الثلاثاء، 2 فبراير 2010

فضيلة الشيخ حسين حلاوة في حوارمع فوزية محمّد

.
.
فضيلة الشيخ حسين حلاوة
.
في حوار مع فوزية محمّد

..
.
التاريخ: Sunday, 25 May 2008
.

فضيلة الشيخ حسين حلاوة.
.
*من مواليد 1956 بالقاهرة مصر، متزوج وأب ل 7 بنات وبنين.
*ليسانس أصول الدين، من جامعة الأزهر.
*ماجستير ودكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص تفسير من الجامعة الإسلامية العالمية - إسلام اباد .
*الأمين العام للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.
*إمام المركز الإسلامي والثقافي في دبلن - أيرلندا.
*من الدعاة النشطاء في العالم الإسلامي وأوربا.
*محاضر في الجامعات الإسلامية العالمية.
*عضو المجامع الفقهية بالهند وأمريكا.
*رئيس مجلس الأئمة بإيرلندا.
.

نرحب بضيفنا الكريم الشيخ حسين حلاوة

.
الحوار نت: كيف يقيم الشيخ نسق الدعوة الإسلامية في اوروبا وهل تعتبرها إجمالا في الإتجاه الصحيح؟
.

الشيخ حسين حلاوة: الحمد لله أن الدعوة الإسلامية في أوروبا في تطور وإن كنا نحن غير راضين عن هذا التطور ونأمل المزيد، لكن لا شك إذا نظرنا إليها بالامس أو قبل الأمس، نجد أن الدعوة الإسلامية تسير في تطور و إلى الأحسن رغم الإمكانات الضعيفة والضئيلة التي يمتلكها المسلمون المقيمون في الغرب، فمما لا شك فيه بأنه كان اهتمام المسلمين في بادئ الأمر أن يبنوا مسجدا يصلون فيه ويلتقون فيه ثم بعد ذلك تطور الأمر إلى أن يوجدوا لأبنائهم مدارس يدرسون فيها.
وبفضل الله سبحانه وتعالى أتجه المسلمون الآن إلى إقامة المؤسسات الإسلامية التي تحويهم و تحل مشاكلهم و تعينهم على أداء رسالتهم والحفاظ على هويتهم.
.

الحوار نت: الداعية الوافد من بلاد إسلامية إلى أوروبا هل يفرض أسلوبه ومنهج دعوته أم تراه مدعوا ليكيف نفسه مع الواقع الجديد دون إخلال ولا تفريط؟
.

الشيخ حسين حلاوة: أنا آخذ على بعض الدعاء القادمين من الشرق الذين يأتون ويتكلمون في مواضيع لا تهمّ المسلمين في الغرب، ولاشك أن المسلمين في الغرب لهم اهتماماتهم ومشاكلهم و قضاياهم التي تختلف عن إخوانهم المقيمين في بلاد الشرق. لذلك يجب على الداعية قبل أن يأتي إلى الغرب أن يدرس الواقع الذي سيأتي إليه و الأحوال التي يعيش بها إخوانه في الغرب حتى لا يأتي فيكون الداعية في واد والمسلمون هنا في واد آخر. لذلك كلي أمل أن تهتم الجامعات الإسلامية في الشرق سواء كانت في المغرب أو تونس أو مصر أو الجزائر أو سوريا أو في أي مكان .. بإعداد الداعية المؤهّل لأن ينطلق في بلاد الأرض ليدعو للإسلام وينشر رحمة الله سبحانه وتعالى للعالمين." وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". .

الحوار نت: يخطرني الآن سؤال عن فقه الأقليات المسلمة في الغرب، هناك من عارض هذا الفقه بحجة أن الإسلام واحد ولا يجوز أن نوجد لمجموعة ما فقها خاصا بها! فما وجهة نظر شيخنا في هذا الفقه؟ .
.

الشيخ حسين حلاوة: فقه الاقليات في الغرب ليس مبتوتا عن الفقه الإسلامي العام، إنما هو نوع من الفقه الخاص لهذه الأقلية.وقديما كتب العلماء فقه المريض و فقه المسافر وفقه الضرورات وهكذا... ويندرج هذا الفقه في مسمى تحت هذه النوعيات فهو ليس شاذا وليس نشازا عن الفقه الإسلامي، لأنه يستقي أصوله وقواعده من الفقه الإسلامي إلا أنّه يبنى على فروع يستقيها من هذه الأصول تناسب المقيمين في الغرب. فالإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه حينما كان في العراق كان له مذهب و كان له فقه وحينما جاء إلى مصر كتب مذهبا آخر، مذهبه في مصر ليس منبتا عن الإسلام و ليس منقطعا عنه، ولكنه صورة من صور الإسلام أيضا واجتهاد من اجتهادات أهل العلم. والمجلس الاوروربي للإفتاء والبحوث الذي أتشرف بأمانته العامة اهتم بهذا النوع من الفقه : فقه الأقليات فقعّد له وأصّل وأصدر الفتاوى و الابحاث واقام الندوات والدورات التي تؤصّل لهذا العلم.
.

الحوار نت: هناك تدين برز في السنوات الاخيرة خالف المعهود توسعت فيه دائرة المباح ووقع تقليم الحجاب باسم عصرنة الدين ...هل هي مرحلة إنتقالية يستقر بعدها الأصل أم أننا امام تطبيع كلي مع حالة جديدة تكتسح خاصة شريحة الشباب؟؟؟
.

الشيخ حسين حلاوة: كان ذلك في اعتقادي نتيجة للظروف التي مر بها العالم الإسلامي من محاولة التغريب و البعد عن الإسلام وهيمنة الشيوعية في وقت من الأوقات و بعد ذلك جاءت العلمانية بما تحمل بين جنباتها من ضياع الهوية. نحن نرى الصحوة الإسلامية الآن بين شباب الأمة رجالها و نسائها. كنت أتصل قبل أمس بزميل لي هو أستاذ في الازهر ويؤدي العمرة في الحرم، فسألته عن الجو بالحرم فقال كأننا في رمضان فتعجّبت لأنه في مثل هذا الوقت يكون الحرم أقلّ ازدحاما بما يتيح فرصة تقبيل الحجر. ومعلوم أنه في أيامنا هذه ليس هناك عطلة مدرسية ولا إدارية مما يكون سببا لذلك الإزدحام الشديد. لكن هذا ينمّ عن صحوة إسلامية . هذه الصحوة تحتاج إلى شيء من الترشيد و التوجيه وهو ما يقوم به بعض علمائنا المبرزين في الدعوة.
.

الحوار نت: هل تقتصر المسئولية على العلماء في توعية هؤلاء أم تبدأ بالمجتمع الصغير والذي هو الأسرة؟
.

الشيخ حسين حلاوة: المسئولية مشتركة تبدأ من الأسرة ثم الحي الذي يعيش فيه الإنسان و من وسائل الإعلام و من المدارس و الجامعات، المجتمع كله لابد أن يصبّ في هذا الإتجاه، لكني أؤكد على دور العلماء في توجيه الأسرة و الإعلام.
.

الحوار نت: برأيك هل أنّ صقل الشخصية الإسلامية تؤثر بعد ذلك في لباس الفتاة والفتى، إذا كان هناك إيمان قوي وعمل وكان هناك إخلاص لله سبحانه وتعالى فسيتغير المسلم بطبيعته، لذا لا نركز على المظهر وإنما على الجوهر؟
.

الشيخ حسين حلاوة: أنا أريد أن أجمع بين الأمرين ، يعني الإسلام ليس اهتماما بالظاهر فقط دون الإهتمام بالمخبر، وكما يقول الإمام البصري رحمه الله : " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل وإن قوما غرّتهم الأماني خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل" فليس الإسلام إهتمام بالمظهر فقط كما أنه ليس إهتماما بالجوهر فقط. ولذلك نرى أن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، هذه كلها أمور عقدية وأمور داخلية. في المقابل نرى الإسلام: الصلاة والصيام والزكاة والحج فالإسلام في جوهره هو شامل وكامل.
.

الحوار نت: يعتمد الدعاة العرب في بلاد الغرب عادة على اللغة العربية كمحضن لدعوتهم هل يمكن أن تصمد هذه اللغة كاداة للدعوة مع الجيل الثاني والثالث وأي سبل للوصول إلى هذا الطموح الكبير؟
.

الشيخ حسين حلاوة: أود أن أقول بأن حبنا للغة العربية وتقديرنا لها ليس حبا لجنس العرب وتقديرا له، ومع احترامنا لهذا الجنس العظيم وتقديرنا له ، هو خلق من خلق الله كسائر الأجناس، "كلكم لآدم وآدم من تراب ". إنما كما قال صلى الله عليه وسلم " إنما العربية اللسان"، وتقديرنا للعربية لأن القرآن الكريم نزل بها. والعربية صمدت أجيالا ودهورا كثيرة، وأنبتت من العلوم في شتى مناحي الحياة وكانت رائدة. والإسلام حينما دخل البلاد لم يكره أهلها على أن يتعلموا اللغة العربية، وأنت تعلمين أن هناك شعوبا حينما دخلها الإسلام أسلمت وتعرّبت مثل الجزائر والمغرب و مصر و تونس. وهناك شعوب أسلمت وبقيت محافظة على لغتها مثل شعوب الهند و ماليزيا وأندونيسيا وباكستان والبربر. وهناك شعوب تعرّبت لغتها ولم تسلم مثل النصارى في مصر وفي سوريا. وهناك شعوب لم تسلم ولم تغير لغتها مثل الشعوب الباقية في بلاد الإسلام . اللغة العربية لغة صامدة و من يجهل العربية من المسلمين فأنا أرجع التقصير إلى الوالدين، وأقول أن هنا نقطة خطيرة جدا، وأدقّ ناقوس الخطر لأني أرى أن الفهم الصحيح لدين الله عز وجل ينبع من فهم العربية، وتعلمين أن علماء الأمة الذين برزوا في العلوم مثل الإمام البخاري و الإمام القرطبي..هؤلاء لم يكونوا عربا وإنما تعرّبت ألسنتهم لذلك أنا أدعو الآباء والأمهات إلى أن يعلموا ابناءهم اللغة العربية، إن كانوا حريصين حقا على أن يأخذوا دورهم في الإسلام . هذا لا يعني أني أنكر أهمية اللغات الأخرى ، لا أبدا، " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه"، إنما أريد إلى جانب إتقان إبني اللغة الألمانية أو الأرلندية أو الفرنسية أو الانجليزية .. أن يهتم بلغة القرآن . وأنا أهيب بالآباء والأمهات المقيمين في الغرب أن يحرصوا على أن يعلموا آبناءهم لغة القرآن.أعرف جاليات باكستانية لا علاقة لها باللغة العربية ومقيمة في الغرب ومع ذلك تعلّم أبناءها اللغة العربية.
.

الحوار نت: نلتمس من شيخنا ردودا سريعة على هذه الاسماء والمصطلحات :

.
د. حسين:

- الوسطية..
* الإسلام الحق
.
- الإندماج...
* مصطلح لم يعرّف بعد
.
- حوار الأديان...
* كلمة حق يراد بها باطل
.
- جمال الدين الأفغاني...
* رجل قدّم لدينه ما يستطيع
.
- محمد ابن عبد الوهاب....
* رجل رد الأمة إلى مسار العقيدة الصحيحة
.
- الامل....
* هو ما يبثه الإسلام في نفس كل إنسان
.
- الأخوّة....
* أثمن شيء بعد الإيمان
.
- الرجاء
* غاية ما يطلبه العبد من ربه سبحانه وتعالى
.

الحوار نت: كلمة ختامية
.
الشيخ حسين حلاوة: أشكركم جزيلا وأتمنى لكم عملا متواصلا في طاعة الله سبحانه وتعالى وأن يفتح الله بكم ولكم أبواب الخير وأن يجزيكم خير الجزاء عما تقدمونه لهذه الأمة العظيمة، وأنتم في ركبها الطيب. وبارك الله فيكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
فوزية محمد : نشكر فضيلة الشيخ على تفضله بهذا الحوار ونأمل أن نلقاك بإذن الله في فرص أخرى.


حاورته: فوزية محمد - بون - ألمانيا
.
.

هناك تعليق واحد:

  1. 1. عبدالحميد العدّاسي 27 May 2008

    أبرز ما يميّز فوزية محمّد في حواراتها، أنّها تنطلق من محيطها وواقعها، فتجعلنا نشهد فقه الواقع وفقه الأولويات من خلال أسئلتها القيّمة. فتح الله عليك يا فوزيّة وبارك الله في وقتك وفي جهدك وفي أهلك أجمعين. وجزى الله عنّا الشيخ حسين كلّ خير...

    ردحذف