الأربعاء، 10 مارس 2010

الأستاذ شكيب بن مخلوف في لقاء معنا

.
.

.
.
يأتي هذا الحوار في إطار سلسلة الحوارات التي قمنا بها لإعداد ملف غزة بعد مرور عام على اجتياحها


الأستاذ شكيب بن مخلوف في لقاء مع الحوار نت

رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا



"ضروري أن نكسِر الحصار المضروب على أهل غزة"
.
.
نستضيف اليوم الأستاذ شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا لنتعرف من خلاله عن رحلة الوفد الذي مثل مسلمي أوروبا والذي سافر باتجاه غزة لدعم إخواننا في غزة ماديا ومعنويا.
.

الحوار نت: كيف جاءت فكرة السفر إلى قطاع غزة؟
.

الأستاذ شكيب: كلنا كان يتابع أحداث غزة غير الأخلاقية، تلك الحرب الدّائرة بين أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط وأضعف حكومة في المنطقة بعد أن أحكمت محاصرتها لمدة تزيد عن السنة والنصف من قبل مختلف الحكومات الموجودة في المنطقة، وبعد حصار دام سنة ونصف على أقل تقدير تأتي القلة العسكرية الفعلية لتهاجم جوّا وبحرا وبرّا، أمام هذه الصورة تحرك المسلمون بل تحرك كل أحرار هذا العالم، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا كأكبر مؤسسة إسلامية تمثل المسلمين بأوروبا، الواجب الشرعي يملي علينا أن نقف مع المظلوم بغضّ النظر عن لونه أو دينه، كما أردنا أن نُعبّر عن وقوف المسلمين في أوروبا مع إخوانهم في غزّة، وهذه الوقفة ستساعدهم على الصمود في وجه الغطرسة الإسرائيلية.
فناقشنا موضوع السفر في يوم واحد واتخذنا القرار وبدأنا في التحرك والاستعداد في اليوم الثاني وابتدأنا السفر في اليوم الثالث، ولاحظنا أن الله سبحانه وتعالى بارك في هذه الحركة، منذ اتخاذ القرار إلى وصولنا إلى معبر رفح، كان الأمور سبحان الله كلها ميسّرة، نحن انطلقنا من مختلف الدول ووصلنا إلى مصر وهدفنا هو أن ندخل إلى غزة ونقابل المسؤولين خصوصا على المستوى الطبي والإغاثي كما نريد أن نطلع على الواقع هناك، وأن نحمل صورة لمسلمي أوروبا لما يحصل هناك، طبعا أن الصورة الحية تختلف تماما عن الصور التي نتابعها على القنوات الفضائية، هنا اريد أن أقول أننا كنا في معبر رفح المصري وبعيدين عن معبر رفح الفلسطيني بكيلومترات، سبحان الله كان المنظر بالنسبة إلينا نحن الذين نعيش في اوروبا وما عشنا أجواء الحرب قلت كان المنظر بالنسبة إلينا منظر رهيب جدا، فالقصف كان شديدا جدا فعندما يتم قصف الصواريخ تشعر بأن الأرض تهتز من تحت رجليك، سمعنا أن هناك بعض البيوت في رفح المصرية كسرت زجاج نوافذها من قوة صوت القذائف في الجناح الفلسطيني، التقينا ببعض الجرحى من غزة في المستشفى وحوله تعلمنا منه الشيء الكثير رغم أننا نسمع بذلك عبر القنوات ومن الأشخاص إلا أن التجربة الشخصية تختلف كل الاختلاف، سبحان الله بالنسبة لنا ما رأيناه أعطانا انطباعا أن هذه الأمثة وهؤلاء الناس – الجرحى- لا يختلفون كثيرا عن أولئك الذين عايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم أو جاؤوا من بعده، رضوان الله عنهم.

لذلك – بالنسبة لنا- فإن هذه الحرب لا تقل شأنا عن غزوة بدر! لأن في هذه الحرب فلق بين الحق والباطل، ومعركة غزة أو الحرب على غزة سيكون لنا معنى آخر إيجابية على المسلمين في كل مكان. ولا حظنا أيضا أكثر المقطوعة رجله وتجد هذا الطفل الذي يبلغ من العمر 10 أو 12 سنة يتكلم كلاما أكبر من سنه، طبعا لان المحنة جعلتهم ينضجون بشكل مبكّر. رأينا معظم الجرحى يتمنون أن يعجّل شفاؤهم ليعودوا إلى أرضهم غزة، سبحان الله كل الذين رأيناهم هو حريصون على العودة إلى غزّة.. وهنا يظهر لك حجم الدعم الذي تحضى به الحكومة الفلسطينية، وإلا كانت تكون هذه فرصة لكل من يتركون قطاع غزة بالهروب مما هو فيه..يحاول بشتى الأساليب..
.

الحوار نت: ما الشيء الذي أثر فيك كثيرا؟
.

الأستاذ شكيب: صمود هؤلاء الناس، صبرهم على ما أصابهم، الأم تحزن لعدم استشهاد هذا الإبن أيضا، أناس مقطوعة أرجلهم ومنهم هذا الشرطي الذي أصيب في أول ضربة فقد كان يتمنى أن يشفى حتى يعود مرة إخرى إلى عمله. في أم فقدت أربعا من ابنائها استشهدوا وكانت مع أحد أبنائنا فتقول أنها حزينة على هذا الإبن، فعندما سمعنا تصريحها هذا تأثرنا به كثيرا، فأردفت قائلة أنني أحزن عليه لانه لم يستشهد مع إخوانه، فترى هذه المناظر الخارقة والأصل أن ما اعتدناه من الناس في الكوارث هو التطيّر بما اصابهم والتشاؤم في ما سيكون عليه وضعهم المقبل، لكن هؤلاء صابرون ويستبشرون بالنصر وعندهم ثقة في الله سبحانه وتعالى، لديهم عزيمة قويّة وصبر متين بالنسبة لنا كما قلت هو أمر غير عادي إذا ما قارناهم بعامة المسلمين اليوم!..
.

الحوار نت: وصلتم إلى معبر رفح ولم يسمح لكم ولقوافلكم بالدخول، فما هو سبب الرفض؟
.

الأستاذ شكيب: وصلنا إلى معبر معبر رفح وكان معنا أربع شاحنات مليئة بالأدوية، في أول الأمر لم نستطع إدخالها محملة كما هي، وبعد استفسارنا عن الأمر وقيامنا بكل ما يجب القيام به سُمح بدخول المواد التي كانت تنقلها قوافلنا وتمّ شحنها على شاحنات فلسطينية.
وكان هذا هو الأمر السائدا هناك، فقد كان يسمح فقط يسمح للقافلات الفلسطينية بعبور معبر رفح الفلسطيني بعد تحميلها بالمساعدات الطبية والإغاثية التي تصل عبر معبر رفع المصري، وأظن أن هذه كانت قوانين متفق عليها بعد المسؤولين..
.

الحوار نت: لما سمحوا بدخول المواد ولم يسمحوا بدخولكم؟
.

الأستاذ شكيب: سمعنا أنه حرصا علينا لم سمح لنا بالدخول خصوصا وا، القصف كان آنذاك في أوجه.. فقد كان المعابر مقفولة في هذا الوقت حتى لا يصاب العابرين بأي أذى.. رغم تأكيدنا بأننا نتحمل مسؤوليتنا في ما يتعلق بحياتنا. لكن لم يسمح لنا رغم كل هذا بالعبور معبر رفح، كما وأنه كان هناك وفد من اليونان كان به برلمانيين وصحافة وكان عددهم يصل الثلاثين شخصا وهو الآخر لم يُسمح له بالدخول إلى غزة. ربما يكون سُمح لهم بعد ذلك بعد انتهاء الحرب بالدخول إلى غزة، لأننا انتظرنا هناك لمدة ثلاثة أيام..
.

الحوار نت: رغم أن مؤسسة اتحاد المنظمات الإسلامية عضو في المجلس العالمي للدعوة والإغاثة؟
.

الاستاذ شكيب: وجودنا بمعبر رفح يعتبر رسميا بحكم مؤسستنا والرفض جاء على إثر الحرب التي كانت هذه الأيام على أشدّها وربما كانت هناك حسابات أخرى. بالنسبة لنا كان من أهدافنا أن نُسجّل موقفا وهو أن مسلمين أوروبا مع أهل غزة، وأننا نرفض بشكل كامل هذا الاعتداء كما وأن هذا الأمر كان في هذه الأثناء أولوية من أولويات اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لدعم غزة.
.

الحوار نت: كلمة للمسلمين في الغرب لدعم أهل غزة والقضية الفلسطينية عموما.
.

الأستاذ شكيب: الحمد لله الذي وفق أهل غزة أن ينتصروا في هذه المعركة، لكن الوضع الآن هو أصعب مما كان عليه سابقا وهناك مؤامرات تحاك بشكل كبير من العدو القريب والبعيد وتحتاج إلى وقفة مشرفة للمسلمين، لأن القضية خرجت الآن من الإطار الرسمي إلى الإطار الشعبي.
ويجب على عامة المسلمين بكل شريحتهم علماء وفقهاء وكتاب وسياسيين ودعاة وإعلاميين وعامة المسلمين والتجار والحرفيين والأطباء يحتاجون إلى وقفة لأن المعركة الحالية هي معركة ذات طابع سياسي طابع إعلامي الاستمرار في الطالبة بإعادة الإعمار الذي تعسّر كثيرا بسبب التضييقات على قطاع غزة ويحتاجون على الدعم على مختلف الواجهات
.

الحوار نت: بماذا تنصح المسلمين بالغرب واستمر فيه كمسلمة بالغرب؟
.

الأستاذ شكيب: على المستوى الإعلامي: لابد من التحرك إعلاميا بشتى الوسائل المتاحة وليس فقط على المستوى المؤسسي بل كذلك على مستوى الأفراد وأن نحمل هذه القضية ونستمر في حملها، فوجود 15 مليون مسلم في غرب أوروبا و15 مليون في شرق أوروبا وعشرون مليون في روسيا يعني 50 مليون مسلم سيدعم القضية.
كما وأن الإعلام الغربي حقيقة هو تجاه هذه القضية إعلام غير عادل وسيءٍ وبالتالي لا يحمل الصورة الحقيقية لعامة الأوروبيين، فواجبنا يُملي علينا أن نتحرك إعلاميا بشتى الوسائل من خلال إمكانياتنا والتعريف بالقضية على كل المستويات.
والشيء الثاني هو أهل قطاع لا يزالون يحتاجون إلى الدعم لإعادة البناء الذي يحتاج إلى أموال كثيرة، وما يتعلق بالدعم الرسمي فإنه يذهب إلى جهات مُعَينة وبالتالي ربما لا يستفيد به المتضررين من العدوان على قطاع غزة، إذاً واجبنا هو دعمهم بالمال خصوصا وأننا والحمد لله بالغرب أمورنا ميسّرة أكثر من غيرنا، وأرى أن يجتمع عدد من الأسر ويساهمون في إعادة بناء بيت أحد العوائل في غزة، وهذا من باب المؤاخاة بين مسلمي أوروبا ومسلمي غزة.
الشيء الثالث الذي قررناه هو بناء مدرسة كبيرة بالقطاع باسم المسلمين بأوروبا يساهم فيها كل مسلمي أوروبا والاستمرارية في التواصل معها وربط أطفال أوروبا بأطفال غزة بتبادل الزيارات في العطل الرسمية في الإتجاهين..
ضروري أن نكسِر الحصار على أهل غزة وبأساليب قانونية ولا يكون عليها أي اعتراض من قِبَل السلطات الرسمية.
ونتمنى أن نجد دعما من كل مسلمي إوروبا خصوصا وأنه وللأسف المسلمين لا يتحركون إلا عندما يَرَون الدم يسيل، فهل ننتظر مجازر أخرى لندعم أهل غزة وفلسطين؟ القضية لا بد أن تبقى حية في نفوس المسلمين في أوروبا مادام أن الاحتلال قائم وأن المقاومة موجودة، لابد من الدعم ضمن إطار القوانين الأوروبية.
.
.
حوار من إعداد الصحفية فوزية محمد
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق