الخميس، 11 فبراير 2010

الإبتســـــــــامـــــــــات والدمــــــعـــة

.
.
الإبتســـــــــامـــــــــات والدمــــــعـــة
.
.

بتاريخ : 2009-09-04

اسم الكاتب : فوزية محمد ، مقالات وآراء

الناشر شبكة الحوار نت الإعلامية


.


في يوم جميل كانت الشمس مشرقة متربعة عل الأفق تعانق زرقة السماء الصافية، وكانت أشعتها تغمر كل وردة ، تلاطف كل نسيم عليل، وتُدخل الدفئ على الجميع.

في هذا اليوم وبالتحديد في مسائه اجتمعت الابتسامات ليقضين ليلة سمرجميلة مع بعضهن البعض، والسعادة تغمرهنّ خصوصا بعد يوم حافل بدفئ شمس أبهج الكائنات والنباتات وانتعشت فيه الإبتسامات وحققن بعض مرادهن.

اجتمعت إذا الابتسامات وأخذن يتجاذبن أطراف الحديث، وطفقت كل ابتسامة تتحدث عن نفسها بكل فخر واعتزاز مما جعل مجلسهن تسوده غيرة بريئة .

وهنّ تجاذبن الفخر مرت بمجلسهن سحابة مشاحنة طريفة فأصبحت كل واحدة منهن تتباهى وتعتبر نفسها الابتسامة الأجمل والأروع بين الأخريات، قالت الابتسامة الهادئة : أنا من يمتص الهلع ويزرع السكينة وأنا قلب الطمانينة النابض، ردت الابتسامة الصادقة انا من يحس صاحبي أنه يشعّ دفئا وحنانا وكأن ندى الورد يلامس محياه، فأحمل من المعاني الجميلة الكثير الكثير.

أجابت ابتسامة البراءة : بتلقائية متناهية وصفاء مشهود أنتصب على شفاه الأطفال والشيوخ والنساء والرجال الفقير والغني القوي والضعيف ..أنا ليس لي مقر وعنواني هو الإنسان كيفما كان وحيثما كان.
أما ابتسامة الاحترام فتعدّ نفسها من نفائس الإبتسامات لأنها تُضفي على صاحبها كل التبجيل والتقديرفهي تداوي ولا تجرح وتجبر ولا تكسر هي في كلمة جسر العلاقات المتين.

وبكل أدب تُعرّف ابتسامة الاستئذان نفسها فتقول :"انا بديلة الألفاظ أغني صاحبي عن الكلام الطويل واُذهب عنه حراج تدبر المعاني اللازمة ، فبحركة من الشفاه يقضى الامر يعتذر صاحبي ويُعذر" .
وأنا الاخرى لا يحتاج صاحبي للتعبير عن شكره وامتنانه بالكلمات فأنا أغنيه عنها وكلّي ودّ وتقدير إنني ابتسامة الشكر.
وأنا يُقال عني أنني عنوان الإستقامة والطريق الواضح كيف لا وانا الابتسامة الحقيقية.
.
وأنا ابتسامة الإخاء أنبع من قلب محبِّ لأخيه المسلم، ويكفيني قول رسول الله صلى الله في "تبسُّمُك في وجه اخيك صدقة"..
.
أما أنا فمهمّتي واضحة من اسمي ابتسامة تشجيع يُحاول المرء من خلالي تقديم الدعم لمن يطلبه ويحتاجه بإعطائه دفعة معنوية قد يكون لها الوقع الكبير..
.
وهل نَسيتم دور الابتسامة الصفراء التي تُنقذ صاحبها من المواقف الحرجة التي يتعرض لها وتُخرجه منها بكل لُطف.
.
رغم أنه يُطلق علي ابتسامة نفاق إلّا أنني أعتبر نفسي ابتسامة لباقة لأن استعمالي يكون عندما يُضطرّ المرء إلى إخفاء ما يسبب الإحراج للآخر طالما اني لا أبتز ولا أنتهز ولا أتربص.
.
أما أنا فيكفيكم فيّ هذه الآية: {فتبسم ضاحكا من قولها}، إنني ابتسامة الإعجاب..
هكذا كان سمر إبتسامات شقيقات.
.
في منتصف الليل وبعد ما علت أصواتهن، ضاق المكان بـــدمعة كانت تُراقبهن من على شرفة الشباك، فنزلت بينهن فجأة!

سكت الجميع عند رؤيتها...

قالت لهن دون أن يؤذن لها بالكلام: " لكل واحدة منكن وضعها الخاص وجمالها الخاص، وأجمل ما فيكن كلكن هو أنكن ترسمن أجمل صورة على وجه كل إنسان مهما كان جنسه أو عمره أو لونه، فاستمرن في عملكن". تنهّدت..
وأردفت قائلة: " ولا تبخلن يوما بما حباكن الله به من نعمة، فبكنّ يُصبح العالم أحلى وأجمل...أما أنا فدمعة تائهة مازلت منذ أمد بعيد اكرر سؤالا على نفسي وعلى من حولي هل أنا الجانية أم المجني عليها ...هل أنا الجريمة أم أداتها ومازال الجواب بعيد المنال ومازلت حائرة في أمري"..
.
هنا نظرت الابتسامات إلى بعضهن، وعرفن أن لكل واحدة منهن دورها الخاص بها والمختلف ربما عن الأخرى، لكن الهدف يبقى في الأخير واحد، هدف أسمى...
...
..
.
بما أنّ الابتسامات ستستمر في عملها، فهلّا ساعدناها في البقاء وذلك بتقديمها لمن يحتاجها ، وبتخفيف معاناة الملايين، وبإدخال الفرحة على كل قلب مكروب.. ولا ننسى الشيئ المهم الذي يجب ان نلهج به ليل نهار لا تكل منه شفاهنا :
.
ابتسم.. ابتسم ..إبتسم..
فالأمل في قلوبنا...
والفرحة بداخلنا..
.
لِمَ تخبأ إبتسامتك إذاً؟
لِمَ تخنقها؟
لِمَ تبخل بها؟

..

تطلّع من النافذة ستجد جيوشا من الدموع تزحف باتجاهنا منابعها الموت والألم والمرض والفقر والحروب والحقد والبغضاء والحسد ...من يتصدى لها إن لم تطلق إبتساماتك في وجهها لتجتاحها؟
.
هيّا هيّا نربح مساحات على حساب الحزن والكآبة..
هيا رَعرع إبتسامتك، إرويها من قلبك، أرسلها تفتح الآفاق، أرسلها تزرع الأمل وتصنع الحياة..
هيـــــــا لتبتسموا.. هيــــــا لنبتسم ..
هيا هيا نغزو الأسى بالأمل..

.
لنطلق وابل إبتساماتنا تلجم هذه العبوسة المتبرجة على أبواب منازلنا ومحلاتنا ومدارسنا وأرجاء شوارعنا، فابتسامتنا تساوى الكثير عند الكثير وفي أوقات كثيرة ...
.
والإبتسامة :
.
هي أجمل شيء في الوجود..
هي رسالة الودّ..
هي مفتاح السعادة ..
هي خطاب المحبة..
.
وبها:
.
بها تذهَب الأحزان..
بها يحيَى الآمال..
بها تخفَّف الآلام..
بها يعلن الإخاء..
بها ننال رضا الإله..

...
..
.
روى ابو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال:

"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
.
.
.
بقلم فوزية محمد: سبتمبر 2009
رابط الموقع الناشر:
.

هناك 10 تعليقات:

  1. أم البنين 05-09-2009 17:56:55

    جميلة هذه القصة أخت فوزية خاصة وانها تدعو إلى رسم الابتسامة على وجوه أنهكها العبوس والتقطيب ، شكرا لك
    وبالتوفيق

    ردحذف
  2. من ضيوف الموقع 06-09-2009 04:41:33

    بارك الله فيك اختي فوزية فعلااا نحن بحاجة الى هذه الابتسامات الراااااائعة في حياتنا ولكن ما يزعجني هناك اناس يبتسمون بسخرية واستهزاء أبعدها الله عنا وعنكم ...أشكرك على كلماتك الرقيقة والمعبرة التي تحدث عنك

    ردحذف
  3. حكيم غانمي 07-09-2009 06:51:05


    دام تالقك أختاه ودام لك مبعث البسمة الأبدية

    ردحذف
  4. نصرالدين 07-09-2009 13:00:26


    بسم الله

    أحسب ان علو أسهم هذه القصة في طرافة فكرتها دون ان انسى سلاسة التنزيل وحبك فصولها، بعد المحاورة نكتشف في أختنا فوزية ملكات القاصة ...
    إلى المزيد..

    والسلام عليكم

    ردحذف
  5. سهام 08-09-2009 17:36:51

    صدقت والله فكيفما كانت الابتسامة فهي شعاع يتسرب الي داخل القلوب السردابية بدون استئدان ليحدث شقوقا قد تكون في يوم من الايام منابع للماء وقد تكون اول من يرتوي منه .
    عزيزتي فوزية بالابتسامة الصادقة اقول لك اني احبك في الله وجزاك الله عن الطرح كل الخير.

    ردحذف
  6. شهيدة 08-09-2009 19:19:49

    حياك الله على الفكرة اختي فوزية ، والفكرة تنم عن بمدإ حياة ، ولا أشك أنك كرست نفسك للخير وادخال البسمة على وجوه حزينة تقبل الله منك خالص الأعمال ونسأله أن يجعل قصتك الجميلة هذه أيضا في كفة حسناتك

    ردحذف
  7. خولة 09-09-2009 23:23:18

    بارك الله فيك خالتي قصة رائعة تحمل بين طياتها معاني قيمة أرجو لك التوفيق وأتمنى أن تتحفينا بمزيدك عما قريب

    شكرا

    ردحذف
  8. شيماء مادا 10-09-2009 00:04:55


    الله عليكى يا فوزيه بارك الله لكى واساله ان
    "يزيدك نجاح وان يجعل ايامك كلها بسمات ويديم عليكى نعمه الابداع"
    "لكى منى الكثير من الدعوات بمزيد من النجاح والتوفيق"

    ردحذف
  9. عادل صديق 11-10-2009 10:12:03


    ما أحوجنا للابتسامة لننشر البشر في الكون..

    ابتسامة الصديق للصديق
    وابتسامة لطفل بريء
    وابتسامة لمريض تشعره أنّ الناس يرجون له الشفاء والحياة
    وابتسامة لفقير وأنت تعطيه مما أعطاك الله
    وابتسامة وأنت في حاجة أخيك تبتسم له ثم اقض حاجته

    لقد توارت الابتسامة وتوارى معها كثير من الخير بين المسلمين
    ولم ندر أنها عبادة !!
    وما أحوجنا إلى صدقات الأخلاق التي لن تكلفنا جهدا بقد ما يكلفنا العبوس من جهد

    عادل صديق

    ردحذف
  10. سلسبيل 20-10-2009 09:15:02


    بارك الله فيك يا فوزية على جهودك الطيبة الى الامام بانتظار جديدك

    ردحذف