الجمعة، 12 فبراير 2010

حوار مع الاستاذ الدكتور عزام التميمي

.
.
حوار مع الاستاذ الدكتور عزام التميمي

حاورته فوزية محمد - ألمانيا

.

نبذة عن الدكتور عزام التميمي
.

د. عزام التميمي مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في بريطانيا، واحد من أبرز المثقفين وقيادات الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا، ولد في 15 مارس 1955، بمدينة حبرون بفلسطين. حصل على حاصل على شهادة الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة وستمنستر بلندن عام 1998 عن أطروحة بعنوان: (الإسلام و الانتقال إلى الديموقراطية في الشرق الأوسط: آفاق و عقبات)، عمل باحثا بجامعة ويست مينستر منذ 1992.

صدر له عدد من الكتب من أبرزها: كتاب مشاركة الإسلاميين في السلطة (لندن 1994)، و كتاب الشريعة السياسية في الإسلام (لندن 1997)، قد صدر له مؤخرا كتاب بالانكليزيةHamas Unwritten Chapters بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات و الأبحاث التي شارك بها عبر الصحف العالمية و الملتقيات الفكرية في عدد من الدول.
ويعمل اليوم كرئيس تحريرلقناة الحوار الفضائية.
.

الحوار نت: مدينة الخليل ماذا يعني هذا الإسم للدكتور عزام؟
.

د. عزام التميمي: ذكريات طفولة جميلة، موطن أهل وأحبة باعد الاحتلال بيننا وبينهم، مهد نبوة وعبق رسالة بدأت بإبراهيم الخليل وختمها محمد صلى الله عليه وسلم ويحمل مشعلها إلى يوم القيامة المسلمون من كل لون وعرق ولسان، ثغر رباط ومعقل مقاومة إلى أن يزول الاحتلال البغيض، ومنطلق جهاد وإصلاح حتى يعود للأمة مجدها ويقام نظام الإسلام العادل في كل مكان.
.

الحوار نت: بما انك خبير في المجال السياسي وقبل هذا بما انك إبن القضية وتوأمها هلا طلعتنا على المفترق الذي تقف فيه القضية الفلسطينية واهم الإستشرافات؟.
.

د. عزام: لم تعد القضية الفلسطينية تقف أمام مفترق، بل هي اليوم سائرة بخطى واثقة على درب واضح المعالم. فقد استلمت الراية حركة مقاومة لا تلتبس عليها الأمور، ولا تغيب عن ناظريها الغاية من وجودها ألا وهي إحقاق الحق وإنصاف المظلومين، وانهزم التيار الذي وقف كثيراً أمام مفترق طرق فرضت عليه، فاختار طريق التنازل طمعاً في تحصيل ما يمكن أن تجود به الإرادة الدولية الغاشمة ولو على حساب المبادئ والحقوق. وثمرة هذا التحول في مسار القضية أننا بدأنا نرى أمارات تراجع المشروع الصهيوني بعد أن مني بسلسلة من الهزائم أوقفت تمدده وألجأته إلى أن يبني جداراً يحتمي خلفه من مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم بما أتيح لهم من وسائل المطالبة.
.

الحوار نت: هل اقنع الإعلام العربي بما قدمه لصالح فلسطين والفسطينيين؟
.

د. عزّام التميمي: ليس الإعلام العربي سواء، فمنه ما يقوم بما عليه من واجب، وهو على ذلك يستحق الشكر والتقدير، ومنه ما كرسه ممولوه ليكون أبواق فتنة وإرجاف. من توفيق الله وفضله على القضية الفلسطينية أن التقنيات المعاصرة (من ستالايت وإنترنيت) لتبادل المعلومة ونشرها كسرت احتكار الدول والأثرياء، وما عاد بالإمكان كتم الأفواه أو منع الخبر أو الصورة.
.

الحوار نت: إذا أوعزنا تردي الإعلام الرسمي إلى السيطرة الكلية للأنظمة فكيف تفسر هذا التباين الذي وصل حد التردي لبعض إعلام المهجر رغم مساحات الحرية الهائلة التي يتمتع بها؟
.

د. عزام: القضية ليست مرتبطة بالجغرافيا، بل بالتمويل. الإعلام مكلف، ويحتاج إلى مصادر تمويلية مضمونة، وصاحب المال هو صاحب القول الفصل في السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية التي يمولها. والتباين إنما مرجعه إلى تباين أغراض الممولين.
.

الحوار نت: في زمن قياسي وبإمكانيات عادية حققت قناة الحوار ثنائية الإنتشار والإحترام فما هي يا ترى اهم العوامل التي أسهمت في هذا النجاح؟.
.

د. عزام التميمي: مشروع قناة الحوار ولد من رحم اتفاق بين ممولين ومنفذين على تقديم إعلام يحترم عقل المواطن العربي حيثما وجد. ليس مشروع الحوار موجهاً ضد فئة أو دولة بعينها وليس المقصود منه الترويج لفئة أو دولة بعينها، وإنما الغرض هو طرح القضايا التي تهم المواطن العربي وتناولها بالحوار الهادف، وبهامش حرية حدوده القانون البريطاني والخلق الإسلامي لا غير.
.

الحوار نت: نسمع كثيرا خصوصا في السنوات القليلة الماضية عن الإسلام الأوروبي وخصوصياته وضرورة استقلاله عن الضفة الاخرى وانغماسه انغماسا كليا في محيطه، فكيف ترى هذا الطرح وما هي اهم تداعياته؟.
.

د. عزام التميمي: لم أستسغ يوماً من الأيام فكرة "الإسلام الأوروبي"، بل أعتقد أنها فكرة خطيرة الغرض منها حمل المسلمين المقيمين في أوروبا على التخلي عن قضايا العالم الإسلامي وبالتالي الانسلاخ عن الأمة التي لا تحدها الجغرافيا. كثير من المسؤولين الأوروبيين اليوم يطالب المسلمين بإثبات إخلاصهم للهوية الأوروبية، أو يطالبون بإسلام أوروبي، ولا نسمع في نفس الوقت من يطالب بمسيحية أوروبية أو يهودية أوروبية أو بوذية أو هندوكية أوروبية، بل كل التركيز هو على المسلمين. ويؤسفني أن بعض المسلمين، وخاصة النخب الرائدة منهم، وقعوا في الفخ، وانطلت عليهم الخدعة. الإسلام هو الإسلام، صالح لكل زمان ومكان، قد يكون له تجليات فقيهة متنوعة، ولكنه الدين الواحد للأمة الواحدة التي إذا اشتكى منها عضو تداعى لها سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
.

الحوار نت: رغم الإنتشار الهائل للمساجد والمراكز الإسلامية عبر القارة الأوروبية إلا أنها مازالت تفتقر إلى ثقافة العمل الجماعي والعمل المؤسساتي فهل من مشاريع آنية أو مستقبلية لحلحلة هذا الجمود؟
.

د. عزام التميمي: أفضل الحديث عن جهود تنسيقية بين المشاريع المختلفة، لأنه لا مفر من أن تنشأ مشاريع كثيرة تقوم عليها جماعات مختلفة، ولا يملك أحد فرض إطار توحيدي عليها جميعاً. المسلمون بحاجة إلى أن يجتمع قادتهم، ومدراء مراكزهم، للتعاون والتنسيق والتعاضد، وليس من المصلحة التعلق بوهم إمكانية أن يكون الجميع ضمن إطار واحد ملزم لهم جميعاً في كل شيء لأن ذلك يتطلب إرادة سياسية لا تتوفر لدى المسلمين في الغرب لأن منابعهم ومنابتهم شتى، وإن كانت عقيدتهم واحدة.
.

الحوار نت: الفكر الإسلامي في بريطانيا لا يتكلم بلغة واحدة بل ربما وصل في بعض الأحيان إلى حد التضاد والتنافر ...ألا نحلم في مسقبل الأيام بلغة متجانسة او متقاربة حتى؟
.

د. عزام التميمي: تارة أخرى، الطبيعة البشرية تملي الاختلاف والتباين بل والتضاد. إلا أن من يحمل راية الدفاع عن قضايا الأمة والسهر على مصالح المسلمين يفوز بثقتهم ودعمهم، وهذا مجال للتنافس بين القائمين على العمل الإسلامي.
..
.
الناشر: شبكة الحوار نت الإعلامية
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق