيم تنقلوا الخير للناس تنقلوا إليهم المعرفة كما هي، تعرفوا الناس توعّوهم تخبروهم بما يجري في العالم، طبعا هذا أجره عظيم. وأضيف شكري على هذه المقابلة.وأخيرا كلمة للجمهور الذي ربما يقرأ عليكم ألا تنظروا إلى الناس المسلمين بصورة مجزّأة الإسلام ينتصر كل يوم يكسب جولة، ولكن ليس بالضرورة بلغة الملاكمة أن ينتصر بالضربة القاضية وإنما أن يكسب في نقاط، ونقاط عظيمة وكبيرة قد لا يستشعر بها المواطن العادي لمّا يرى انتفاش الباطل ويرى المسلمين مستضعفين في بعض الأرض وجوعى ومظلومين، لا لا الإسلام بخير ويملأ فراغات كبيرة جدا، فعليكم أن تتسلّحوا باليقين وبالأمل، ولا نيأس ولا نشعر أن عملنا ضائع، الكاتب لابد أن يحس أن كتابته لا تضيع سدى وسيكون لها أثر، والمنفق كذلك والداعي في جوف الليل. لابد ان يكون لدينا اعتزاز بديننا، لابد أن يكون لدينا أمل.
.

هناك 7 تعليقات:

  1. 1. شهيدة لخواجة 9 May 2008

    بوركت اختي فوزية على هذا الحوار النافع المفيد فلقد تعلمت من خلاله أمورا كثيرة كنت اجهلها عن واقع المسلمين بالخارج.كما لا يفوتني ان اشكر فضيلة الدكتور ونيس المبروك على حواره الجاد المثمر ان شاء الله دمتم للاسلام والمسلمين اعلاما ومصابيح يستضاء بها وفي انتظار حوار آخر يزيدنا علما وافادة ومعرفة

    تحياتي واحترامي

    شهيدو لخواجة - مراكش - المغرب

    ردحذف
  2. 2. mohamed salah 10 May 2008

    merci Fouzia c est tres bien

    ردحذف
  3. ...
    3. عبد العزيز 10 May 2008


    بارك الله في السيدة فوزية فقد عرفت جمهور الزوار بالشيخ الفاضل والمحبوب الدكتور ونيس ننتظر المزيد من الحوارات الأخرى الناجحة.

    ردحذف
  4. 4. عبدالقادر 10 May 2008

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مرّة أخرى، تتقدم إدارة الحوار نت بالشكر الجزيل الى الأخت الفاضلة فوزية على الجهد المتميز التي بذلته من أجل تحقيق هذه الحوارات.ومما لا شك فيه أن الإستفادة حاصلة بإذن الله من خلال تعريف قراء موقعنا بالشيخ الفاضل : ونيس المبروك
    نسأل الله أن يكتب جهودها في صحف أعمالها مع التحية والتقدير عن إدارة الحوار نت عبد القادر

    ردحذف
  5. 5. mahmoud 11 May 2008

    merci ma soeur fouzia et salam pour le schikh mabrouk

    ردحذف
  6. 6. عبدالحميد العدّاسي 13 May 2008

    لا بدّ من وجود حلّ لعزوفي عن قراءة النّصوص الطويلة التي قد أخزّنها ولا أقرأها! فإنّ هذا العزوف قد حرمني من الاستفادة من الدرر الثمينة التي قد تنثر خلال تلك النّصوص. ولقد كان هذا الحوار الممتع المفيد من بينها لولا نصيحة أخ فاضل كريم دعتني إلى استعجال تصفّحه.قلت: كان الحوار ممتعا حقّا ومفيدا على المستوي التاريخي والتربوي والإجتماعي والدعوي والفقهي... نصائح ثمينة أمدّنا بها الداعية الكريم والنّاشط الواعي الشيخ الشاب ونيس مبروك، الذي وجدته معروفا لدى ابني وبنتي الشّابين ليحرزا عليّ بذلك سبقا أحسدهما عليه. ولعلّي لا أخطئ إذا أكّدت على لباقة الأخت فوزية محمد، التي استطاعت، بترتيب الأمور لديها وبنظرتها الثاقبة إلى أمّهات الأمور التي تشغل المسلم وربّما تؤرّّق الأسرة في ديار الغرب، استطاعت استخراج أكثر ما يمكن من الفائدة من محاورها الشيخ الشاب... فبارك الله في علم الشيخ ونفع به، وبارك الله في فوزيّة وجعلها من الفائزين...

    ردحذف
  7. 7. الهاشمي 15 May 2008

    بورك فيك وفي جهدك اختي فوزية وجاز الله الشيخ ونيس عنا خير الجزاء ،كما اتقدم له بطلب ان لا يغفلنا من حين الى آخر بموعظة نرتوي منها وبارك الله في جهد الجميع وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم .

    والسلام

    ردحذف