الأربعاء، 10 فبراير 2010

حوار شيق مع الدكتور راغب السرجاني

.

.

حوار شيق مع الدكتور راغب السرجاني
.


حاورته فوزية محمد - باريس
.

.
إيمانا من الحوار نت بضرورة تقديم الإضافة النوعية لقرائه وسعيا منه لتوسيع دائرة ضيوفه والتطرق إلى مختلف المجالات من ثقافية وتربوية وسياسية ورياضية وفنية ...هاهو اليوم يحط الرحال عند شخصية إسلامية مرموقة سطع نجمها عبر مجموعة من الأبحاث والكتب والمحاضرات القيمة كما قدّم إضافة نوعية للمشاهد من خلال الفضائيات العربية المتعددة التي ساهم عبرها ببرامج جمعت بين السلاسة والإفادة... هذا الذي يقلب أوراق التاريخ الإسلامي بهدوء كبير وفراسة أكبر لن يكون إلا الدكتور راغب السرجاني.

.
من هو د. راغب السرجاني؟
.

الأستاذ الدكتور راغب السرجاني: وُلِدَ عام 1964م بمصر، وتخرَّج في كلية الطب جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 1988م، أتمَّ حفظ القرآن الكريم عام 1991م. ثم نال درجة الماجستير عام 1992م من جامعة القاهرة بتقدير امتياز، ثم الدكتوراه بإشراف مشترك بين مصر وأمريكا عام 1998م (في جراحة المسالك البولية والكلى).
.
- أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة.

- رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة.

- باحث ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي.

- يتميز مشروعه الفكري "معًا نبني خير أمة" بدراسة التاريخ الإسلامي دراسة دقيقة مستوعبة، تحقق للأمة عدة أهداف؛
- وعلى مدار سنوات عديدة كانت له إسهامات علمية ودعوية؛ ما بين محاضراتٍ وكتبٍ ومقالاتٍ وتحليلاتٍ؛ عبر رحلاته الدعوية إلى شتى أنحاء العالم.

- صَدَرَ له حتى الآن 25 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي؛ منها:

- الرحمة في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم): الحائز على جائزة المركز الأول في مسابقة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عام 2007م.
- وشهد شاهد من أهلها.
- رحماء بينهم قصة التكافل والإغاثة في الحضارة
- بين التاريخ والواقع - أربعة أجزاء

.
.


الحوار نت: من الطب إلى التاريخ، ما السبب الذي دفع بالدكتور راغب أن يغير وجهته إلى هذا المجال... من فحص الأشخاص إلى فحص التاريخ؟
.


د. راغب السرجاني: بسم الله الرحمن الرحيم بداية كنت مهتما بالقضايا الإسلامية والعلوم الإسلامية بشكل عام، وقرأت فيها بكثرة ولدي هواية التدريس حيث درّست التفسير، والسنّة والتاريخ، ودرّست العقيدة ومواد كثيرة ومتعددة سواء في المساجد أو في الكليات، هذا كله بجانب ممارستي للطب. من هنا اكتشفت أن الجميع لديه نقص في التاريخ ومادته، وهذا الذي دفعني إلى التركيز على جانب التاريخ ودراسته، وإيمانا مني بأن هذه ثغرة من الثغرات التي يجب أن تسدّ.
فابتدأ من هنا التركيز على التاريخ دون أن أتوقف عن عملي كطبيب وكأستاذ بالجامعة، فأنا لازلت أجري جراحات خاصة، والحمد لله ساعدني في التوفيق بين هذين المجالين إيماني بأن الوقت يتسع لأكثر من عمل إذا أحسن المرء إدارته وتنظيمه وحرص على كل الأوقات والواجبات التي كلفنا الله بها. شعوري أن التاريخ مهم جدا، وشعوري أنه ثغرة كبيرة وأن المسلمين قد أهملوه بشكل غير مقبول،هذا ما دفعني لأن آخذ من وقتي وأهتم بهذا المجال.
.


الحوار نت: هل لدراسة التاريخ دور في صياغة فكر المسلمين اليوم؟
.


د. راغب: لاشك أن للتاريخ أهميته الكبرى في صياغة فكر المسلم، لأن المسلمين سيقعون لا محالة في نفس الأخطاء التي وقع فيها من كان قبلهم ما لم يقرؤوا التاريخ ، وسيكرروا نفس المشاكل والازمات التي مر بها غيرهم، لذلك فقراءة التاريخ للهدف الذي ذكره ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}، يوسف:111، الهدف من القصة العبرة والتفكر والتدبر، وهذا وحده يجعل المسلمين لا يقعون في الاخطاء التي وقعوا فيها أثناء حركة التاريخ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يعتبر التاريخ جزءا هاما من هويّة الأمة وشخصيتها التي تدفعها إلى الأمام، لأن الأمم التي لا تاريخ لها ولا تعرف عن تاريخها شيئا تعتبر أمة خاوية وهشّة وعديمة الهوية، والتاريخ أساس في التقدم لأنه عبارة عن موروث ضخم مليء بالخبرات والإسهامات في شتى مجالات الحياة. وهكذا يستطيع المسلمين في عصرنا الحالي تطوير فكرهم والتقدم بمجتمعاتهم إلى الأمام.
.


الحوار نت: كثير من الناس يقف بالتاريخ الإسلامي عند نهاية الخلافة الراشدة، هل انتهى التاريخ في نظرك عند هذه الحقبة؟
.


د. راغب السرجاني: طبعا في هذا ظلم كبير للتاريخ الإسلامي، لاشك أن فترة الخلافة الراشدة هي من أعظم فترات الأمة قاطبة بل هي الأعظم مطلقا بعد فترة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، لكن حركة التاريخ الإسلامي بقيت مستمرة بشكل حيوي جدا وإيجابي، ولعل الرجوع إلى الحضارة الإسلامية وما حققته من إنجازات هائلة في كل الجوانب علمية كانت أم اقتصادية، اجتماعية كانت أم قضائية -وهذا كله في فترة ما بعد الخلافة الراشدة- لأكبر دليل على بعض إسهامات المسلمين. وهذه الأمة تعاملت بالأخلاق وبالإنسانية وبالحريات المتعددة وبالعقيدة، وبالتعاملات الحكيمة مع غير المسلمين ولها تاريخ مجيد، لها إسهامات ضخمة جدا في عصر الأمويين، وفي عصر العباسيين، في عصرالسلاجقة، وفي العثمانيين والمماليك،وفي عصر الايوبيين والزنكيين، في عصرالمرابطين والموحدين والأندلس طبعا في كل مراحلها، يعني أن هناك إسهامات في كل المجالات وفي كل فترات التاريخ الإسلامي، مع احترامنا الشديد لفترة الرسول عليه الصلاة والسلام وفترة الخلفاء الراشدين التي تلتها، إلا أننا ندعو المسلمين جميعا أن يهتموا بكل فترات التاريخ الإسلامي.
.


الحوار نت: ما هي معايير تقييم التاريخ الإسلامي، وكيف يعتمد المؤرخون على مصادر الحكم على التاريخ؟
.


د.راغب السرجاني: حقيقة التاريخ الإسلامي يحتاج إلى كتابته بمنهج سليم، أول شيء في هذا المنهج هو أن أتوثق من صحة القصة أصلا! لأن في معظم الأحيان تتم دراسة حدث ما هو لم يحدث من أصله بل هو حدث مؤلّف وموضوع ومدسوس في التاريخ، يعني هنا لابد من التحقق أن الرواية التي ادرسها أو أعلمها الآخرين صحيحة وسليمة. وبعد التحقق من القصة تأتي بقية الأحداث الأخرى التي وقعت في زمن القصة حتى أستطيع تحليل الحدث وحتى تتّضح الصورة كاملة. ثالثا لابد من النظر في ظروف العالم في ذلك الوقت فالفقيه ممكن أن يأخذ بحكم في زمن ما، ويأخذ بحكم آخر في غير ذاك الزمان ، فلا بد أن أنظر في واقع الناس آنذاك ولا أحكم على الحدث انطلاقا من واقعي الحالي. واقع الناس ، اقتصاديات الناس، وسائل مواصلات الناس، نوعية الاتصالات آنذاك وكذا نظام الحكم، نظام الفقه السائد في هذا البلد أوفي هذا القطر المذهب المتّبع فيه حنفي، حنبلي أوشافعي، بعد هذا كله يمكنني ان أستفيد من القصة، وأخرجها للناس ليطّلعوا عليها وليستفيدوا منها. ما نحتاجه اليوم كذلك لتقييم التاريخ هو متخصصون في هذا المجال فعندما أستعين بمتخصص اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي يمكنه أن يستنتج أشياء يصعب على القارئ العادي استنتاجها.
لذلك نحن نحتاج إلى أهل التخصص يرجعوا للتاريخ ويخرجوا منه العبر ويوصلوه للناس بصيغة مقبولة في زماننا اليوم.
.


الحوار نت: لماذا ينظر المسلمون برأيك إلى التاريخ بعين سوداوية بعد حقبة سيدنا علي رضي الله عنه وتحوّل الخلافة إلى الملكية؟
.


د. راغب السرجاني: صحيح أن المسلمين ينظرون إلى التاريخ بعد الخلافة الراشدة بنظرة سوداوية وذلك راجع إلى من كتب التاريخ، لأنه كُتب بأيدي ظالمة، التاريخ الأموي بالذات كُتب على أيدي الدولة العباسية والتي حاربت الدولة الأموية، وكُتب على أيدي الشيعة الذين كانوا يكرهون الدولة الأموية كراهية شديدة، فحصل بذلك تزويرا كبيرا جدا في التاريخ الإسلامي، فأعطانا انطباعا غير جيد لتاريخ هذه الدولة.
وهذه شهادة أسجّلها للتاريخ وهو أن الدولة الأموية من الدول التي اسهمت إسهاما مباشرا في نهضة الأمة الإسلامية وفي اتساع رقعة بلاد المسلمين، فقد فتحت بلدانا كثيرة في عهدها، ويكفي أن الإسلام دخل في عهدها إلى أفغانستان، والهند والأندلس ودخل إلى شمال أفريقيا في تونس والجزائر والمغرب ثاني مرة، بعد الانتقاض الأول على يد عقبة بن نافع. وكان في عهد الدولة الاموية عدد كبير من الصحابة ومن التابعين والعلماء وكان هناك جهاد مستمر "الصوائف والشواتي" اي جهاد في الصيف وجهاد في الشتاء، هذه كلها علامات مضيئة في تاريخ الدولة الأموية. ولا يمنع أن تكون هناك أخطاء أو مشاكل أو أمورا أخرى مخالفة للصواب وللصحيح، لأننا نتكلم هنا عن تاريخ بشر وليس عن تاريخ ملائكة، فوارد أن يكون هناك الصواب والخطأ وهذا في عامة التاريخ.
نحن نحتاج إلى قراءة التاريخ من مصادره الصحيحة لأن الأمر ليس سودويّا كما ينظر إليه الكثيرون.
.


الحوار نت: لماذا يختزل التاريخ في الجانب السياسي فقط، رغم أنه حافل بجوانب أخرى اقتصادية واجتماعية وعلمية وغيرها؟
.


د. راغب: هذا خطأ في كتابة التاريخ ونحن نحاول اليوم أن نتدارك هذا الخطأ، أنا اقول أن الإسهامات الإسلامية في الجوانب السياسية هي أحد الإسهامات أو أحد الجوانب، لكن هناك جوانب أخرى كثيرة لا يمكن أن نغفل عنها، وأريد أن أؤكد هنا أن الجانب الذي يعرف مشاكل وأحداثا كثيرا هو الجانب السياسي، لأن الوضع السياسي يتعرض للمؤامرات والمشاكل ، يتعرض للأزمات للحروب وللخيانات. لكني كأمة لابد أن أبحث وأهتم بتاريخي الاجتماعي والحضاري والعلمي والاقتصادي وبالتالي أعطي صورة أخرى، وإذا عدنا إلى التاريخ نجد أن الأمة كانت تعيش مشاكل سياسية جمّة، لكن نجد بجانبها تقدّم في نواحي أخرى، فمثلا عندما سقطت بغداد تحت أقدام التتار، هذا السقوط الذي كان في حالة ضعف سياسي وعسكري شديد للخلافة العباسية، كانت في نفس الوقت مكتبة بغداد هي أعظم مكتبة في الدنيا، كان هناك علم ومستوى حضاري وكان هناك مستوى اقتصادي عالي جدا، وكانت الأموال ضخمة، أعود وأقول إذا كان هناك جانب سيء فيمكن أن تكون هناك جوانب حسنة أخرى ، وكتابة التاريخ من منظور سياسي فقط يؤثّر سلبا على مسيرة التاريخ الإسلامي بشكل غير مقبول.
.


الحوار نت: لكن واقع المسلمين حاليا يعرف ضعف في كل الجوانب!.
.


د. راغب: نعم الواقع يحتاج إلى إصلاح، والحمد لله هناك جهود لإصلاحه والتي تتمثل في طريقة عرض ودراسة التاريخ بكل جوانبه، فالسياسي يحتل جانبا واحدا من عشرين جانبا آخر ( يمكن مراجعة هذا على موقعنا: www.islamstory.com)، في أوجه الحضارة الإسلامية .
.


الحوار نت: ما هي برأيك واجباتنا كمسلمين بالغرب تجاه قضية فلسطين؟
.


د: راغب: في الحقيقة أبشر الإخوة والأخوات قراء موقع الحوار نت أنني بفضل الله انتهيت تقريبا من كتاب كامل عن دور الأمة تجاه قضية فلسطين، ومن ضمن فصوله فصل كامل عن دور الجالية المسلمية المقيمة في البلاد الغربية نحو قضية فلسطين، ومفصّل فيه عشرات الأدوار التي يمكن للجالية المسلمة خارج البلاد الإسلامية أن تدعّم هذه القضية المحورية. وهذه الأدوار موجودة بالكتاب، وموجودة قريبا على موقعنا المذكور آنفا.
.


الحوار نت: هل لك دكتور أن تحدثنا في عجالة عن بعض هذه الأدوار؟
.


د. راغب السرجاني: من أبرز الأدوار :
- التعريف بالقضية.
- إعطاء قدوة حسنة للمسلمين بحيث يعرّفوا الآخرين أن المسلمين ليسوا متخلّفين ولا همجيين، وهذا يتم بإعطاء صورة جيدة عن الإسلام.
- التبرع أو الجهاد بالمال لسد الثغرات الضخمة الموجودة على أرض فلسطين،
- ومن أبرز الأعمال كذلك التحريك السياسي للقضية لأن الضغط على الحكومات يأتي بنتائج إيجابية لأنه يعرف الشعب بحقيقة كل قضية، ويوضح الحق من الباطل وبالتالي مع مرور الوقت من الممكن أن تتعاطف الشعوب أو تتعاطف الحكومات مع القضية الفلسطينية أو على الأقل تقف موقف الحياد.
.


الحوار نت: انطلاقا من واقعنا الآن في أوروبا وبالتحديد في ألمانيا ليس أمامنا كمواطنين مسلمين سوى المشاركة في المظاهرات كنوع من التحرك السياسي..
.


د. راغب السرجاني: بجانب المظاهرات يمكن أن يكون هناك ضغط إعلامي..
.


الحوار نت: لكن صوتنا لا يصل إلى الإعلام!
.


د. راغب السرجاني: الإعلام يمكن أن يسمع صوتي لو أنا راسلته مثلا، والجالية المسلمة في الغرب أصبح عددها اليوم لا بأس به وهذا يمكّنها من إنشاء قناة إعلامية، وبرأيي مثلما نجمع تبرعاتنا لبناء المساجد وإنشاء المدارس لابد أن تشمل أهداف التبرع إنشاء مؤسسة إعلامية تعرّف الناس بالمسلمين وبلغة البلد الذي يعيشون فيه. وأظن أن هناك بعض المسلمين استطاعوا إنشاء قنوات إعلامية في بعض البلدان الأوروبية.
.

الحوار نت: معظم الناس أصبح يعتمد على جلب المعلومة من الشبكة الالكترونية، هل تظن أن هذه الطريقة أصبحت تغنينا عن القراءة؟
.


د. راغب السرجاني: القراءة مهمة جدا، وأحث على القراءة المأصلّة التي بها توثيق ومعلومات دقيقة وفيها اهتمام بالمصادر، وللأسف الشديد معلومات الشبكة الإلكترونية ليست مضمونة، أكيد أن بها خيرا كثيرا وبها معلومات جمّة لكن قد تكون هذه المعلومات غير صحيحة، لذلك لابد أن أراجع مصدرا موثوقا وأن أراجع موقعا مسؤولا وأعتمد عن شخصية أكون متأكد من أنها واثقة متحققة من صحة وصدقية المعلومة ، وإلا سوف أتعرض إلى كم هائل من التزوير على شبكة الإنترنت. هي شبكة جيدة من ناحية أنني يمكن أن أصل بها إلى كل بيت وأوصل المعلومة الدقيقة قبل أن يترسخ لدى القارئ معلومات خاطئة. لكن هذا كله لا يغني عن القراءة، فالكتاب في البيت مهم جدا ولابد أن يكون لكل منا قراءة ممنهجة ومرتّبة ومنظّمة لمشايخ وعلماء وكتّاب معروفين ولهم تاريخ مشهود له، وموثقين من قبل العلماء الآخرين. هذا كله يثبت المعلومة في أذهان المسلمين وبالذات في أذهان الشباب والأطفال.
.


الحوار نت: هل للدكتور راغب السرجاني أن يقدم لنا نصيحة أو طريقة لتحبيب المسلمين خصوصا الشباب منهم في دراسة التاريخ والاستفادة منه؟
.


د. راغب: في الحقيقة نحن نحتاج إلى معرفة التاريخ وطرحه بشكل جديد أنا مهتم جدا بعرض التاريخ بما يناسب الواقع المعاصر الذي نعيش فيه، -وكما رأيت في المحاضرة- لم أكتف بالكلمات ولكن ايّدت المحاضرة بالباور بوينت وبشرائح العرض، بالكمبيوتر وبالصور وبالمعلومات، وكل هذا يحبب الشباب والناس في متابعة المعلومة، كذلك من بين الأشياء التي اعتمدتها في المحاضرة تأييد المعلومات بآراء الغربيين، لما لذلك من تأثير على المسلمين حين يروا ويسمعوا أهل البلاد التي يعيشون بها يشهدوا لهم بالإيجابية وبالصلاح وبالعمل المثمر في بناء الانسانية، أحتاج أن اتكلم مع الناس بأسلوب سلس لأن التاريخ مكتوب بألفاظ قديمة ممكن أن يكون صعبا على الفهم في زماننا المعاصر، فأحتاج نقله إلى واقعنا وترتيبه بشكل سلس وأنيق، ونحتاج كذلك إلى كتب تكون طباعتها جميلة وخطُّها واضح وطريقة عرضها جديدة وتحتوي على الصور والمراجع والأدلة الموثوقة.
.


الحوار نت: كل هذه اقتراحات مستقبلية، أم أن هناك إنتاجات حُقّقت في هذا الإطار؟
.


د. راغب: نحن حققنا كثيرا من هذه الانجازات، فبفضل الله عندي خمسة وعشرون كتابا في التاريخ الإسلامي، وفي كتب أخرى بالطرق الحديثة التي تكلمنا عنها وبالتوثيق والصور، فنحن نهتم جدا بطريقة عرض المعلومة وفي نفس الوقت نتعامل بالطرق التي يتعامل بها الشباب اليوم مثل الإنترنت والفضائيات نحاول أن نصل إلى الشباب بكل الطرق المباحة والمتاحة اليوم، نقابلها في المنتديات الإلكترونية كموقعكم هذا موقع الحوار نت على سبيل المثال، في المحافل المختلفة، في لقاءات خاصة وقد كانت لي جولة من فترة مع الشباب في إسبانيا وإيطاليا وبلدان اوروبية أخرى، نحن حريصين جدا على الوصول إلى الشباب لأن الشاب إذا درس تاريخه بجدية فتوقّعي مستقبلا زاهرا للإسلام.
.

فوزية محمد : في الأخير نتقدم إليكم بكل الشكر والإمتنان على استجابتكم الدعوة لإجراء هذا الحوار الشيق والهام والمتميز، ونتمنى أن نكون بهذا الحوار وضعنا أول لبنة ينطلق منها القارئ لدراسة تاريخه الإسلامي المليء بالعبر من مصادره الموثوقة ويعيد بهذا للمسلمين مجدهم ورقيهم الحضاري.
.


د. راغب: وبدوري اتقدم بشكري الجزيل لحضرتك ولموقع الحوار نت الذي يسعى إلى تنوير القراء وتقديم الأنفع والأجمل لهم..

.

.

هناك 4 تعليقات:

  1. ياسر أبو زيد9 أبريل 2010 في 11:47 ص

    جزاكم الله خيرا د.راغب

    فحقا موضوع دراسة التاريخ الاسلامى هام جدا و يحتاج الى مجهود ضخم فى تنقيته مما دخل فيه من الشوائب و كذلك عرضه للامة بالاسلوب الشيق و بيان العظات و العبر التى تفيد المسلمين فى واقعهم المعاصر

    ردحذف
  2. ما شاء الله

    بارك الله في أختنا الكريمة أ . فوزية محمد

    ردحذف
  3. جزاك الله كل خير حبيبتي في الله ,

    حوار رائع ,

    افاد الله بك الامه ونفع بك الاسلام..

    ردحذف
  4. شكراً أختي الكريمة على هذا المجهود،

    و بارك الله فيك

    ردحذف