الاثنين، 9 مارس 2015

اليوم العالمي للمرأة بنكهة خاصة

اليوم العالمي للمرأة بنكهة خاصة 



بينما تُكرّم المرأة هنا وهناك وحول العالم بأجمعه في ذكراها العالمية وتُعزف لها أجمل الألحان، وتُطرب آذانها بأرقى الكلام، تتعرض نساء أخريات إلى انتهاكات واسعة، جسدية ومعنوية، في أنفسهن وفي أسرهن.
نساء يكابدن صنوف من الحرمان يصعب الحديث عن فظاعاتها عبر بعض الاسطر الوجيزة  فلم يستثن الحرمان والمعاناة شريحة دون أخرى، أو مكانا دون آخر، حيثما حللت وجدت المرأة تتعرض لأشكال مختلفة من المشاكل، من قبيل الابتزاز والحرمان والعنف والاستغلال.
لكن تبقى مركزية المعاناة  من نصيب المرأة في العالم الثالث، التي مازالت تخضع لانواع نادرة من القهر خلناها انقرضت منذ عقود.
ومن أجل الانخراط في الدفاع عن المرأة وحقوقها والتعريف بمشاغلها، قدمت العديد من المؤسسات النسائية الاسلامية في أوروبا، وعلى هامش ذكرى اليوم العالمي للمرأة جملة من المواد والمناشط  تتماشى والمناسبة، وتهدف إلى تسليط الضوء على ما تتعرض إليه المرأة المسلمة في أوروبا من مضايقات في أشكال مباشرة وغير مباشرة، حيث مُنعت من مباشرة عملها بكل حرية خصوصا في مجال التدريس ليس لشيء إلا لأنها ترتدي الحجاب، في ممارسات عدائية تهدف إلى تضييق  هامش حرية الاعتقاد وممارسة واجباتها الدينية، لم يقتصر التضييق على التدريس بل تجاوزه ليصبح تضييقا في المجال التعليمي والاقتصادي  ، ما يستهدف استمرار تهشيم إرادة المراة المسلمة.
هذه التحديات وغيرها دفعت بالمرأة المسلمة في أوروبا إلى الاحتفال بيومها العالمي بطريقة مختلفة، طريقة غلب عليها جانب الدفاع عن حقوقها وعن حقوق كل امرأة مضطهدة خاصة في الدول الإسلامية والعربية، كل هذا على حساب الاحتفال والبهرجة  والترفيه، تجسد ذلك من خلال عقد لقاءات وندوات بحضور ناشطات سياسيات، فكانت العديد من المبادرات، أهمها ما قام عليه المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة، حيث نظم فعالية متميزة  بالعاصمة البلجيكية  بروكسيل، شاركت فيها نساء ممثلاث لمؤسسات حقوقية ومدنية، طالبت من خلاله بحماية المرأة المسلمة في أوروبا، نظرا لما بات  يتهددها من أخطار بسبب ارتفاع حدة الكره والعداء ضد المسلمين فيما يسمى بالإسلاموفوبيا.
نفس الموضوع كان محور اللقاء الذي نظمته الأحد جمعية النور بفلينسيا الاسبانية، حيث ألقت السيدة امبارو شانشيز روسيل الرئيسة السابقة للمركز الثقافي الاسلامي في فالنسيا محاضرة حول التدابير لمواجهة الإسلاموفوبيا في المجال المؤسسي والتشريعي، لتتطرق المحاضِرة الثانية السيدة باربارا رويث إلى الجانب الاجتماعي، وتعتبر باربرا أحد المشارِكات في وحدة مواجهة الإسلاموفوبيا في اسبانيا والتي ترأسها امبارو سانشيز.
فعاليات اليوم العالمي للمرأة المسلمة في اوروبا
                                 فعاليات اليوم العالمي للمرأة المسلمة في اوروبا

أما النساء المسلمات في بريطانيا فقد نظّمنَ بهذه المناسبة وقفات في ثلاث مدن لإيصال أصواتهن إلى المجتمع الدولي، مُعبِّرات عن رفضهن إهانة المرأة في الدول العربية خصوصا وانتهاك حرماتها ومنعها من أبسط حقوقها، وقد تخللت الوقفات رفع صور ولافتات بلغة البلد. 
فيما أرسل نساء إيطاليا وبالتحديد من ميلانو في اليوم العالمي للمرأة رسالة إلى مجتمعهم وإلى الإعلام عبر لافتات كتبن عليها: "نعم للمحبة والتعايش السلمي والحوار والتعارف والحرية، ولا للإسلاموفوبيا،، لا للعنصرية"، "أريد أن أعمل بحجابي". شعارات عبّرت عن موقفهن وعلى أنهن جزء من المجتمع الإيطالي.
 هي محاولة بسيطة ومعبرة من المرأة المسلمة في الغرب لطرح مشاكلها والحديث بصوت عال عن مشاغلها وهمومها، فضّلت أن تتجنب الاحتفاء بما تحقق لأنه لم يصلها منه الكثير، ففي كل سنة تُزيّن الوعود كل مراسم الاحتفالات بهذا اليوم،، وكأنها فرقعات رأس السنة تزين الآفاق بأجمل الألوان والأشكال، لكن لا تجد لها أثرا على أرض الواقع، فآثرت أن تخوض في النواقص الكبيرة والشاسعة، التي تمس الحقوق الأساسية، بينما انشغلت العديد من المنظمات النسائية الأوروبية بطرح مطالب لا تتعدى الشق الثقافي.

هناك 3 تعليقات:

  1. تغطية اعلاميه ناجحة يادكتورة فوزية وخصوصاً انك وضعت الاصبع على الوجع عندما صورت الفرقعات الإعلامية في العالم الغربي بهذه المناسبه تلك التى نشهدها للترفيه وليس للاصلاح والترميم وجزاك الله خيرا وننتظر المزيد من الدرر

    ردحذف
  2. لتفاتة حسنة
    مع الاسف هذا واقعنا وواقع سياسات بعض الدول ومواقفها من الاسلام والمسلمين والمخصوص بالذكر المرأة المسلمة
    حياك الله دكتورة ومزيدا من العطاء ان شاء الله
    موفقة بإذن الله

    ردحذف
  3. يتحدثون عن انهم بلاد الحريات والديمقراطية لكن هذه الشعارات تتوقف عندما يتعلق الامر بالاسلام
    سيتعبون كثيرا وهم يحاولون طمس او تحطيم معتقداتنا
    لكنما سنواجههم ياخلاقنا الاسلامية التي تستمد قوتها من ديننا العظيم دين الرحمة زالتعايش والشورى والاحسان الى المسئ
    ليتهم يعلمون حقيقة الاسلام .

    ردحذف