الأربعاء، 3 فبراير 2010

حوار مع الأستاذة عائشة بلحجارأول نائبة رئيس برلمان عربي

.
.
حوار مع الأستاذة عائشة بلحجارأول نائبة رئيس برلمان عربي
.

حاورتها فوزية محمد: باسطانبول - تركيا
.

التاريخ: Wednesday, 25 Jun 2008
..
.

على هامش أحد فاعليات المؤتمرات الإسلامية على مستوى أوروبا بإسطانبول – تركيا أتيحت لي الفرصة للتعرف على أحد القيادات الإسلامية النسائية المشهورة وهي الأخت الأستاذة عائشة بلحجار، فأحببت أن أعرف أعضاء وقراء الحوار نت على هذه الشخصية وعلى وضع المرأة المسلمة بالجزائر.

نبذة عن الأستاذة عائشة بلحجار:
من مواليد 1964 بسعيدة – الجزائر، متزوجة وأم لأربعة أطفال. نشيطة في الحركة الإسلامية في الثمينانات، ومارست العمل على مستوى الجامعة في القطاع الطلابي، وانتقلت إلى العمل في المجتمع المدني، و التحقت بحركة مجتمع السلم، مثلت ولاية وهران في البرلمان، كنت برلمانية سابقة وقد شرفني إخواني وعلى رأسهم الأستاذ محفوظ النحناح، عيّنت كأول امرأة عربية نائب رئيس برلمان جزائري سنة 2000 بعدها كنت عضو المكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم، وشاركت في الكثير من المؤتمرات الخاصة بالمرأة والأسرة، شاركت مع المنظمات الأمريكية والأوروبية والإسلامية وكان لنا مشاركات سواء بإلقاء محاضرات أو حضور محاضرات أو بالتنسيق العملي مع الكثير من المنظمات العربية الإسلامية والغير الإسلامية.

.
الحوار نت: كونك أختا جزائرية نتمنى أن نتعرف عن قرب من خلالك عن وضع المرأة المسلمة ودورها في المجتمع الجزائري؟
.

الأستاذة عائشة بلحجار: المجتمع الجزائري بصفته مجتمع مسلم ومحافظ بطبعه فيمكننا أن نقول إن المرأة الجزائرية في حد ذاتها ميالة إلى الحفاظ على المبادئ والثوابت ومكونات الهوية الجزائرية العربية هي والإسلام والوطنية، الشعب الجزائري وكما تعلمون هو شعب متمسك بوطنيته بدينه وبالرغم من أنه مرت عليه أطول حقبة استعمار، ومع ذلك بقي متمسكا بإسلامه، بلغته العربية متمسكا بمبادئه وعاداته ربما أن أمة أخرى لو بقيت تحت وطأة الإحتلال هذه المدّة كان يمكن أن تتزعزع، ولا ننكر أن هناك بعض التأثيرات إلا أنها لا تعدو أن تكون تأثيرات أثرت على فئة قليلة جدا. والمرأة الجزائرية هي جزء من هذا الشعب، وهي بصفة عامة امرأة مناضلة لديها روح الجهاد روح النضال. المرأة الجزائرية لها كثير من المواقف اثبتت أنها قادرة على أن تشارك الرجل وأن تكون معه في الصف الأول، فقد شاركت في حركات التحرير، بل قادت حركات التحرير مثل" للا فاطمة السّومر"، وقادت كذلك المعارك بجانب الرجل، وقادت ثورة التحرير المقدسة التي ذهب ضحيتها مليون ونصف شهيد، وكان بين هؤلاء الشهداء نساء قائدات أو التحقت لدعم الرجال لكنهن كنّ في الصفوف الأولى. إلا أنه وقع بعد الاستقلال نوع التراجع عن بعض مبادئ الإسلام فكانت المرأة من السباقين لإعادة المياه إلى مجاريها، والعمل على أن يسترجع المجتمع الجزائري هويته وكيانه وانتماءه الحقيقي للإسلام واللغة العربية، وطبعا كانت هناك على الجزائر هجمات، فالاستعمار لم يخرج من الجزائر كباقي الدول، بل حاول أن يبقى هناك استعمار فكري وحضاري والتبعية له، فوقفت المرأة الجزائرية مواقف مشرّفة جدا في هذا الجانب، وطبعا الحركة الإسلامية لما انطلقت في الجزائر خصوصيتها تكمن في انطلاقة المرأة والرجل مع بعض وجنبا لجنب، جميعا من اجل أن يعملوا للمشروع الذي هو الجزائر عربية مسلمة . هناك ابعاد تاريخية أخرى طبعا دون أن ننسى البعد الأمازيغي والأصالة الأمازيغية نحن نعدّ الجزائر بمكوناتها اللغوية المتعددة، اللغة العربية والأمازيغية تجمعهم مظلة الإسلام. والحمد لله استطاعت الجزائر منذ قرون أن تعيش بهذه المكونات وكانت قوة إسلامية وكانت ربما حتى نقطة قوة في عهد الخلافة العثمانية. والشيء الذي ربما ميز العمل النسائي في الجزائر هو النضال وأكبر تكتل نسائي هو التكتل الإسلامي وهو القوة الإسلامية أو القوة النسوية الموحدة المنظمّة. فالكل يعلم في داخل الجزائر أو خارجه خاصة المنظمات الأوروبية أوالأمريكية والتي جاءت لدراسة الواقع النسائي والنضال النسائي، ومن نتائج هذه الدراسات أن قد وجدوا أن حركة مجتمع السلم تملك قوة نسائية منظّمة منضبطة وواضحة الأهداف، وهذا ما جعلنا في كثير من الأحيان حتى داخل الحركة أصبحنا قوة، وبهذا أصبحت المرأة في الجزائر تشكل جناحا قويا جدا.
.

الحوار نت: هل أفهم من كلامك أن عدد النساء العاملات على الساحة الجزائرية يفوق عدد الرجال؟
.

الأستاذة عائشة: لايمكننا أن نتحدث هنا عن نسب لأن هناك تفاوت من ولاية إلى ولاية، كما أنه من الصعب جدا أن تتبوأ المراة مقاعد قيادية ومكانة قيادية في الحركات الإسلامية الاخرى ، بل وحتى في الأحزاب الغير إسلامية أما في حركة مجتمع السلم فكانت المرأة من الأوائل في القيادة التنفيذية أوفي الصف الاول في الحركة، متواجدة في مجلس الشورى، متواجدة في المكاتب التنفيذية على المستوى الوطني والولائي والبلدي. الحوار نت: ركزت هنا أستاذة عائشة على المرأة داخل حركة مجتمع السلم، أليس هناك وجود للمرأة على الساحة الجزائرة خارج الحركة؟ المرأة الجزائرية أصبحت تشكل قوة في المجالات الكثيرة مثلا، في الجامعات أكثر من خمسين في المائة من الطلبة هم بنات، في القطاعات الكبرى مثل الطب والتعليم وحتى المؤسسات الإقتصادية أصبحت الآن تحوي عددا أكبر من النساء من الرجال. طبعا هذا ليس لأن هناك نمو ديمغرافي نساء أكثر من رجال، ولكن هناك وعي لدى المرأة لدى المجتمع الجزائري، بأن يدفع المرأة أن تشارك بكل ما تملك من قدرات، يعني تهميش المرأة لم يعد في الجزائر إلاّ في دوائر ضيقة جدا. أما فيما يخص المجال السياسي لسنا راضيات على واقع المرأة في هذا المجال. فمثلا المرأة في الإدارة أصبحت موجودة بقوة، سواء في المؤسسات الاقتصادية أومؤسسات الدولة والخاصة أصبحت موجودة بقوة، في الجامعات في البحوث في الدراسات ، وحتى في المهن الحرة كالمحاماة والطب. الشيء الذي لم نفهمه أو لم نلق له تفسيرا لحد الآن هو التراجع في مواقع صناعة القرار، فمثلا نرى أن عدد النساء في الحكومة لا يتعدى عدد الأصابع – رغم وجود كفاءات نسائية في هذا المجال- . يمكن ان نجد 2 إلى 3 وزيرات من بين 34 وزيرا، يعنى لا تتعدى نسبة 10%. ففي البرلمان لم يستطع الوسط السياسي أن يسمح للمرأة بأن تكون موجودة فيه بقوة بالرغم أن الحملات الإنتخابية – حركة مجتمع السلم- عرفت بقيادة الحملات الانتخابية بقوة، لدرجة أن رئيس الجمهورية اعتمد في 2004 في حملته الإنتخابية على نساء حركة مجتمع السلم و الحركة أساسا تعتمد في جزء كبير في عملها اثناء حملاتها الانتخابية على النساء اللاتي تقدنها بشكل ذكي وببراعة وبكفاءة سياسية، نرى أن عملهن في الميدان سياسيا قوي جدا، لكن لا ينعكس على تواجدهن في البرلمان خصوصا نساء حركة مجتمع السلم. وهذا شيء نعيبه ونتمنى أن تتداركه الحركة الإسلامية قبل الآخرين، نظرا لما تتمتع به من مثل هذه القوة النسائية وشخصيا قبل أن ألوم الآخرين ألوم أنفسنا على هذا التراجع.
.

الحوار نت: تفضلت أستاذتنا عائشة بالكلام عن دور المرأة الذي تعرّفنا عليه وتشجيعها للقيام بمهام مختلفة على الساحة الجزائرية، لكن أين هي العائلة في هذا الكم الهائل من الدعم والنشاطات، أي ما هي "أجندة الأسرة"؟
.

الأستاذة عائشة بلحجار: نضال المرأة في حركة مجتمع السلم معروف على أن من أهم وأول اهتماماته هو الأسرة الجزائرية، فنعلم جيدا بأن أي حضارة يراد لها أن تبنى وأن تتقوّى وأن تستمر إلاّ وأن تكون للأسرة فيها أهمية كبيرة. وحماية الأسرة هو ديدننا هي مجال نضالنا، فهذا الشيء الذي عرف عنا وأصبحنا معروفين باهتمامنا المتميز به. الحوار نت: الأستاذة عائشة شاركت في تأسيس المنتدى العالمي للمرأة المسلمة كيف جاءت فكرة إنشاء هذا المنتدى، وما دوره وما أهدافه؟ فيما يخص إنشاء المنتدى العالمي للمرأة المسلمة، اسمحي لي أن أقول لك أننا نعيش اليوم في عالم التكتلات وعالم اللوبيات الآن إن أي منظمة أو أي عمل إذا لم تكن له امتدادات عالمية فهو محكوم عليه بالاندثار أومحكوم عليه بالإعدام – إذا صح التعبير- وقد تكون مجهوداته متبعثرة. فمن خلال لقائنا مع الكثير من النساء المسلمات على مستوى أقطار كثيرة فكرنا من أنه لابد من وجود مؤسسة نسائية إسلامية تحمل فكرا معتدلا، تدافع عن قضايا المرأة باعتدال وبما يتناسب مع العصر، بما يحفظ لها وللأسرة كيانها، وبما يحمي الطفولة، وأن يكون للمرأة تواجد قوي في كل المؤسسات المجتمعية سواء مؤسسات رسمية أم غير رسمية، وعندما نقول وجود المرأة المسلمة في كل المؤسسات، نقصد في الجانب القانوني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخيري والفكري. لهذا جاءت فكرة تأسيس المنتدى العالمي للمرأة المسلمة، وكانت أساسا منطلقة بأعضائها الذين كانوا فعّالين في منظمات إسلامية أخرى. وهناك أمر آخر دعّم فكرة التأسيس وهو أننا رأينا في كثير من المناشط أننا كثرة في المجتمعات، كثرة كشعوب، وجدنا بأن صوتنا مسموع لدى كثير من الشعوب العربية والإسلامية أكثر من غيرنا، فأردنا أن ننظم هذه الأصوات تحت مظلّة وهي مظلة المنتدى العالمي للمرأة المسلمة، ونود أن يكون المنتدى جهة استشارية للمنظمات العاملة في هذا المجال، ومفتوح لكل المنظمات والشخصيات التي تهتم بقضايا المرأة باعتدال، تهتم بالأسرة والحفاظ على كيانها ومكوناتها الطبيعية والفطرية، تهتم بالطفل والطفولة ومستقبلها. أما فيما يتعلق بهدف المنتدى - أولا المنتدى العالمي للمرأة المسلمة هو مؤسسة أو هيئة عالمية تهتم بقضايا الأسرة والمرأة والطفل، تضم المنظمات والجمعيات والشخصيات الاعتبارية والطبيعية المهتمة بهذه القضايا. - ثانيا رسالة المنتدى أن يكون للمرأة دور فعال فى إصلاح المجتمع ارتكازاً على نظام الأسرة وقيمها في التصور الإسلامي، وأن يكون المنتدى أفضل هيئة استشارية ومظلة تنسيقية للمنظمات المعنية بالأسرة والمرأة والطفل في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية.
.

الحوار نت: هل أعضاء المنتدى العالمي للمرأة المسلمة عبارة عن جمعيات فقط أم يسمح للأفراد بالانضمام إليه كذلك؟ وهل لديك إحصاء عن عدد الأعضاء؟
.

الأستاذة عائشة: المنتدى هو حديث النشأة، وبه الكثير من المنظمات التي أرادت الانضمام من الكويت ، من السودان من الجزائر، من اندونيسيا، من ماليزيا من فرنسا... أما بالنسبة لعدد الجمعيات الاعضاء يمكن هنا الحديث عن نوعين من الجمعيات، وهي الجمعيات الأوروبية التي لا تقل عن 12 مؤسسة، والجمعيات القطرية التي لم نحص عددها بعد. الحوار نت: أكيد لدى لأستاذة فكرة عن عدد تقريبي لهذه الجمعيات. الأستاذة عائشة: أقل عدد يمكن أن يصل إلى خمسين مؤسسة. الحوار نت: ماهو دور الأستاذة عائشة بلحجار في المنتدى العالمي للمرأة المسلمة؟ الاستاذة عائشة بلحجار: القيام على إكمال تأسيس المنتدى، أقوم بدور الأمين العام ( أو ما يطلق عليه الرئيس في المؤسسات الأوروبية). إنهاء هيكلة المنتدى بكل لجانه، التنسيق ما بين اللجان، متابعة أعمال المنتدى وانتشاره والتعريف به على المستوى الدولي والقطري. القيام بالعلاقات العامة مع الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني الرسمية والغير الرسمية. السهر على أن يكون للمنتدى العالمي دور فعلي وميداني في المجتمعات الإسلامية سواء في الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
.

الحوار نت: كثيرا ما نقرأ رسائل ورؤى المؤسسات البراقة لكن على أرض الواقع نجد كثيرا من العوائق والتحديات تحول دون إنجاز هذه الاهداف، كيف هو الوضع بالنسبة للمنتدى العالمي للمرأة المسلمة؟
.

الاستاذة عائشة: لحد الآن لازال المنتدى جديدا، هناك انطلاقة..

الحوار نت: لكنه أسس من سنة!

الأستاذة عائشة: هو لازال في إطار التأسيس لأنه منتدى عالمي.
.

الحوار نت: إذا دعيني أستاذتي أطرح السؤال كالتالي: ما هي المعوقات التي واجهتكم عند تأسيس المنتدى خصوصا وأنه يحمل الطابع العالمي؟
.

الاستاذة عائشة: بما أنه منتدى عالمي لم نرد له أن يكون إقليميا أو محليا، وهذا طبعا هدف يتطلب منا وقتا وتواجهنا صعوبات في تحقيقه. لكن الحمد لله بدأنا نرى تجاوبا أكثر فأكثر من كثير من المنظمات على مستوى العالم الإسلامي والأوروبي، كما وانه لقي ترحابا من كثير من المنظمات. طبعا العرقلة التي نجدها الآن هي في التواصل اللغوي بين المنظمات الأخرى، مثلا في آسيا يمكن القول بأن اللغة المشتركة بين الكل هي الإنجليزية، في الدول العربية قد تجدين اللغة العربية، الانجليزية والفرنسية، فهذا تحدّي نحاول أن نتغلّب عليه لأن طموحنا أن يكون المنتدى عالميا ولا يمكن أن ينطلق من مجتمع معين أو لغة معينة أو قارة معينة، فنريد له أن يكون موجّها لجميع المنظمات في كل أنحاء العالم. كذلك ربما من التحديات التي واجهها المنتدى العالمي اختلاف أولويات الدول عن بعضها البعض، وعلى المنتدى أن يحترم هذه الأولويات. فأجندة المنتدى لا يمكن أن تكون خاصة مثلا بالمغرب العربي أو المشرق، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الخصوصيات ونتعامل معها حتى نحافظ على عالمية المنتدى وحتى يجد الجميع نفسه فيه. وهذه النقط يمكن أن تعتبرها عوائق أكثر من اعتبارها تحديات. لكننا نأمل أن تكون انطلاقة المنتدى قوية وعالمية.
.

الحوار نت: كيف يتم التوفيق بين تلبية طموحات المرأة في الشرق وطموحاتها في الغرب؟
.

الأستاذة عائشة بلحجار: التوفيق يكون بالمشاركة الحقيقية للمرأة في الشرق وفي الغرب، فعندما يشاركن في صناعة المنتدى سيكون هناك توفيق بين هذه الأمور، ويترك ما هو خصوصي لكل دولة، لكن عندما تشارك المرأة أوتشارك المنظمات في صناعة سياسة المنتدى ومشاريعه فقد نستطيع أن نوفق والكل سيجد ما يناسبه.
.

الحوارنت: إذا كان المنتدى على دراية بوضع المرأة وأولوياتها في المجتمع الالماني مثلا يمكن أن يتم التأهيل في هذا المجال على...

الاستاذة عائشة بلحجار: مقاطعة ...: هذه الفكرة – بارك الله فيك- طرحت لدينا، فقد أردنا أن نقوم بدراسات نسائية، لكن عند دراسة الفكرة وجدنا أنه يجب أن نشرك فيها الكثير من الاقطار وهذا سيتطلب الوقت والجهد الكثير لتحقيقه فخرجنا بقرار وهو ان يكون دور الامانة العامة تنسيقي فقط، والدراسات على مستوى الدول والأقطار. نأخذ مثالا على ذلك الدول المجاورة فنلاحظ أنه عند القيام بدراسة بالمغرب يختلف الامر عنه في الجزائر، وفي الأردن غير ما تقومين به من دراسات في لبنان أو في سوريا، وفي فرنسا مثلا تختلف عن إيطاليا، تختلف عن ألمانيا، لذلك نرى أن هذه المؤسسات لا تفرض واقعا ولا أفكارا وإنما تكون بمثابة مجمّع للواقع وللأفكار للطروحات وللمشاريع ويكون المنتدى بمثابة داعم ومشجع لهذه المشاريع الكبرى. ممكن القول أن المنتدى مفتوح للانضمام وقد لا يكون الانضمام عضوي قد يكون تعاوني، قد يكون تنسيق قد تكون شراكة محدودة وقد تكون شراكة واسعة، ما نتمناه هو تنسيق الجهود وتنظيمها مع بعض حتى نستطيع تحقيق أهدافنا. والمنتدى هو اولا واخيرا في خدمة هذه المنظمات يساعدها على تحقيق أهدافها، لا ليفرض عليها أفكارا وآراء، وطبعا يحقق من خلالها أهدافه التي وضعها.
.

الحوار نت: هل هناك بعض الانجازات للمنتدى العالمي للمرأة وهو لا يزال في طور التأسيس؟
.

الأستاذة عائشة بلحجار: المنتدى العالمي هو في الحقيقة مولود جديد، لكن بحكم أن أعضاءه لهم نشاطات سابقة فهو يعتبر تواصل مجهودات المنظمات والأشخاص الذين ينتمون إليه. فالمنتدى مثلا تبنّى ميثاق الأسرةالذي ربما قامت عليه لجنة المرأة والطفل في الهيئة الإسلامية العالمية للإغاثة، تبناه بحكم أن عضو المكتب هي أيضا رئيسة اللجنة. أيضا هناك برامج تربوية، برامج التأهيل القيادي والذي هو في طور الإنجاز لكن هناك تجارب في مصر، وفي الجزائر وفي الأردن، تجارب تكوين وتأطير وتأهيل قيادات شبابية نسائية. كما أن هناك برامج في المجال التربوي في قضايا الأسرة والتكوين الاسري والتربوي بالنسبة للطفل وللأم والمرأة بصفة عامة، هذه مشاريع موجودة وهي الآن في طور التطبيق في كثير من البلدان. هذا كله جديد قديم، جديد كمؤسسة لكن قديما بمن ينتمون إليه بمشاريعهم، وبالمشاريع التي قام عليها هذا المنتدى، يعني أن الذين أسسوا المنتدى لم ينطلقوا من فراغ، فقد كانت هناك مشاريع وتجمعت في المنتدى. نحن الآن كذلك في صدد دراسة أثر القوانين والمواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بالأسرة والمرأة بصفة عامة، أثرها في التحول الحضاري والاجتماعي في الدول العربية والإسلامية والدول الأوروبية. وقد تمت دراسة شاملة وعميقة من أعضاء المنتدى في هذا المجال. نأمل أن نخرج بمقترحات حضارية قانونية لمنظومة قانونية دولية.
.

الحوار نت: لو تتفضل الاستاذة عائشة بكلمة ختامية.
.

الأستاذة عائشة بلحجار: كل ما نرجوه أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى في هذا العمل وأن يكون في خدمة البناء الحضاري العظيم، أود أن أقول بأنه لا نريد إنشاء منظمات من أجل تحقيق أهدافنا، وإنما هذه المنظمات هي وسيلة لتحقيق مشروع المجتمع المتحضّر ومن أجل القيام بنهضة اجتماعية في أطر وبمبادئ إسلامية تستفيد منها كل البشرية، نحن لا نصبو ولا نعمل للمرأة المسلمة فقط، رغم كون المنتدى العالمي هو منطلق من المرأة المسلمة وإليها، وقد تكون مجهودات المرأة المسلمة فيه أكبر، لكن نود أن يعم خير هذا المنتدى كل النساء في مختلف دياناتهم وتوجهاتهم، نود أن نحقق للبشرية جمعاء عيشا في سلام والحفاظ على لبنة الأسرة، لأننا نعتبر أن الأسرة هي المكوّن الحقيقي لأي مجتمع قوي وهي التي تضمن الأمان للطفل – وعندما نتكلم هنا عن الأسرة نتكلم عن الأسرة الطبيعية، الأم والأب والامتدادات سواء الأصولية أو الفرعية – وديدننا هذا نسعى من خلاله أن نوفّر للبشرية نوعا من الأمن الذي قد بدأت تفقده مع فقدان لبنة الأسرة.
.

فوزية محمد: شكرا للأستاذة عائشة على ما تكرمت به من إجابات ونأمل أن نلقاك في فرص أخرى إن شاء الله
..
.

هناك تعليقان (2):

  1. 1. عابر سبيل | 30 Jun 2008

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اود شكر الاخت الكريمة فوزية محمد على حوارتها النوعية والمتعددةوالتي تتميز بالمزج بين موضوعات مختلفة فنية وفقهية ودعوية ودعاة متميزين رجالاً ونساءفبارك الله لها وعلى جهودها وجعلها ّذخراً للاسلام والمسلمين

    ردحذف
  2. 2. عبدالحميد العدّاسي | 1 Jul 2008

    بارك الله فيك وفي أهلك وفي وقتك وفي علمك يا فوزيّة، وجعل عملك هذا بل وكلّ أعمالك خالصة لوجهه الكريم...
    وأحسن الله لضيفتك وثبّتها على فعل الخير...

    ردحذف