الأحد، 14 مارس 2010

الدكتور منير شفيع الديب ضيف حوارنا

.
.
.

يأتي هذا الحوار في إطار سلسلة الحوارات التي قمنا بها لإعداد ملف غزة بعد مرور عام على اجتياحها
.
.
الدكتور منير شفيع الديب ضيف الحوار نت
.
"الحرب في غزة لم تنته بعد"
.
.
د. منير شفيع الديب متخصص في الجراحة العامة والجهاز العظمي واستشاري جراحة في المستشفى الجامعي لمدينة كاسل بألمانيا.
كان الدكتور منير في قلب غزة خلال الحرب عليها وذلك خلال فترة امتدت من 12-01-2008 إلى 20-01-2009 . دخل إلى غزة مع فريق طبي فرنسي، وعمل كجرّاح في المستشفيات المختلفة لقطاع غزة
.
.

الحوار نت: هلا حدثتنا دكتور منير عن الحالات التي شاهدتها في مستشفيات قطاع غزة وما تقييمك لها؟
.

الدكتور منير الديب: مشاهدتي خلال عملي في مستشفيات قطاع غزة أجملها في النقاط التالية:
غالبية الحالات التي تمّ معالجتها والتي وصلتنا إلى المستشفيات هي حالات بَتر للأطراف السفلى في معظمها كانت حالة بتر للساقين، بالإضافة إلى البَتر كان هناك تهتّك في الأنسجة للأطراف، كما أن معظم الحالات التي وصلتنا كانت مصابة بعدّة مناطق من الجسم مما اضطر فرق جراحين عدة أن تتعامل مع نفس المريض!.
وبالنسبة لحالات إصابات الأطفال كانت غالبية الإصابات متقدمة جدا في الرأس وكثير من حالات الأطفال فُقدت بهذه الإصابات.
ما شاهدناه في مستشفى القدس التي عملت فيه لمدة يومين، مشاهدات شخصية وثّقناها بالصور وهي أن الجيش الإسرائيلي هاجم المستشفى بطريقة مباشرة وأصاب المستشفى في عدّة أماكن منها مبنى المخازن ومنها صيدلية المستشفى ومنها مبنى الاسرة، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم تماما بإحداثيات المستشفى، وكنا قد أرسلنا عدة نداءات استغاثة، لكن لم يسمع نداءنا اي أحد.
الوضع في غزة كان أكثر من مأساوي بشهادة كل الأطباء الأجانب الذي عملوا هناك. أما بالنسبة لنوعية الإصابات فقد أجمع كل الاطباء ومنهم خبراء حرب أن الإصابات التي تعامَلنا معها إصابات غريبة من نوعها ولم تكن بسبب أسلحة تقليدية مما يدلّ على أن هناك أسلحة غير تقليدية استخدمت في هذه الحرب ومن مشاهدتنا الشخصية استخدام الفسفور الابيض وقد وثقنا ذلك كذلك بالصور.
الوضع الصحي والوضع الإنسان في قطاع غزّة يتطلّب منا كأطباء على مستوى العالم مجهودات كبيرة، لأن الحرب في غزة لم تنته بعد، ومخلفات الحرب قد تكون بنفس الخطورة لما واجهناه خلال الحرب. وقد تكون أكثر لأننا لا ندري حتى الآن ما هي المخلفات طويلة المدى لهذه الحرب والتي ما زالت قيد البحث.
.

الحوار نت: وماذا عن حالة المصابين وأهليهم النفسية؟
.

الدكتور منير الديب: لقد تحدّثنا إلى عدد كبير من العائلات وإلى كثير من الأاطفال الذين لجأوا إلى المستشفيات للاحتماء من الغارات الإسرائيلية وقد وجدنا من مشاهداتنا واستنتاجاتنا أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية تبلغ إلى 80% من أطفال غزة. كثير من هؤلاء الأطفال أصبح يتبول لا إراديا على نفسه ليلا، كثير من هؤلاء الأطفال يحتاجون عناية نفسية وعلاج نفسي من مخلّفات هذه الحروب، كثير من هؤلاء الأطفال يعانون من حالات الخوف المرضي المختلف.
.

الحوار نت: وكيف كانت معنويات الأهالي في غزة اثناء القصف؟
.

الدكتور منير الديب: برغم كل هذه الإخصابات، ورغم كل هذه المعاناة والتضحيات إلا أنه وجدنا أن معنويات الناس في غزة مرتفعة وأن أكثر ما يتردد على ألسنة هؤلاء الناس " الحمد لله رب العالمين" و" أننا سنبقى صامدين على أرضنا وفي بيوتنا ولن نغادر فلسطين بعد اليوم".
.

الحوار نت: من وجهة نظرك إلى ماذا يحتاج أهل قطاع غزة ليومنا هذا؟
.

الدكتور منير الديب: أول ما يحتاج أهل غزة هو فك الحصار لأن الناس في غزة لا يعيشون ظروفا إنسانية لأنهم يفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة، يفتقدون إلى الماء النظيف يفتفقود الغاز للطهي، يفتقدون الكهرباء يفتقدون الطعام، يتوقون إلى الحرية، يتوقون إلى أن يعيشون بكرامة وإلى أن يُعاملون من المجتمع الدُّوَلي كبشر لهم كرامة وأن يعيشوا مثل باقي الشعوب. .
لا ننسى أنه يعيش في قطاع غزة مليون ونصف شخص حسب الإحصائيات يحتاجون هؤلاء الناس يوميا إلى 360 شاحنة من شتى المواد الغذائية والمعونات فإذا قارنا ذلك بما يصل اليوم من مساعدات إلى غزة بشكل متقطع فإن هذا لن يكفي ولا يسُدّ أي رمَقِ لأهل غزة.

.
http://alhiwar.net/lib_photos/photos/Gazza/mounir%20doc.png
.

حوار فوزية محمد

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق