.
.
لغـــة الصــمــــت
.
.
قال صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". .
.
.
.
قال صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". .
.
هذا الحديث المجمل الذي رواه أبو هريرة أنصف الصمت أيما إنصاف وأعطاه مكانته اللائقة دونما شطط ولا غلو ، وبحديث سيد الخلق هذا يوضع الصمت في مرتبة راقية وليس أرقى منه إلى الكلام الحسن وقول الخير، بناء عليه فإن المواضع التي تخلو من الكلام البناء الصادق النافع ليس لها من بديل سوى الصمت فهو في هذا المقام مغلاق للشر وحصن من البلاء ولغة السلامة ووجاء من الفتن.
.
.
لابد للصامت المهيب من لحظات نطق تصدق هيبته، فهل للصمت حدود؟
.
.
.
لابد للصامت المهيب من لحظات نطق تصدق هيبته، فهل للصمت حدود؟
.
رغم هالة الصمت الضخمة والثقيلة لغة ومعنى، كثير ما تفصل شعرة بين نفعه وضره، فالواحد وهو ينصت لشروحات وتوجيهات الآخرين يكون في حالة صمت إيجابي ،وإذا ما انقطع كلامهم وطُلب منه التفاعل ولم يفعل ينقلب الصمت في ثوان ليصبح ترديا يذهب المصلحة ويشوش على لحظات الإصغاء فيحولها إلى دلالات سلبية.
.
.
الصمت : هي الكلمة الوحيدة التي يخرجك نطقها من معناها..
.
.
.
الصمت : هي الكلمة الوحيدة التي يخرجك نطقها من معناها..
.
حين تشرع في لفظ الحروف وتجميعها تكون قد خرجت من مرحلة الصمت وباشرت الكلام، ووفق نتائج خطابك يعرف ما إذا كان كلامك قد تقدم بك في الإتجاه السليم، أما انك قد قطعت مع صمت إيجابي كان يحول بينك وبين التردي. وتجارة الصمت يعرف كسادها من ربحها بوضعها مع تجارة الكلام كل في كفة ، فبالاضداد تتضح المعاني.
.
.
الصمت طبع محمود إذا تمكن صاحبه من فن الكلام ..
.
.
.
الصمت طبع محمود إذا تمكن صاحبه من فن الكلام ..
.
الوفاء ، الامل ، الحسد ، الكذب ، مثل هذه المعاني وحال النطق بها يمكنها إحالتك على كنهها ومن هناك يمكنك تبويبها سلبا او إيجابا، وقد عدّد الحكماء فوائد الصمت في سبعة كلمات: وهي أن الصمت عبادة من غير عناء وهو زينة للمرء ويزيده هيبة واحتراما ووهو له حصن والصمت يُغنيك عن الاعتذار لأحد وهو راحة للملَكين الكاتبين وستر للعيوب.
لكن كلمة الصمت إذا أطلِقت منفردة يصعب التفاعل معها بدون مهيَّتها و ملحقاتها المكانية والزمنية، لأن:
.
لكن كلمة الصمت إذا أطلِقت منفردة يصعب التفاعل معها بدون مهيَّتها و ملحقاتها المكانية والزمنية، لأن:
.
الصمت للإصغاء فضيلة
.
والصمت على الظلم مذلة
.
والصمت في اللغط حكمة
.
والصمت عند الخطابة عياء
.
والصمت عند الجنائز خشوع
.
والصمت مع الابتلاء صبر..
.
.
.
والصمت على الظلم مذلة
.
والصمت في اللغط حكمة
.
والصمت عند الخطابة عياء
.
والصمت عند الجنائز خشوع
.
والصمت مع الابتلاء صبر..
.
.
الصمت نهر هادئ يمكن أن يهيج في أي وقت..
.
.
الصمت كلمة لا تضاهيها قوة إن أتت في موضعها ، لكن الصمت يبقى الإستثناء وليس الأصل ، فالصمت بديل الإسفاف بديل اللمم بديل الإبتذال بديل الفحش ، الصمت بضاعة صالحة في سوق الكلام البائر ، لكنه بضاعة كاسدة في سوق الكلمات الطيبة النيّرة المجدية البناءة ...
.
.
الكلام ملك والصمت وزيره... الكلمة ملكة والصمت وصيفتها
.
للصمت فضائل كثيرة لكن لنحذر من الإفراط في تمجيده حتى لا نجعل منه رأس الأمر كله وحتى لا نجعله بديلا للكلام النافع وبذلك نسقط في الدعوة للسلبية والخمول. فالكلمة هي الأقوى مادامت سليمة ولا سبيل للمقارنة لأن القرآن كلام الله المتعبد به، والحديث الشريف كلام خير المرسلين والرسالة افتتحت بكلمة "إقرأ" والإنجيل والزبور والتوراة كلمة ..السيد المسيح عليه السلام كلمة الله التي ألقاها إلى مريم.
من هذه المعاني السابقة يتوجب على المرء أن يتقن فن الصمت وأن يدرك أين ومتى يجب استخدامه من عدمه....
..
.
*وليسأل كل منا نفسه:!!
.
ما بالنا نُكثِر من الصمت في غير محله؟
.
وما بالنا ألجمت ألسنتنا عن قول الحق ونصرته؟
.
وما بالنا نُقمع ونُجبر على الصمت ليتوسع غيرنا في الكلام !!!
.
.
للكاتبة: فوزية محمد
.
09 فبراير 2010
.
الناشر: شبكة الحوار نت الإعلامية
.
http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4213
.
.
hassan 10-02-2010 01:31:30
ردحذفالصمت للإصغاء فضيلة
والصمت على الظلم مذلة
والصمت في اللغط حكمة
والصمت عند الخطابة عياء
والصمت عند الجنائز خشوع
والصمت مع الابتلاء صبر..
كم هي رائعة هذه الكلمات
نترقب المزيد منها
سيد عبيد 10-02-2010 06:35:59
ردحذفالكريمة الأستاذة فوزية فزت بالجنة إن شاء الله شكراً لك ..
وليسأل كل منا نفسه:!!
ما بالنا نُكثِر من الصمت في غير محله؟
وما بالنا ألجمت ألسنتنا عن قول الحق ونصرته؟
وما بالنا نُقمع ونُجبر على الصمت ليتوسع غيرنا في الكلام !!!
نصائح غالية وعاليه لك الشكر
أبو محمد 10-02-2010 20:38:30
ردحذفموضوع ممتاز يا أختنا الكريمة فهلا عقبت عليه بموضوع يعلمنا الكلام حين يخير الجميع الصمت وشكرا على بركاتك التي تتحفين بها موقع الحوار نت
khaoula يقول...
ردحذفالسلام عليكم
بارك الله فيك خالتي
شكرا
كوثر 11-02-2010 21:38:46
ردحذفسيدتي، لا فض فوك ولا جف قلمك وأمده الوهاب العليم سبحانه من مداده.
وأورد في هذا الباب ما روي عن سيد الخلق حبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلام:
أخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني رحمهم الله بسند جيد عن أنس رضي الله عنه قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : "يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ قال : بلى يا رسول الله. قال : "عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها". وأخرج أبو الشيخ بن حيان رحمه الله في الثواب بسند رواه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أبا ذر، ألا أدلك على أفضل العبادة، وأخفها على البدن، وأثقلها في الميزان، وأهونها على اللسان ؟ قلت : بلى فداك أبي وأمي، قال : "عليك بطول الصمت، وحسن الخلق، فإنك لست عامل بمثلها". وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أبا الدرداء، ألا أنبئك بأمرين خفيفة مؤونتهما، عظيم أجرهما، لم تلق الله عز وجل بمثلهما ؟ طول الصمت، وحسن الخلق".
وأقتطف فقرة من كتاب المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا للأستاذ عبد السلام ياسين:
روى الشيخان والنسائي عن أبي موسى قال: يا رسول الله! أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
امتلاك المؤمن لسانه من أهم الدلائل على ضبطه نفسه. فلا تجد الثرثار إلا عنصرا منحلا، عاجزا عن الصبر في المهمات. وفضيلة الصمت لا تنفك عن فضيلة التفكر. الثرثرة سطحية والصمت عمق. الإسراع إلى الكلام خفة، والتفكر وتقليب الرأي رزانة.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت، وأمر به. وحذر المسلمين من حصائد الألسنة التي تكب الناس على مناخرهم في النار. وهذا يضع لنا أدبا للحد من لغط المجالس، والتنازع على الظهور في ميدان الخطب والصخب. زلة اللسان خطيئة، والصمت أول العبادة كما جاء في الحديث، لا سيما إن كان مع الصمت ذكر الله، وتدبير الرأي في أمور المسلمين وإنضاجه.
عادة الصمت والتفكر تتيح للمؤمن أن يشارك مشاركة نافعة في مجالس الشورى، يسمع ولا يستأثر بالكلمة والرأي، وتتيح له بعث حياة القلب بمناجاة الله عز وجل في باطنه، ومحاسبة نفسه، وتوجيه نظرها إلى الآخرة.
أم عبد الله 14-02-2010 18:11:40
ردحذفشكرا لك كاتبتنا الغالية ان هذا الكلام يكتب بماء الذهب
جعل الله هذه الكلمات في ميزان حسناتك
أسأل الله لك التوفيق يقول...
ردحذفماشاء الله
سلمت يداك وقلمك الأستاذة فوزية
كلمات عفوية وصادرة من إحساس صادق لامست القلوب
اتمني لك التوفيق.
غير معرف يقول...
ردحذفكلمات فى منتهى الروعة
تعودنا على إلقاء الضوء على أهمية الصمت وتغافل الكثير عما بعد الصمت
فللصمت ضوابط تمت صياغتها بشكل أدبى رائع
جزاكم الله كل خير ...
فوزية محمد يقول...
ردحذفلكل من مر على سطوري هذه ونثر من الأحرف والدعوات أجملها ألف شكر ..
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
لكم مني جميعا كل الاحترام والتقدير..
بنت البنا- مصر يقول...
ردحذفادعو الله ان يثبتك بالقول الثابت فى الحيواة الدنيا وفى الاخرة
ما أجمل قلمك ما أجمل تعبيرك ما أجمل احساسك
ردحذفلعلي لا أطيل في تعليقي على هذا الموضوع الطيب أختي العزيزه والكريمه فوزيه
ردحذفولكني أختزل كل الكلمات في جمله واحده
حينما يكون الصمت فناً .........
كم منا يتقن فن الصمت في محله ...؟؟؟
دامت إبداعاتك ودام قلمك النابض بتلك الكلمات الطيبه
واقبلي تحياتي