اللاعب المتألق محمد أبو تريكة ضيف الحوار نت

.

.

اللاعب المتألق محمد أبو تريكة ضيف الحوار نت.

حاورته فوزية محمد.

Saturday, 7 Feb 2009 / الناشر: شبكة الحوار نت الإعلامية ..

*"كرة القدم والرياضة عموما توحّد الشعوب"

و
*"كرة القدم والرياضة عموما لها رسالة، فهي يمكن أن تساهم في إحياء أمّة، ويمكن أن ترسّخ مبادئ وقيما وأخلاقا"
و

*" لاعب الكرة له رسالة داخل المستطيل الأخضر وخارجه ، والرسالة الأهم خارج المستطيل"..

لقّبه جمهوره بألقاب مختلفة منها "زيدان العرب"، "تاجر السعادة"، "القاتل المبتسم"، "أمير قلوب الشباب"، "الساحر"، "الحلواني"، و أسماء أخرى تناثرت على شفاه الجماهير في الملاعب وعلى صفحات النت وأعمدة الصحف...
تحصل أبو تريكة على لقب أكثر لاعبي العالم شعبية فى الإستفتاء الذى أجراه الإتحادالدولى لتأريخ وإحصاء كرة القدم (IFFHS).
وتفوق أبو تريكة على المهاجم الهندوراسى ديفيد سوازو مهاجم بنفيكا البرتغالى فيما جاء البرازيلى ماركوس لاعب بالميراس البرازيلى فى المركز الثالث وفق عدة منابر رياضية منها البي بي سي ، مجلة سوبر ، موقع جول العالمي ، صحيفة الصن....
أبوتريكة أحسن رياضي إفريقي وعربي لسنة 2008 ..

نبذة عن ضيفنا :
.
محمد محمد محمد أبو تريكة، من مواليد 7 نوفمبر 1978م بقرية ناهيا - محافظة الجيزة - مصر، متزوج وله 3 أطفال سيف وأحمد توأم وعمرهما 7 سنوات، ورقية 7 شهور.
خريج كلية الأداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة. حبه لكرة القدم دفعه للإلتحاق بنادي الترسانة وعمره 12 سنة، والآن يلعب في النادي الأهلي المصري والمنتخب المصري ، يرتدي الرقم 22 ويعد من أهم لاعبي كرة القدم المصرية. ويعتبر أبو تريكة النجم الأشهر والأكثر شعبية حاليا في مصر .ومركزه المفضل وسط ميدان متقدم , وصانع ألعاب ، يلقّب بــ: "زيدان العرب"، "تاجر السعادة"، "القاتل المبتسم"، "أمير قلوب الشباب"، "الساحر"، "الحلواني".
.

الحوار نت: نرحب باللاعب المتميز محمد أبو تريكة في هذا الحوار، فأهلا وسهلا بك. نسمع اليوم عن "اللاعب الملتزم"، هل هذه مجرد ظاهرة عابرة مرتبطة بأشخاص بعينهم أم أنّ سمة الالتزام أصبحت ظاهرة عامة في ملاعبنا ؟
.

محمد أبو تريكة: اللاعب الملتزم أو الالتزام هي سمة ظهرت في الفترة الأخيرة في الملاعب العربية خاصة وفي مختلف الملاعب الأوروبية وغيرها، وأعتقد أن الاختلاف بين اللاعب الأوروبي واللاعب العربي هو أن اللاعب الأوروبي يترجم هذا الإلتزام في رموزوشعارات عامة، أما اللاعب العربي المسلم فهو يمارسها كواجب يطالبه به دينه وينعكس بالتالي على سلوكه ومعاملاته ، وأعتقد أن هناك – والحمد لله- لاعبين مصريين ملتزمون كما هو الشأن في مختلف الملاعب العربية، وأظن أن هذه السمة غير مرتبطة بأشخاص وإنما برأيي هي موجودة في قلب كل لاعب خصوصا الذين نشأوا نشأة دينية قويمة وقد زادت في الفترة الأخيرة والحمد لله .
.

الحوار نت: إذا اكتفينا بما تفضلت به عن اللاعب الملتزم ومدى تأثير التربية في سلوكه وأخلاقه، كيف تفسّر إذن ما كنا نرى عليه اللاعبين قبل ذلك – مثلا من ارتداء بعضهم للحلي، وربط شعورهم، وأشياء مشابهة .... - رغم نشأة بعضهم في أسر محافظة؟
.

محمد أبو تريكة: لاشك أنه كان للبعض دور كبير في عودة سمة الالتزام بين اللاعبين، فاللاعب الناشئ يتأثر باللاعبين الآخرين في كل اتجاه، سواء في ما يخص طريقة لعبهم وتصرفاتهم أو طريقة لبسهم وأحيانا يقلّد حتى تسريحة شعرهم، بما يؤكد طبعا التأثّر القوي والمباشر بهؤلاء اللاعبين. وعلى سبيل المثال حينما كنا نلعب كأس أفريقيا في غانا، وبفريق غانا لاعبون مسلمون، قام هذا الفريق في المباراة التي دارت بينه وبين فريق الكوديفوار Cote D’ivoire“ بسجدة بعد فوزه، وذلك تقليدا لما قام به الفريق المصري بكل عفوية عند إحرازه لأي هدف.
.

الحوار نت: كيف ينظر أبو تريكة لآداء الرياضة العربية اليوم، وما تقييمه لإنجازاتها خلال السنوات الاخيرة؟
.

محمد أبو تريكة: الرياضة العربية تملك مواهب رياضية، لكن هذه المواهب لاتأتي صدفة! فهي محتاجة إلى صقل، محتاجة إلى التخطيط والعمل الجاد على المدى الطويل، فالموهبة لابد أن تدرّب وتؤطر بطريقة صحيحة وهادفة. إذا لم نُعدِ النظر في وضع الكرة اليوم ونحاول الرفع من مستواها والاستفادة من الكفاءات الموجودة على الساحة بخطط بعيدة المدى فلن نتطور ولن نصل ـ حتى ـ إلى مستوى الإنجازات الحالية. الرياضة العربية تتفوق تارة وتتعرض تارة أخرى لهبوط حاد، وهذا يرجع لعدم إستغلال المواهب والكفاءات وغياب الإعداد الجيد والمطلوب، فالتدريبات العادية لا تكفي، وإنما نحتاج إلى تخطيط علمي يرفع من مستوى اللاعب على المدى الطويل.
.

الحوار نت: برأيك من المسؤول عن القيام بهذا الإعداد ، وهل يمكن أن تُناط جميع المسؤوليات بالمدرّب ؟
.

محمد أبو تريكة: ليس المدرب فقط بل الكل، فهي منظومة متكوّنة من المدرب واللاعب وعناصرإدارية وفنية أخرى، كما أنه لابد من إعادة صياغة شكل المسابقات العربية، شكل التنافس العربي، ونوعية الأطر العربية، أيضا لابد من الاحتكاك بالمدارس الكبيرة والعليا بحيث نحاول الإستفادة من الآخرين وبالتالي تطوير إمكانياتنا.
.

الحوار نت: يقولون أن للفن رسالة، فهل للرياضة رسالة؟
.

محمد أبو تريكة: سبق وأن تحدثنا عن تقليد بعض الافراد أو الفرق لأشخاص أو فرق أخرى وفي هذا الإطار تأتي رسالة الرياضة، فعندما يقوم اللاعب أو الفريق بأي تصرف نبيل يتسائل البعض عن سبب قيامه بهذا، وهكذا يتعرف على تقاليد الآخرين وديانتهم وتراثهم.. ويكون بالتالي اللاعب أو الفريق قد لعب دور الداعية بحركة نبيلة أو سلوك سوي قام به، خصوصا إذا كان هذا اللاعب ناجحا في حياته الشخصية والمهنية ويتمتع بأخلاق وقيم سامية. وما قلته لا يسري فقط على الرياضة بل يمكن تعميمه على أي مجال في الحياة. وهنا أود التطرق إلى نقطة هامة حيث يظن كثيرون أن الإنسان الملتزم إنسان منطوٍ على نفسه وسلبي، وبجمعنا بين حسن الأخلاق وحسن الأداء نثبت للجميع أن الإنسان الملتزم هو إنسان إيجابي ويسعى للتميز فنعطي إنطباعا إيجابيا مفاده أن الإلتزام يدفع بصاحبه إلى النجاح والرقي. ولي مقولة أحبذ ترديدها: "أن لاعب الكرة له رسالة داخل المستطيل الأخضر وخارجه ، والرسالة الأهم خارج المستطيل ". فكُرة القدم تعبّر عن قضايا الأمة وتدافع عنها وتدعمها.
أعتقد أن رسالة كرة القدم رسالة كبيرة، فقد توحّد الكرة الشعوب والأمم، مثالا على ذلك العراق، فقد فاز الفريق العراقي لكرة القدم بكأس آسيا رغم الحرب والإنتكاسة التي يشهدها العراق، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا، حيث أن هذا الانتصار أعاد توحيد الشعب بمساندته لمنتخبه، كما أن منتخب مصر قبل البطولة الأخيرة في غانا 2008 كانت الجماهير متفرقة فهذا أهلاوي، وهذا زملكاوي وهذا إسماعيلي وهذا اتحاد، لكن تجمّع الكل وتوحّد أثناء البطولة حول الفريق المصري. إن كرة القدم والرياضة عموما يمكن أن تؤدي عدّة أدوار قيّمة، فمن الممكن أن تساهم في إحياء أمّة، ويمكن أن ترسّخ مبادئ وقيما وأخلاقا.
.

الحوار نت: إن كان " تعاطفا مع غزة" شعارا رفعه محمد أبو تريكة السنة الماضية، حينئذ لم يكن العالم متنبّها لما يحدث في غزة! اليوم نرى الملايين حول العالم تتضامن مع غزة وما يدور في غزة. فأين هي غزّة في ضمير أبو تريكة وسط الأحداث الحالية؟.

محمد أبو تريكة: شكرا لك سيدتي الفاضلة على إثارة هذه النقطة لتوضيح أمر ما: سبق وذكرت أن السبب الذي دعاني لرفع هذا الشعار هو أن: "الحصار الجائر الذي كان يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة أثار ألما شديدا في نفسي، وجعلني أبحث عن أي وسيلة أساعد بها". واليوم يتساءل كثير من الناس لماذا لا يرتدي محمد أبو تريكة "التيشورت إياه" في المباريات، أقول إنني حين رفعت شعار التضامن مع أهل غزة كان هذا بمثابة تبليغ رسالة للعالم أن هناك مأساة يعيشها هذا الشعب، خصوصا وأنه لم يلق الضوء على قضيتهم آنذاك! فكان المفروض أن أتصرف هذا التصرف حتى يعي الناس ما يدور في غزة من جوع وحصار والذي كشفت عنه الأزمة الأخيرة بكل وضوح. إنما الآن لا نحتاج إلى دعاية أو تبليغ رسالة لأن العالم بأسره يرى ويشاهد ويتفرج على ما يحصل بغزة. أما ما يمكنني القيام به الآن فهو الدعاء، وكان بودّي أن أحضر المهرجان الرياضي الذي نظّم بمصر إلا أنني كنت مسافرا خارج البلد للتداوي بسبب إصابتي. أقول نحن نقوم بالمتاح كزيارة المصابين بالمستشفيات بمصر، بجانب أننا تبرعنا بجزء من مكافآت المباريات الخاصة بالنادي الأهلي لنصرة ضحايا غزة.
ولي كلمة أخيرة في هذا الإطار، برأيي وهذا شيء محزن أن تنحصر القضية الفلسطينية في شعب غزة الأبي، فأين القدس، أين المسجد الأقصى؟ وأين فلسطين؟ وأين المقدسات الخاصة بالمسلمين والعرب؟ أعتقد أن القضية أكبر، فماذا بعد غزة؟
.

الحوار نت: كثير منا لا تتعدى معرفته بأبي تريكة ساحات الملاعب، فهل يمكن لمحمد أن يحدثنا عن حياته اليومية بعيدا عن الميادين؟.

محمد أبو تريكة: أعترف أن هناك تقصيرا في أداء الواجب الأسري! فكثير من الناس يظنّون أن لاعب كرة القدم يعيش حياة الرفاهة، وينسون أنه يضحي بوقته، يحرم نفسه من عدة أشياء يرغب في أكلها أو شربها، يتوجب عليه النوم مبكرا ويمنع من السهر أو الخروج في أي وقت إذ لابد أن يحافظ على نفسه بحكم عمله وحيث يكون لديه كل يوم إمّا مباراة أو تدريب أو سفر. وهذا كله يعتبر تضحية بالوقت والجهد. لكن تهون كل هذه الأمور مادمت أنك تحقق شيئا تحبه وتحب أن ترتقي فيه وبه. أعود لسؤالك، يومي يعتبر يوما طبيعيا جدا يبدأ مع صلاة الفجر، - أنام مبكرا وأستيقظ مبكرا- ثم أذهب إلى النادي صباحا حيث نتدرب، وأحيانا نقوم بحصتين تدريبيتين في اليوم الواحد، وفي تلك الحالة لابد من التمرين مرة قبل الظهر ومرة بعده ولذلك أكون في النادي من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة مساء. ثم أعود بعد ذلك إلى البيت وأجلس مع اسرتي فترة معينة، وأحاول الحفاظ على الورد القرآني اليومي وحضور أي درس ديني مرة في الاسبوع. على هذا المنوال أقضي أيام الأسبوع، ما عدا أيام الإجازة فأقضيها بين أفراد أسرتي.
.

الحوار نت: ما هو حلم أبو تريكة؟
.

محمد أبو تريكة :على المستوى الشخصي: أن أرى الناس والأمة الإسلامية مجتمعة ومتحابّة ويسود بينها التعاون
على المستوى الرياضي: أن ألعب في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا إن شاء الله.
.

فوزية محمد :لا يسعنا في آخر هذا اللقاء إلا أن نشكر اللاعب المتميز محمد أبو تريكة على تلبيته الدعوة متمنين له أن تكلل حياته الرياضية والخاصة بالنجاح والتوفيق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

.